بقلم / د. محمد أحمد باوادي عادت بي الذاكرة إلى أيام زمان أيام الدراسة الابتدائية في سبعينيات القرن الماضي وخصوصا إلى دروس اللغة العربية, كان هناك فرع يسمى المطالعة في المنهج السوداني الذي كنا ندرسه أيامها, وهناك قصة شيقة لازلت أتذكرها ليومنا هذا عنوانها الذئب والخروف إذا لم أكن مخطئ في العنوان. مضمون هذه الحكاية انه في ذات يوم كان الذئب يتجول في البراري يبحث عن فريسة وإذا به يرى خروفا صغيرا بريئا يشرب من جدول الماء أسفل الوادي فانفتحت شهية الذئب وكشرت أنيابة وبدأت لسانه تلامس أسنانه ونزل من قمة الجبل إلى أسفله متجها صوب الخروف وعندما وصل وكان يفكر في حيلة للانقضاض على الخروف واكله, فصاح معاتبا للخروف أيها الخروف الأحمق لقد عكرت علي الماء وآنا اشرب فرد عليه الخروف كيف لي أن أعكر عليك الماء وهو يصب من ناحيتك إلى ناحيتي, فتحير الذئب من فساد حيلته ولكنه أردف قائلا للخروف هذا حصل منذ عام فرد عليه الخروف ولكنني لازلت صغيرا ولم ابلغ العام بعد. فغضب الذئب من ردود الخروف وقال أن لم تكن أنت فأكيد كان ذلك أباك وانقض على الخروف واكله. سردي لتلك الحكاية الظريفة التي هي إحدى الحكايات والقصص الشيقة التي كانت تمتلئ بها مناهج اللغة العربية في تلك الفترة الذهبية للتعليم الابتدائي الرائع في حضرموت والجنوب عامة كان سببه ما طالعته في بعض المواقع الالكترونية عن موضوع صراع القاعات في بعض كليات جامعه حضرموت. وكيف تم تحوير هذا الموضوع ونشره بطريقة عجيبة تدل على عدم حيادية ناقله وكاتبه حيث صور كلية البيئة وكأنها الذئب المفترس والباحث عن خلق الأسباب للاعتداء على الخروف الجميل الصغير البرئ (كلية الآداب) وهذا مغاير تماما للحقيقة. إذا كان من كتب الخبر لم يكن حاضرا ساعة حدوثه بل وصله من وكالة قالوا فهذه مصيبة وإذا كان من الحاضرين من طلبة الأعلام فالمصيبة اكبر كونه ينقل الخبر دون حيادية وهو لازال طالب فكيف به إذا أصبح أعلامي. لا أود هنا التفسير والتحليل لما حصل كون ما حدث لا يستحق كل ذلك التهريج فمثل ذلك حدث ويحدث دائما وسيحدث مستقبلا فهذا شيء روتيني تعودنا عليه فليس في الأمر ما هو مستغرب طالما الذئب والخروف يعيشون معا. ولكن ما أثار استغرابي وسخطي هو كيف سمحت تلك المواقع الإخبارية الالكترونية لنفسها أن تنشر مثل تلك الأقاويل دون أن تتأكد من صحة ما يقال فيها خصوصا عندما يتعلق الأمر إلى الإشارة بأسماء أشخاص بعينهم. فلا ادري هل من يشرف على هذه المواقع بهم جهالة لدرجة أنهم لا يميزون بين الخبر والتشهير أم أنهم لا يتمتعون بآداب وأخلاق النشر ولا يعلمون أن ذلك سيكلفهم الكثير والكثير إذا لجاء احد الأشخاص من الذين ذكرت أسماءهم في هذه الأخبار المزيفة والتي هدفها التشهير إلى القضاء لإثبات صحة ما نشروه. كثير من الذين اطلعوا وقرءوا ذلك الموضوع والذين علقوا عليه وخصوصا من سمح لنفسه بالشتم والتجريح لأساتذة الجامعة ونعتهم بألفاظ لا تليق أن تقال لأي إنسان أكان أستاذا جامعيا أو غيره أقول لهم اتقوا الله في أنفسكم, فجامعة حضرموت فيها ما فيها من الصعوبات والمعاناة والتي يعاني منها الجميع أساتذة وموظفين وطلبة وإدارة وباستمرار من المركز في صنعاء من محدودية ومركزية الميزانية وقلة الموارد, فهي بحاجة إلى تكاتف كل أبناء حضرموت في الحفاظ عليها والدفاع عنها. كل أعضاء هيئة التدريس حريصون على أداء واجبهم تجاه أبناء حضرموت الطلبة وكلا له عيوبه وله ايجابياته فلا يكتمل الإنسان. لا يليق الشتم والتجريح على أساتذة قضوا سنوات من عمرهم في التحصيل العلمي ووصلوا إلى المراتب العليا في التعليم ويقدمون اليوم عصارة جهدهم لأبنائهم الطلبة وقد تخرج ألاف منهم وأصبحوا ألان في مواقع عملهم مبرزين وما محافظ حضرموت إلا واحدا منهم. اليوم الجامعة تشهد حراك تصحيحي بقيادة الرئيس المكلف والى جانبه قيادة نقابة أعضاء هيئة التدريس ويتضح ذلك جليا في التفاهم والتجانس بينهما مما خلق جوا من الشفافية والوضوح والعمل المشترك وأثمر ذلك التفاهم في حل الكثير من المشكلات الإدارية والمالية. كما أدى هذا التفاهم أيضا إلى التنسيق والإعداد لإجراء انتخابات لقيادات الجامعة الأكاديمية ابتداء من رئيس القسم إلى رئيس الجامعة. وفيما يخص نظام التسجيل والقبول في الجامعة سوف نسعى و بخطوات جادة عبر مجلس الجامعة و نقابة أعضاء هيئة التدريس إلى مراجعته وتعديله لكي يحضا أبناء حضرموت لفرص أكثر عند التسجيل والقبول في العام القادم إن شاء الله. ما تطلبه وتتمناه الجامعة من كل مواطن حضرمي غيور على جامعته هو الوقوف إلى جانبها ودعمها و النقد البناء التصحيحي وليس البحث عن السلبيات والتشهير بها وكأن الجامعة ذات وجه واحد فقط هو الوجه المظلم أما الوجه المشرق فلا اثر له. ولا يسعني في الأخير إلا التذكير بقول الشاعر... وعين الرضاء عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا The post الذئب والخروف appeared first on نجم المكلا الاخباري. Related posts: