طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، المجتمع الدولي، أمس، بإعلان إيران دولة محتلة لسوريا، مؤكداً في كلمة ألقاها في الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا في القاهرة أن حضور المعارضة لمؤتمر «جنيف2» مرهون بوجود جدول زمني محدد لرحيل النظام، فيما دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى المعارضة إلى حضور «جنيف2»، وكذلك البدء في التحضير لحكومة انتقالية ذات صلاحيات واضحة. وترأس معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وفد الدولة المشارك في الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة برئاسة ليبيا ومشاركة رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا. وقال الجربا لدى انطلاق الاجتماع إن «الشعب السوري يواجه نظام الملالي ونحن نقاوم احتلالًا لا يرحم»، وكشف أن المعارضة السورية ترفض حضور إيران لمؤتمر «جنيف2». ضمانة دولية وأوضح أن المعارضة السورية ترفض انعقاد «جنيف2» إذا لم يستطع المجتمع الدولي تطبيق «جنيف1»، ولا يستطيع فتح ممرات آمنة لإنقاذ السوريين، والمنطق يقول: «لا ضمانة ترجى من عاجز» على حد تعبيره. وطالب الجربا من المجتمع الدولي، إعلان إيران دولة محتلة لسوريا، مؤكداً أن «المشاركة بجنيف 2 مرتبطة بجدول زمني محدد لرحيل النظام». وطالب بانسحاب القوات الاجنبية الغازية وعلى رأسها الحرس الثوري الايراني وميليشيات حزب الله وابو الفضل العباس العراقي وغيرها من كافة الاراضي السورية، مشددا على ضرورة أن يكون الاتفاق في جنيف2 ملزما وواجب التنفيذ ويصدر بقرار ضامن من مجلس الامن الدولى فى اطار زمنى محدد لا يتجاوز الربع الاول من عام 2014 لتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة السلطات والصلاحيات. نظام ديمقراطي في الأثناء، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في جلسة افتتاح الاجتماع، إلى الاستجابة لطموحات الشعب السوري لإقامة نظام ديمقراطي غير قائم على التمييز بين المواطنين مع المحافظة على وحدة سوريا. ودعا العربي إلى حقن دماء السوريين الذين يموتون يومياً، وكذا مطالبة مجلس الأمن لإقرار وقف شامل لإطلاق النار الذي لم يطبق للأسف، على حد قوله. وأعلنت الجامعة العربية دعمها لجهود المبعوث الأممي الابراهيمي لعقد مؤتمر جنيف2، باعتباره الخيار الوحيد والمتاح لعلاج الأزمة السورية. وطالب مجلس الجامعة العربية بدعم المعارضة السورية وحثها للقبول في المشاركة في مؤتمر جنيف2، وكذلك البدء في التحضير لحكومة انتقالية ذات صلاحيات واضحة. تلاعب النظام وأوضح وزير خارجية قطر، خالد العطية، أن الوقت حان لتسريع الانتقال السياسي في سوريا، معبراً عن أمله في «ألا يكون مؤتمر جنيف 2 فرصة للنظام لممارسة التسويف والتلاعب». ودعا العطية «الجامعة العربية الى القيام بالتزاماتها عبر توفير ضمانات من الأممالمتحدة وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بأن مؤتمر جنيف2 سيفضي الى انتقال للسلطة في سوريا». دعوة لبنان تلقى لبنان دعوة للمشاركة في الاجتماع التحضيري التشاوري لكبار الموظفين لمؤتمر «جنيف 2» حول الأزمة السورية يوم الثلاثاء المقبل في جنيف. وقال مصدر لبناني رسمي إن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور، الموجود في القاهرة تلقى تلك الدعوة. وأضاف البيان ان منصور كلف سفيرة لبنان لدى المنظمات الدولية للأمم المتحدة في جنيف نجلا رياشي عساكر. الرئيس التركي يحذّر من أفغانستان على شواطئ المتوسط حذّر الرئيس التركي، عبد الله غول، من تهديد انتشار التطرف في سوريا على أوروبا ومن خطر تحول البلاد إلى افغانستان على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، واصفاً أداء مجلس الأمن الدولي حيالها بالمشين. وقال غول في مقابلة مع صحيفة «ذي غارديان» نشرته في موقعها على الإنترنت أمس: «إن الأمة السورية تموت أمام أنظار عالم لا يبالي، كما أن انتشار أفكار التطرف بين أوساط الناس العاديين في مختلف أنحاء سوريا على يد الجماعات الجهادية صار يشكّل خطورة متزايدة على جيرانها ودول أوروبا»، محذراً من خطر تحول سوريا إلى افغانستان على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. واعتبر أن رد المجتمع الدولي على التحديات الإنسانية والاخلاقية للأزمة في سوريا «كان مخيباً للآمال»، واصفاً أداء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حيالها ب«المشين». وأضاف غول: «كان من الممكن تجنب مقتل أكثر من 100 ألف شخص معظمهم من المدنيين في القتال الدائر في سوريا على مدى 32 شهراً، لو أن القوى الغربية دعمت جهود الوساطة التي بذلتها تركيا في وقت مبكر من الأزمة ولم تقم بتقويضها». وأشار إلى أن الجهود التركية للانخراط مع نظام الرئيس بشار الأسد قبل نحو عامين «لم تحظ على الدعم الكافي من حلفاء أنقرة، وكان من شأن هذه الجهود أن تقطع الطريق على الكارثة التي تلت في سوريا». وأضاف أن «انخراط تركيا في الأزمة السورية ينبع من كونها دولة مجاورة ومن حقيقة أنها تستضيف 500 ألف لاجئ سوري يقيم 200 ألف شخص منهم في مخيمات اللاجئين والباقي في المدن التركية بوسائلهم الخاصة، وانفقنا عليهم حتى الآن 2 مليار دولار وسنستمر لأن هذا يمثل مسألة إنسانية، لكن المؤسف جداً رؤية اللامبالاة من جانب المجتمع الدولي»، مشيراً إلى أن «استمرار التدهور داخل سوريا دون رادع سيشكل تحدياً أمنياً خطيراً على نحو متزايد لتركيا». وقال الرئيس التركي إن المجتمع الدولي «يجب أن يكون له موقف قوي جداً فيما يتعلق بسوريا لكن وللأسف يبدو أنه يفتقد إلى موقف موحد بينما يجري تدمير البلاد في الوقت نفسه، وكان خطابه في البداية مرتفعاً جداً وطالب بتنحي الأسد، لكنه سرعان ما عاد إلى الموقف الحالي وهذا هو التناقض بعينه بالرغم من أن هناك بلداً يستنفد نفسه ويستهلكها ويفقد الكثير من الناس حياتهم فيه على صعيد يومي وذهبت بنيته التحتية، والمجتمع الدولي يراقب ذلك ببساطة وهذا أمر مؤسف للغاية».