أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أمس في قصره بالرياض محادثات سياسية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري والوفد المرافق له تركزت حول تطورات الوضع في سوريا. فيما عبر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل عن ان الخلافات مع الولاياتالمتحدة عادية يختص أغلبها بالأساليب ولا توجد خلافات رئيسية على الاهداف، في حين قال كيري إن واشنطن ستواصل دعمها للمعارضة السورية، على الرغم من تزايد نفوذ المتشددين في سوريا. وتطرقت محادثات خادم الحرمين مع كيري والتي حضرها الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين . والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وعدد من كبار المسؤولين السعوديين الى بحث آفاق التعاون بين البلدين، والأزمة السورية وكذلك تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى مجمل الأحداث الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها. خلافات عادية وعقب اللقاء أكد وزير الخارجية السعودي ان الخلافات مع الولاياتالمتحدة عادية يختص أغلبها بالأساليب ولا توجد خلافات رئيسية على الاهداف، مشيراً إلى أن المملكة تدرك أهمية المحادثات المتعلقة بسوريا كسبيل لإنهاء الصراع لكن هذه المحادثات لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية. وقال الأمير الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي الذي يزور السعودية في أحدث محطة له في اطار جولة تهدف جزئيا الى نزع فتيل التوتر مع دول عربية، إن «العلاقات الأميركية السعودية ترتكز في العادة على الاستقلال والاحترام وخدمة المصالح المشتركة». مضيفاً أن «الرياض تدرك أهمية المحادثات لحل الأزمة السورية وأن السعودية تدرك في نفس الوقت انه يتعين ألا تستمر المحادثات الى أجل غير مسمى لاسيما وان هناك مهام جسيمة في انتظارنا تحتاج الى تدخل حاسم». واكد وزير الخارجية السعودي أن «العلاقات الحقيقية بين الأصدقاء لا تقوم على المجاملة؛ بل ترتكز على الصراحة والمكاشفة بين الطرفين، وطرح وجهات النظر بكل شفافية»، مشيرا في هذا الصدد الى انه من غير المستغرب أن تشهد الرؤى، والسياسات نقاط التقاء، واختلافا. واصفا ذلك بأنه أمر طبيعي في أي علاقة جادة تبحث في كافة القضايا، وتطرح مختلف وجهات النظر، وتسعى الى معالجتها من خلال الحوار المتواصل بين البلدين، وعلى كافة المستويات، وذلك بغية الوصول إلى منظور مشترك، ينعكس إيجاباً على حلحلة القضايا وانفراجها. اعتذار المملكة وأشار الفيصل إلى أن اعتذار المملكة عن عضوية مجلس الأمن لا يعني بأي حال من الأحوال انسحابها من الأممالمتحدة، وخصوصا في ظل تقدير المملكة للجهود البناءة لمنظماتها المتخصصة في معالجة العديد من الجوانب الإنسانية والتنموية والاقتصادية والصحية وغيرها، إلا أن المشكلة، كما قال، تكمن في قصور المنظمة في التعامل مع القضايا والأزمات السياسية. وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط، والسبب عجز مجلس الأمن عن التعامل معها، مع الأخذ في الاعتبار أن مجلس الأمن لم يشكل فقط لإدارة الأزمات الدولية، بل العمل على حلها من جذورها وحفظ الأمن والسلم الدوليين. دعم للمعارضة من جانبه قال وزير الخارجية الاميركي إن واشنطن ستواصل دعمها للمعارضة السورية، على الرغم من تزايد نفوذ المتشددين في سوريا. وأكد كيري ضرورة عقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا في أقرب وقت ممكن، مشددا في الوقت ذاته على لزوم رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: «لا يمكن حل المشاكل التي تواجهها سوريا مع بقاء الأسد في السلطة». السعودية ترفض اختزال الأزمة السورية بإزالة «الكيماوي» دعت السعودية أمس، مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة عدم اقتصار معالجة الأزمة السورية على إزالة الأسلحة الكيماوية. وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة، في بيان، عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز «إن مجلس الوزراء شدد على الموقف الثابت للمملكة وهو الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها». كما دعا المجلس إلى «أهمية اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته إزاء التعامل مع الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة، وعدم اقتصار معالجة الأزمة على مسألة إزالة الأسلحة الكيماوية». وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أعلنت الأسبوع الماضي أن «سوريا دمرت كل معدات الإنتاج والمزج في منشآت الأسلحة الكيماوية المعلنة»، موضحاً أن «مجلس الوزراء السعودي نوه بالموقف العربي الداعم للائتلاف الوطني السوري وموقفه التفاوضي المطالب بالضمانات الدولية اللازمة لرعاية. وإنجاح مسار الحل السلمي التفاوضي لمؤتمر جنيف 2، وبما يكفل التوصل إلى الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفقاً لبيان جنيف في 30 يونيو 2012 الذي أقره مجلس الأمن». وقال البيان إن الحكومة السعودية «اطلعت على تقرير عن الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية حول تطورات الأوضاع في سوريا». وكان مجلس جامعة الدول العربية الوزاري الطارئ، الذي عقد، مساء الأحد، قرر دعوة جميع أطراف المعارضة السورية، بقيادة الائتلاف السوري لقوى المعارضة السورية، إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف 2»، والتعجيل بتشكيل وفدها المفاوض لحضور المؤتمر.