تراجع المشهد السيناوي الملتهب في ظل تصاعد معركة الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسى، وغطى على ما يحاك لسيناء من مؤامرات ، في نفس الوقت الذى توقفت عمليات الجيش بشكل تام في عن مطاردة العناصر المسلحة، التي أحاطت الشكوك حول "مرجعيتها" في ظل عدم إطلاقها لأية صواريخ على "إسرائيل" من سيناء خلال حرب غزة. وأوضح عدد من أهالي سيناء، تحفظوا على ذكر أسمائهم، أن عدم إطلاق الجماعات المسلحة لصواريخ على قوات الإحتلال من سيناء خلال حرب غزة يثير الشكوك حول علاقة الموساد ببعض الجماعات الجهادية . وأضافوا إن الجماعات اطلقت قبل حرب غزة بساعات 6 صواريخ لم ينفجر منها اثنان و4 من طراز كاتويشا سقطت في منطقة صحراوية خالية من المنشآت والسكان فى اسرائيل، مؤكدين أن هذه الجماعات تعرف مدي الصواريخ وإنها ستسقط في الصحراء، واوضحوا أن هذه الجماعات لم تستغل حرب غزة في مهاجمة الجنود أو العمال الإسرائيليين العاملين علي الحدود في فترة الحرب وهي أمور تضع علامات استفهام كبيرة حول علاقتها بالاستخبارات الإسرائيلية. وطالب الأهالي من الأمن بتطهير سيناء من مثل هذه الجماعات التي تتعامل مع الموساد وتضر بالمصلحة الوطنية بعد انكشاف أمرها خاصة أن اغلب عناصرها من قطاع غزة الممتلئ بالجواسيس لصالح الموساد والذين يبلغون الموساد عن تحركات قادة الأجنحة المسلحة في غزة لاستهدافهم.كانت الجماعات أعلنت عن إطلاق 5 صواريخ علي "إسرائيل" في الصحراء وقالت أنها أدت إلي خسائر في النقب وفي ايلات أيضا وهو ما لم ترصده الصحافة الإسرائيلية. في السياق نفسه قالت بعض الصحف العبرية إن الرئيس محمد مرسي وافق على تركيب أجهزة تنصت ومتابعة إلكترونية إسرائيلية على طول الحدود "المصرية -الإسرائيلية " مقابل إيقاف الحرب على غزة ، كما وافق علي تعاون استخباراتي بين الجانبين لضبط الحدود وبعض الجماعات التي تهدد امن إسرائيل وهو الطلب الذي كان يرفضه الرئيس السابق حسني مبارك، معتبرًا أن تركيب هذه الأجهزة – التي وصفت بأنها "جساسات" - يمثل انتقاصًا من الدولة المصرية على مناطقها الحدودية. وقال "تسفي برئيل " محرر الشئون العربية في صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الرئيس محمد مرسي وافق على تركيب " أجهزة تنصت ومتابعة إلكترونية على طول الحدود المصرية -الإسرائيلية، وهو الطلب الذي رفضه دومًا الرئيس مبارك.وأضاف برئيل أن مرسي وافق على تركيب هذه الجساسات في إطار شرط وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وهو أمر لم يكن يتوقع الإسرائيليون أنفسهم قبول الرئيس مرسي به، إلا أن رغبته في الوصول لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل أجبره على القبول بهذا الأمر.يذكر أن التقارير الصحفية العبرية أشارت في السابق إلى أن الكثير من رؤساء وزراء إسرائيل اقترحوا على القاهرة تركيب هذه الجساسات، إلا أن الرئيس مبارك رفض مرارًا هذا الطلب، مفضلًا التحاور مع الفلسطينيين بدلًا من تركيبها، بخاصة أن هذه الجساسات لها القدرة على رصد ما يجري في سيناء أيضًا وليس متابعة الحركة الحدودية بين مصر وغزةبدوره علق الشيخ عارف أبو عكر من كبار مشايخ سيناء علي الأمر قائلا انه في منتهي الخطورة والمطلوب فورا من مؤسسة الرئاسة ومن كافة الأجهزة الرد علي ما أثير من تصريحات إسرائيلية ضد سيناء ومشددا على ضرورة تفكيك هذه الأجهزة ، إذا كان قد تم تركيبها فعلا كما تقول الصحافة الإسرائيلية لان هذا الكلام يثير الفتن ويؤثر علي الأهالي في المحافظة ولابد من كشف هل الكلام حقيقة أو أكاذيب ، مشيراً إلى أن سيناء محفوظة في قلوب أبنائها الذين لن يسمحوا بالتفريط في حبة تراب منها لأي كائن من كان . وقال الشيخ عواد أبو شيخه من كبار مشايخ رفح :" المطلوب الكشف عن بنود اتفاق الهدنة بين فلسطين وإسرائيل وهل الاتفاق يتضمن أي إشارات إلي تنازلات مصرية من عدمه وهل الكلام الذي أثير حول تركيب أجهزة ومجسات علي الحدود مع إسرائيل حقيقة أم لا لأنه كلام خطير للغاية"، معربا في الوقت نفسه عن رفض أهالي سيناء للإعلان الدستوري الذي معناه في حالة التنازل عن قطعة من ارض سيناءلغزة لن يراجع الرئيس أحدا مهما كان .