بمناسبة اليوم العالمي للتسامح.. HRITC" " يدين التعبئة المذهبية في اليمن ويدعو القوى المتصارعة في العالم للتسامح وتبني مفاهيم التعايش الأحد 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 الساعة 03 مساءً أخبار اليوم/ خاص استنكر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في بيان صادر عنه أمس حالة الاستقطاب الحادة والتعبئة المذهبية والشحن الطائفي، وما نتج عنها حتى الآن من نزاعات وأعمال عنف توجت بالنزاع المسلح في منطقة دماج وما جاورها في محافظة صعدة ؛ مبدياً قلقه من تفاقم هذا الوضع وتوجهه نحو التوسع، بما يعني المزيد من انهيار الحالة الأمنية والسلم الاجتماعي، وإضافة المزيد من المشاكل والمعاناة للبلد ومواطنيها، واتساع رقعة انتهاكات حقوق الإنسان المدينة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وذكر المركز في بيانه : يصادف السادس عشر من نوفمبر اليوم العالمي للتسامح، في الوقت الذي ما زالت أغلب مناطق العالم ومنها اليمن تعيش أزمات ونزاعات بسبب التعدد الاثني أو العرقي أو الجغرافي أو بسبب التمايزات الجغرافية، وينتج عن هذه الأزمات الكثير من الصراعات والحروب الكبيرة والصغيرة، أو على الأقل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تقوم على التمييز بسبب الانتماءات القائمة على التعدد. ويأتي هذا اليوم على اليمن وهي تعيش حالة خطيرة من التعبئة المذهبية التي أنتجت حتى الآن نزاعاً مسلحاً في محافظة صعدة شمال البلاد، وهو النزاع الذي تعمل العديد من القوى المحلية والإقليمية على تغذيته والدفع به لتوسيع مساحته، وتجنيد الشباب اليمني للمشاركة فيه، باستغلال الحالة الاقتصادية المتردية للبلاد، وإثارة العواطف الدينية، كما تعمل على نقله من البؤرة التي بدأ فيها ليشمل مناطق ومحافظات أخرى، مع خطاب إعلامي وسياسي يعمل على مفاقمة الخطورة، وتعزيز نزعة الكراهية والإحساس بالتميز، وغياب خطاب التسامح ولغته الإنسانية الوطنية. وعبر HRITC عن إدانته الشديدة للصراع القائم، وكافة الخطابات السياسية والإعلامية العاملة على الشحن المذهبي، والتي تدعو إلى التمييز والكراهية على أسس دينية أو مناطقية، والتي تحث على استهداف الآخر لأي سبب كان، ويعرب عن خشيته من وصول الأوضاع في البلد إلى حافة الانهيار التام. مؤكدا أن الخطابات الإعلامية والسياسية التي تحث على الكراهية والعنف دخيلة على المجتمع اليمني، ولم تظهر إلى العلن سوى في السنوات الأخيرة نتيجة الصراعات السياسية، والتدخلات الإقليمية والدولية في البلد، ويحذر كافة المكونات السياسية والاجتماعية من التورط في أي صراع أو انتهاكات تقوم على التمييز، أو أي انتهاكات من أي نوع، ويدعو اليمنيين إلى نبذ أي ثقافة أو ممارسة تمييزية، وامتثال التسامح في حياتهم، بما يحقق العيش الكريم والحرية للجميع، ويعلي من القيم الإنسانية والأخلاقية، بما يحقق التعايش السلمي، ويعيد السكينة والطمأنينة والأمن المجتمعي. وشدد HRITC على ضرورة العمل بكافة الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وموائمتها في الدستور اليمني القادم، وكافة التشريعات الوطنية، وعلى حق اليمنيين في أن تكون لهم دولة قوية تعمل على تكريس المواطنة وحمايتها، ورعاية مصالحهم وحقوقهم من أية انتهاكات، وترعى حقهم في الاختلاف والتعدد، وممارسة حرياتهم وشعائرهم وآرائهم دون أي خوف أو قلق من أية انتهاكات قد تطالها. مطالبا المجتمع الدولي دولاً وهيئات رسمية ومنظمات بالمزيد من المناهضة لكافة أشكال التمييز العنصري والإثني والعرقي على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ونشر خطابات وثقافة التسامح والسلام، وتعزيز الديمقراطية والتعدد كوسائل وأدوات لتمكين السلام العالمي والأمن والاستقرار، وإشاعة السلام بين مختلف الشعوب والتأكيد على الحق في الاختلاف والتعدد، وممارسته في كافة المستويات. هذا ويدعو HRITC كافة الهيئات والمنظمات الدولية إلى الاهتمام بالتعليم على مستوى العالم، وإدماج ثقافة التسامح ومبادئ حقوق الإنسان في مناهج التعليم في المدارس والجامعات، والعمل على تمكين كل شعوب العالم من حق التعليم بما يبني شخصية مجتمعية سوية لكل فرد، ويحميه من أي انتهاكات قد يمارسها أو يتعرض لها. ويأمل HRITC في احتكام كافة القوى المتصارعة في كل مناطق العالم إلى صوت العقل وروح التسامح، وتبني مفاهيم التعايش المشترك، وحل كافة الخلافات حلولاً سلمية ومدنية ووفقاً لمبادئ التسامح.