تقرير / إياد الشعيبي إلى جانب الفرق الموسيقية والفقرات الكرنفالية والأعلام المنتشرة على الجدران والأعمدة واللوحات الإعلانية تميزت احتفالات الشعب في جنوباليمن في ذكرى استقلاله الوطني عن بريطانيا هذا العام بإبداعات جنوبية فريدة تجسدت في تنفيذ أعمال فنية ذو طابع معبر يحمل دلالات سياسية بالغة. في الساحة التي يطلق عليها الجنوبيون "ساحة الشهداء" وسط مدينة المنصورة انكب مجموعة من الشباب المتحمس على تنفيذ مجسم لطائرة جنوبية عريقة منذ أيام تعرف بطائرة "اليمدا Alyamda" وهي الطائرة التي تتبع الأسطول المدني الجوي إبان دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والتي يقول الجنوبيون أنها أحد المؤسسات الاقتصادية لدولة الجنوب التي تعرضت للتدمير عنوة على أيدي قادة النظام في شمال اليمن. يمكن لمتصفح الشبكة الاجتماعية "الفيسبوك" أن يلحظ انتشار واسع لصور مجسم "اليمدا" يتبادلها نشطاء جنوبيون بفرحة عارمة بعد أن انتهى الشباب في ساحة الشهداء من تنفيذها ، كما لو أنها بالفعل طائرة حقيقية تعيد لهم الفخر بتلك المؤسسة الجوية العريقة ، وتذكرهم بماض إنجازات آبائهم الوطنية وما طال هذه الإنجازات من تدمير. وإلى الشرق من عدن وفي مدينة عتق بشبوة بالتحديد أنجز مجموعة من شباب الحراك الجنوبي من أبناء المدينة هناك سفينة صغيرة تم تركيبها على قاعدة من العجلات وطافوا بها شوارع العاصمة عتق ظهر الخميس في احتفالاتهم الشعبية التي شارك فيها عشرات الآلاف بذكرى الاستقلال الوطني للجنوب. السفينة التي جابت البر في عتق أسماها منفذوها ب "سفينة الحرية والاستقلال" وهي التسمية التي تؤكد الأهداف التي يناضل من أجل تحقيقها الحراك الجنوبي منذ سنوات . "عدن الغد" رصدت تعليقات عدد من نشطاء الحراك الجنوبي على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" على هذه الصور ، يقول صالح عبد الله " مع أنها هذه المجسمات جاءت عفويه إلا أنني أرى أن لها أبعاد فلسفيه تجسد إرادة تبحث عن طوق النجاة .. النجاة من الطوفان الذي حل بشعب الجنوب للانطلاق إلى بر الأمان والحرية". ويضيف إن" إرادة شعب الجنوب في التحرر والاستقلال التصقت بجانب هذا الرمز الذي كان كظلها". إيهاب معبد من جهته تعني له هذه الصور أن " النضال والحراك مستمر ومتقدم إلى الأمام بمختلف الوسائل والأساليب وسيتحقق النصر عاجلاً أم آجلا ، السفينة والطائرة ترمز إلى أن اتجاه النصر يمشي بخط واحد "One way". وليس بعيد عنهم يقول ناجي الكلدي " تعني أن الجنوب وطن شعبه ثابت برا ، وينتظر التحرير ليخدم وطنه عبر اليمدا جوا وبسفينة الأجداد الجنوبية بحرا". تعني لنا إحياء القضية الوطنية في شباب الجنوب " يقول محمد عبد الله الشعيبي. تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة البحرية والجوية المدنيتان التي كانت تخضع لدولة جنوب تعرضت لتدمير واسع ونهب ممتلكاتها من قبل نافذين ومشائخ قدموا من الشمال بعد اجتياح الجنوب عام 94 ، وأطلق الجنوبيون على هذه الممارسات وغيرها التي كانت نتيجة لتلك الحرب "احتلالا" يطالبون الآن بالاستقلال عنه في ذكرى استقلالهم الوطني الأول. وشركة طيران اليمدا تأسست عام 1971م في عاصمة دولة الجنوبعدن متخذة منها قاعدة رئيسية لعملياتها ، وفي العام 1996 تم دمجها مع طيران اليمنية التابعة لمتنفذين في شمال اليمن نتج عن ذلك تدمير ونهب وسرقة كافة ممتلكاتها وأصولها .