أعلن عبد العزيز خلف مدير عام المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا)، عن إنشاء هيئة مشتركة لسيدات الأعمال العربية والأفريقيات للمساهمة في تعزيز الاقتصاد العربي الأفريقي، وقال خلف ل "البيان" بأن الهيئة سيتم إطلاقها رسمياً غداً الخميس. مشيراً إلى أن سيدات الأعمال العربيات والأفريقيات هن من سيقررن الدولة التي ستكون مقراً لاستضافة الهيئة.. ومن سيكون أعضاءها ، مشيراً إلى أن دبي مرشحة لتكون مقرا للهيئة نظرا للمميزات الكبيرة التي تتمتع بها دبي وفي ظل دعم القيادة الرشيدة للإمارات للمرأة الإماراتية في اسواق العمل والتي وصفها بالتجربة الرائدة، والنموذج المتميز والذي يمكن البناء عليه، والاستفادة منه عربيا وأفريقيا .. وقد جاء هذا الإعلان على هامش انطلاق ملتقى سيدات الأعمال العربيات والأفريقيات الأول من نوعه والذي ينظمه المصرف في دبي، بالتعاون مع وزارة المالية في الدولة تحت شعار "المرأة العربية والأفريقية وريادة الأعمال" وبتنظيم من المصرف العربي للتنمية الاقتصادية، بالأمس في فندق شيراتون ديرة في دبي بحضور 45 سيدة أعمال عربية ونحو 35 سيدة أعمال أفريقية.. وأشار خلف إلى أن الإجمالي التراكمي لتمويلات المصرف للقارة السمراء بلغت 4,1 مليارات دولار المشاريع التي قدمها المصرف على شكل قروض ميسرة منذ عام 1975 وحتى عام 2013 لتمويل 544 مشروعا إنمائيا في أفريقيا جنوب الصحراء ، في حين بلغ صافي التزامات قروض المشاريع 3352,473 مليون دولار ، بلغ نصيب البنية الأساسية والبيئة 1876,776 مليون دولار أي ما نسبته حوالي 55,98 % .. وقطاع الزراعة والتنمية الريفية 844,855 مليون دولار أي ما نسبته حوالي 25,20 ٪ وقطاع الطاقة 183,593 مليون دولار أي ما نسبته حوالي 5,48 ٪، وقطاع الصناعة 51,529 مليون دولار أي ما نسبته 1,54 % والقطاع الاجتماعي 275,385 مليون دولار أي ما نسبته حوالي 8,21 % والقطاع الخاص 107,7 ملايين دولار ، أي ما نسبته 3,21 % وبرنامج العون العاجل 12,635 مليون دولار ، أي بنسبة 0,38 %. أما في ما يتصل بقروض صندوق الإقراض (وهو الصندوق العربي الذي أنشئ لتقديم القروض للدول الأفريقية) وعددها 59 قرضاً. فيما ساهم المصرف في تمويل وتدريب كوادر أفريقية أكثر من 25 % منها من النساء ، مؤكدا على أهمية دور سيدات الأعمال العربيات والأفريقيات في تنمية الاقتصاديات العربية والأفريقية. تجارب متميزة وأضاف عبد العزيز خلف مدير عام المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا ل "البيان" أن ملتقى سيدات الأعمال العربيات والأفريقيات يهدف إلى تسليط الضوء على تجارب سيدات أعمال مميزات في المنطقتين العربية والأفريقية، يأتي اهتمام المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا)، كمؤسسة تمويلية تعنى بتفعيل وتعزيز مسيرة التعاون العربي الأفريقي، عن طريق تمويل المشروعات التنموية.. وتشجيع الصادرات العربية إلى أفريقيا، وتقديم المعونة الفنية العربية اللازمة لتنمية الدول الأفريقية، وتشجيع الاستثمارات العربية في أفريقيا، والتي منها مّا تديرها سيدات الأعمال العربيات، وتسليط الضوء على تجارب سيدات أعمال مميزات في المنطقتين العربية والأفريقية، كما يهدف الملتقى لإتاحة الفرصة لمثل هذه التجمعات لاستكشاف آفاق وآليات التعاون المناسبة لتطوير الممارسات المثلى ودعم الجهود المشتركة في المنطقتين، بمّا يعود بالنفع والفائدة عليهما ويعزز العلاقات بينهما على كافة المستويات. وقال خلف ل "البيان" بأن دور سيدات الأعمال مشهود في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية والأفريقية، وهو دور مهم ومتنامٍ في نمو اقتصاديات البلدان العربية، وكان دوراً تقليدياً في أفريقيا ثمّ توسع في مجال الاستثمار والتجارة وقيادة المؤسسات، ونجحت المرأة الأفريقية في بعث مؤسسات اقتصادية كبيرة لها دور مشهود ومعروف في ميدان التجارة المحلية والاستيراد والتصدير، وهى نشيطة جداً في هذا المجال، وكذلك في الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة. وفي كلمة لسمو الشيخة الدكتورة حصة سعد العبد الله السالم الصباح، رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب، ألقتها في افتتاحية الملتقى، أكدت الدكتورة الصباح على أن المرأة العربية تمتلك قدرات هائلة، غير أنها بحاجة إلى إفساح المجال لها وتمكينها من إثبات قدراتها.. وذلك عبر مساندتها اقتصادياً والعمل على زيادة تأهيلها وتدريبها لشغل الأعمال المتميزة مهنياً واجتماعياً. وقالت سموها بأن الأممالمتحدة عقدت العديد من المؤتمرات وعقدت دورات في الإمارات والكويت تهدف إلى تمكين المرأة. وعبرت سموها عن أملها بأن يصدر هذا الملتقى توصيات لتأسيس تكتل اقتصادي يضم الجانبين العربي والأفريقي من أجل التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية. وتحدثت جواني موانقي، مديرة مجلس سيدات أعمال شرق أفريقيا، عن نشاط السيدات في شرق أفريقيا وشددت على ضرورة الاهتمام برائدات الأعمال في أفريقيا وخلق سوق تنافسية بينهن. كما أكدت على ضرورة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الصغر لدعم الشرائح الفقيرة من النساء والشباب في الدول الأفريقية. ونوهت بأهمية تكوين شبكة لسيدات الاعمال العربيات والأفريقيات وتحديد آليات واستراتيجيات لريادة تمويل أعمالهن، الأمر الذي يؤدي إلى توسعة وتنمية نشاطها. وشكرت في ختام كلمتها المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا على تنظيم هذا الملتقى ودعمه المتواصل للمرأة الافريقية، خصوصاً في المناطق الريفية. من جانبها، قالت هند حسين الاقتصادية والخبيرة في قسم العمليات في المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا ( باديا ) ل "البيان" إن ملتقى سيدات الأعمال العربيات والأفريقيات هو الأول من نوعه، والذي ينظمه المصرف، حيث يقوم المصرف بشكل دائم بتنظيم العديد من الفعاليات والملتقيات الخاصة برواد الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات.. إلخ،.. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يخصص فيها الملتقى لسيدات الأعمال العربيات والأفريقيات ، وخاصة أن هدف المصرف الأساسي هو تحقيق التنمية الاقتصادية في أفريقيا، وهناك عوامل تحقق هذه التنمية وتلعب فيها المرأة دوراً أساسياً، وبالتالي وتماشياً مع استراتيجية المصرف تقرر عقد الملتقى بالتنسيق مع مجلس سيدات الأعمال العرب. وقالت إن الملتقى يشهد مشاركات من سيدات أعمال من قبل 35 دولة أفريقية بما فيها كينيا، وتنزانيا، وغامبيا، والكاميرون، وكوت ديفوار، وأثيوبيا ، والسنغال، ومالي ، وبوركينا فاسو، وجنوب أفريقيا ، ومملكة سوازيلاند.. إلخ من البلدان الأفريقية الأخرى، وأضافت قائلة لكي نتوخى الحذر دعونا للملتقى سيدات أعمال يمتلكن شركات وأعمالاً خاصة، وأيضا سيدات أعمال لديهن جمعيات اجتماعية. 70 % مساهمة الأفريقية في القطاع الزراعي وأضافت هند قائلة لو استطعنا دعم المرأة اقتصاديا وماديا ومعنويا واجتماعيا وثقافيا، تستطيع المرأة بحكمتها وصبرها ومؤازرتها للرجل رفع نسبة مساهمتها في اقتصاديات بلدانها العربية والأفريقية. وأشارت هند إلى أن المصرف يعمل منذ عام 1975 في مشاريع تنموية في كافة القطاعات من أهمها التعليم والصحة للجنسين ودعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. كما يساهم المصرف في تخفيف العبء عن البلدان الأفريقية المثقلة بالديون تحت مبادرة (هيبك) بنحو 2 مليون دولار في عام 2012. وأشارت هند في حديثها ل "البيان" إلى أن المرأة الأفريقية تسهم بنحو 70 % كيد عاملة في القطاع الزراعي، وبنحو 90 % من الإنتاج الغذائي في أفريقيا ، أما بالنسبة للقطاعات الأخرى مثل الخدمات والمال واللوجستية.. إلخ من القطاعات الغير زراعية فلا تتجاوز مساهمة المرأة الأفريقية في تلك القطاعات الغير زراعية 8 % وهي نسبة منخفضة جدا بسبب معوقين رئيسيين يتمثلان في ضعف مستويات التعليم وضعف الخدمات الصحية المقدمة للمرأة الأفريقية، وهذان العاملان يعرقلان مساهمة المرأة الأفريقية في الاقتصاد الأفريقي. الحكومات الخليجية دعمت المرأة وقالت خيرية عبد الله دشتي أمين عام مجلس سيدات أعمال العرب ل "البيان" إن هناك أكثر من 700 عضو بارز في المجلس إلى جانب العضوات اللاتي يمثلن الجمعيات والاتحادات. إن المرأة العربية هي الوريثة لأملاك عائلاتها وهي مالكة للمشاريع التي تديرها وتمتلك مؤهلات اقتصادية وتجارية عالية، وحققت موقعا متميزا خلال ال 20 عاما الماضية، ففي الماضي كان عملها محصورا في القطاع الصحي والتعليمي .. ولكن خلال ال 20 عاما الأخيرة تخطت المرأة العربية الجدار ودخلت ميادين الاستثمار وأسواق المال والعقار وعالم الأعمال والطيران واخترقت كل الميادين بنجاح وتميز بما فيها الشرطة والدفاع والطيران، ومن هذا المنطلق تجدين أنها اليوم في موقع اقتصادي مرموق نتيجة للامتيازات التي أعطيت لها ، فاليوم هي وزيرة وسفيرة وعضو في مجالس النواب والشورة والبرلمانات وفي مواقع قيادية عليا. أيضا أنا لست مع كوتة نسائية في مجالس إدارة الشركات فيجب أن يتكون الكفاءة والخبرة والتميز المعيار في رئاسة مجالس إدارة الشركات واليوم هي تمتلك الكفاءة والخبرة وحتى الثروات تماما كالتي يمتلكها الرجال.. وأضافت قائلة عندما عرض علي مجلس سيدات الأعمال العرب المشاركة في الملتقى رحبنا بالمشاركة من أجل تكملة المسار بين سيدات الأعمال العربيات ونظرائهن الأفريقيات. ومنذ تأسيس وإشهار مجلس سيدات أعمال العرب منذ عام 1999 انضمت المغرب والسودان وتونس ومصر. ضعف التمويلات أكبر تحدٍ يواجه الأفريقيات قالت ليلي جومبي المدير العام لشركة "لاهامات" للتعدين، التنزانية الناشطة في مشاريع التعدين إن الملتقى يشكل فرصة طيبة لكي تدعم سيدات الأعمال العربيات والأفريقيات بعضهن البعض في قطاع الأعمال ، وتحديث عن صعوبة تواجهها المرأة الأفريقية في تأسيس الأعمال في أفريقيا بشكل عام، بسبب ضعف رؤوس الأموال لدى النساء لتأسيس الأعمال.. إلا أنها أشارت إلى أن البنوك بدأت في محاولة تمويل المشاريع الصغيرة للنساء الأفريقيات مستشهدة بجهود الحكومة التنزانية في هذا المجال. وأضافت بأنها سعيدة جدا لحضورها الملتقى في دبي قائلة بأن دبي ستتفتح لها أبواب الفرص لأعمالها وإمكانية تأسيس شراكات مع سيدات أعمال إماراتيات وعربيات، وأيضا إمكانية الحصول على تمويلات لمشاريعها. وترى جومبي أنه لا ينبغي التقليل من شأن النساء قائلة بأن المرأة أقوى من الرجل وهي الأقدر في إدارة ميزانيةالنشاط التجاري. 18 تريليون دولار المداخيل العامة للعالم بحلول 2018 قالت جواني موانقي، مديرة مجلس سيدات أعمال شرق أفريقيا، في كلمة لها خلال الملتقى بأن مداخيل العالم المتوقعة بحلول 2018 ستصل إلى 18 تريليون دولار ، مشيرة إلى أن 66 % من النساء في العالم من العاملات. واستشهدت موانقي بعبارة لوزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون عندما قالت "إذا ما توقفت جميع النساء عن العمل لمدة أسبوع واحد فسينهار الاقتصاد الأفريقي" في تأكيد من كلينتون على الدور القوي والحيوي للنساء الأفريقيات في واقع ومستقبل الاقتصاد الأفريقي. وقالت إنه في كينيا أقرت الحكومة الكينية قانونا يقضي بأن 30 % من المشتريات الحكومية يجب أن يكون مصدرها سيدات، ما يعني مدخولات تقدر بمليارات الدولارات ستكون من نصيب النساء في كينيا ، داعية إلى ضرورة تحسين مشاركة النساء في القطاع الخاص، مشيرة إلى أن دراسة حديثة أجراها المجلس أظهرت ضرورة تسهيل وصول النساء للتمويل لتعزيز ودعم وجودهن في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. سيدة أعمال من مالاوي: نريد التعلم من تجربة سيدات الإمارات قالت كوين تمبتيه وهي سيدة أعمال من مالاوي تمتلك شركة صغيرة تنشط في قطاع السياحة ل "البيان":حرصت على حضور الملتقى لأني أردت التعرف إلى سيدة الأعمال العربية عن قرب وكيف تؤسس أنشطتها التجارية وكيف تحصل على التمويلات اللازمة لمشاريعها وتتفق تمبتيه مع جومبي على أن دبي بوابة الفرص لسيدات الأعمال الأفريقيات وأشادت بدعم القيادة الرشيدة للإمارات للمرأة الإماراتية .. وترى بأن هذا الدعم نموذجا مشرفا ينبغي استنساخه في أفريقيا ، منوهة بأن أفريقيا وخاصة ملاوي بدأت في دعم المرأة الأفريقية معترفة بأن الطريق لا يزال طويلا للوصول لدعم قوي تتمتع به المرأة الإماراتية من القيادة الرشيدة. واعترفت بأن ثقافة الخوف الموجودة في قلوب النساء الأفريقيات تلعب دورا في تعثر المرأة الأفريقية في عالم الأعمال حيث لا تزال تخشى المرآة الأفريقية من التقدم للحصول على التمويل اللازم لمشروعها بعكس الرجال الذين يملكون شجاعة أكبر رغم أن المرأة هي الأقدر في إدارة ميزانية الأسرة. 33 % نساءفي قوى العمل الإفريقية حرصت البيان على استطلاع آراء سيدات أعمال أفريقيات لتحديد ما الذي يبحثن عنه تحديدا من خلال مشاركتهن في الملتقى وما الفرص التي يمكن أن تمنحها دبي لهن كسيدات أعمال والتحديات التي يواجهنها في تأسيس الأعمال في أفريقيا ، وكان لقاؤنا الأول مع ناهو سينايغر المؤسس والرئيس الأعلى لجمعية المرأة في قطاع الأعمال في أفريقيا.. وقالت ان 33 % من قوى العمل في أفريقيا من النساء. وكشفت عن أن تأسيس الأعمال في أفريقيا بالنسبة للنساء أمر شاق وصعب للغاية، مستشهدة بتقرير لمجلة "أفريقيا للأعمال" والتي تقول بأنه لو سمح للنساء بالوصول إلى الموارد الإنتاجية مثل الرجال فسترتفع إنتاجية محصولهم الزراعي بنحو 20-30 %. وأضافت أن هناك امرأتين أفريقيتين نجحتا في الوصول إلى سدة الرئاسة في بلدين أفريقيين من إجمالي 55 دولة أفريقية تمثل القارة السمراء، وهذا طبعا تقدم إيجابي، ولكن لا يزال هناك طريق طويل أمام المرأة الأفريقية.واليوم نواجه تحديات البنية التحتية في أفريقيا وحواجز اللغة وعدم فهم الثقافات.
