حوار أحمد فاروق: أثارت مشاركة الفنانة يسرا فى مظاهرات الثلاثاء الماضى استغراب البعض، حيث إنها لأول مرة تقرر النزول إلى ميدان التحرير منذ بداية ثورة 25 يناير وحتى هذه المليونية. وفيما رحب الكثير فى الميدان بنزولها وهتف لها «تحيا مصر»، انتقد البعض ومنهم الداعية صفوت حجازى ثوار التحرير لسماحهم بوجودها داخل ميدان الثورة.. فى هذا الحوار تكشف يسرا أسباب نزولها ميدان التحرير لأول مرة. بداية نفت يسرا الاعتداء عليها أو على الفنانة ليلى علوى، وقالت: حالة الإغماء التى تعرضت لها ليلى علوى لم تكن بسبب اعتداء عليها، كما أشاع بعض المغرضين، وإنما لاعتقادها أن ابنها «تاه» منها فى زحمة ميدان التحرير، لكن الحمد لله وجدته مع السائق. علمت هذه القصة بعد أن قمت بزيارتها مساء يوم المظاهرة، لأننا افترقنا بعد أن دخلنا إلى الميدان من كثرة الزحام. فأنا ذهبت وجلست مع الفنانين، ثم خرجت مع خالد أبوالنجا، والحمد لله إن الناس كانت سعيدة بوجودى، وهتفت عندما رأتنى فى قلب ميدان التحرير لأول مرة «تحيا مصر»، وفكرة أن البعض كان يحيطنى أثناء الدخول والخروج فهذا لأنى لا أحب الزحام. لماذا قررت النزول إلى الميدان لأول مرة منذ اندلاع الثورة؟ نزلت الميدان لأن مصر تضرب فى مقتل فى فنها وحريتها وقضائها، ولم تعد هناك رفاهية للصمت، فهذه المرة تحديدا شعرت أن المشاركة والنزول لميدان التحرير واجب وطنى لأنى كمصرية مهددة مثل غيرى بالقمع، وشعرت أنى إذا لم أنزل سأكون «مقصرة». وحتى إذا لم يذهب إلى الميدان سوى شخصين فقط سأكون أنا ثالثتهم لأن ذلك أفضل من أن أتركهما بمفردهما. ورغم أنه ليس من عادتى النزول فإننى قررت أنزل هذه المرة خوفا على بلدى، فهناك دستور يتم «سلقه» حاليا ولا أرضى عنه، وهناك تدخل فى سلطة القضاء الذى أعتبره صمام الأمان وحماية المصريين، بالإضافة إلى تهديدات أخرى كثيرة. عندما يحدث ذلك يجب على كل المصريين أن ينتفضوا لأن الخطر وصل إلى كل فئات المجتمع، ولهذا السبب كانت مصر كلها موجودة فى التحرير الثلاثاء الماضى فى مليونية «إسقاط الإعلان الدستورى». وما ردك على انتقاد الداعية صفوت حجازى نزولك ميدان التحرير؟ وأنا أرد عليه بقول واحد فقط «مصر لكل المصريين وليست ملك صفوت حجازى حتى ينتقد نزولى ميدان التحرير»، فمصر ملكنا جميعا وليست عزبة اشتراها أو التيار الذى ينتمى إليه. وأقول له أيضا إن مصر لن تقهر بهذه الطريقة. كما أنه يجب عليه ألا ينظر لموقفى وأولى أن ينظر للموقف الذى هو عليه الآن، وأشعر أنه قال ذلك لأنه يريد أن يوقع بين الشعب والفنانين ويضعف موقفنا أمام الجمهور، لكن الناس ستظل تحب النجوم وتثق فيهم. وما أشعر به أن هناك مخططا لكسر رموز الفنانين والدليل ما يحدث لإلهام شاهين وعادل إمام ونور الشريف وليلى وغيرنا، فهم يلفون بالدور علينا. وبشكل عام أرى أن تصريحات أمثال صفوت حجازى تطلق فقط لتقسيم المعارضة التى أتحدت بجميع ألوانها لأول مرة، ويريدون أن يفرقوا المعارضة حتى إذا تم تصعيد الأمر إلى حرب أهلية، ومصر لا تحتمل حربا أهلية لأننا 90 مليون مواطن، وأقول رسالة للدكتور محمد مرسى هى «إذا كنت تريد وطنا ديمقراطيا.. فكيف ستبنيه بالقهر؟». حفاوة الاستقبال التى ذكرتيها هل ستشجعك على العودة للميدان مرة أخرى؟ لن أنزل الميدان مرة أخرى، ليس لأنى لا أريد النزول ولكن لأنى لا أحب الزحام. وكيف رأيت إقامة مهرجان القاهرة فى هذا التوقيت؟ مساندة مهرجان القاهرة السينمائى واجب وطنى لا يقل أهمية عن نزولى ميدان التحرير الثلاثاء الماضى، فالكيان الصهيونى إسرائيل تنتظر أن تسحب منه الصفة الدولية حتى تحصل عليها، لذلك لن يفرط فيه فنانو مصر أبدا. هل كنت مع تأجيله من الثلاثاء إلى الأربعاء؟ تأجيله كان أمرا حتميا لأنه لم يكن طبيعيا أن تكون كل فئات المجتمع فى التحرير تعترض على القتل الذى يتعرض له المواطنون بلا ذنب، وتطالب بالحرية، ونحن نحتفل بافتتاح المهرجان فقط، رغم قناعتى بأن إقامة المهرجان لا يقل أهمية عن المشاركة فى مظاهرات ميدان التحرير، ولكن مادام أنه كانت هناك فرصة لتأجيله يوما فلما لا. البعض يعتبر المهرجان نوعا من الفرحة وهو عكس الحالة التى تحدثت عنها؟ نحن راعينا ذلك فى حفل الافتتاح فلم يكن فيه أى أجواء احتفالية، حتى فى ملابسنا نحن النجوم لم نرتدِ فساتين سهرة ملفتة مراعاة لمشاعر أهالى الشهداء الذين قتلوا غدرا سواء فى أسيوط أو فى باقى أنحاء مصر، حتى يكون شكلا من أشكال الحداد، وأنا أبلغت هذا لكل الفنانين أصدقائى، حتى يشعر الجميع. لماذا ظهرت مؤخرا شائعة اعتزالك التمثيل بعد أدائك فريضة الحج؟ هذه الشائعة تطاردنى كل فترة لأن البعض يكره نجاحى واستمرارى على الساحة الفنية، وأنا قررت أرد على مروجى هذه الشائعات بأن أعلن أنى أحضر لمسلسل جديد لرمضان المقبل يكتبه حاليا السيناريست تامر حبيب ويخرجه سميح النقاش.