دان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان "HRITC" في بيان صادر عنه اليوم، السادس عشر من نوفمبر الجاري، التعبئة المذهبية ودعوات الاقتتال في اليمن. معربا عن اسفه واستنكاره عن حالة الاستقطاب الحادة والتعبئة المذهبية والشحن الطائفي، وما نتج عنها حتى الآن من نزاعات وأعمال عنف توجت بالنزاع المسلح في منطقة دماج وما جاورها في محافظة صعدة. واعرب عن قلقه من تفاقمه وتوجهه نحو التوسع، بما يعني المزيد من انهيار الحالة الأمنية والسلم الاجتماعي، وإضافة المزيد من المشاكل والمعاناة للبلد ومواطنيها، واتساع رقعة انتهاكات حقوق الإنسان المدينة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقال المركز في بيانه في بيان له :" في الوقت الذي ما زال أغلب مناطق العالم ومنها اليمن تعيش أزمات ونزاعات بسبب التعدد الإثني أو العرقي أو الجغرافي أو بسبب التمايزات الجغرافية، وينتج عن هذه الأزمات الكثير من الصراعات والحروب الكبيرة وصغيرة، أو على الأقل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تقوم على التمييز بسبب الانتماءات القائمة على التعدد. " وطالب HRITC المجتمع الدولي دولاً وهيئات رسمية ومنظمات بالمزيد من المناهضة لكافة أشكال التمييز العنصري والإثني والعرقي على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ونشر خطابات وثقافة التسامح والسلام، وتعزيز الديمقراطية والتعدد كوسائل وأدوات لتمكين السلام العالمي والأمن والاستقرار، وإشاعة السلام بين مختلف الشعوب والتأكيد على الحق في الاختلاف والتعدد، وممارسته في كافة المستويات. ويعبر المركز عن إدانته الشديدة للصراع القائم، وكافة الخطابات السياسية والإعلامية العاملة على الشحن المذهبي، والتي تدعو إلى التمييز والكراهية على أسس دينية أو مناطقية، والتي تحث على استهداف الآخر لأي سبب كان، معربا عن خشيته من وصول الأوضاع في البلد إلى حافة الانهيار التام. واكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان " أن الخطابات الإعلامية والسياسية التي تحث على الكراهية والعنف دخيلة على المجتمع اليمني، ولم تظهر إلى العلن سوى في السنوات الأخيرة نتيجة الصراعات السياسية، والتدخلات الإقليمية والدولية في البلد، ويحذر كافة المكونات السياسية والاجتماعية من التورط في أي صراع أو انتهاكات تقوم على التمييز، أو أي انتهاكات من أي نوع، . وشدد HRITC على ضرورة العمل بكافة الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وموائمتها في الدستور اليمني القادم، وكافة التشريعات الوطنية، وعلى حق اليمنيين في أن تكون لهم دولة قوية تعمل على تكريس المواطنة وحمايتها، ورعاية مصالحهم وحقوقهم من أية انتهاكات، وترعى حقهم في الاختلاف والتعدد، وممارسة حرياتهم وشعائرهم وآرائهم دون أي خوف أو قلق من أية انتهاكات قد تطالها. ودعا المركز في بيان له كافة القوى المتصارعة في كل مناطق العالم إلى الاحتكام لصوت العقل وروح التسامح، وتبني مفاهيم التعايش المشترك والى اليمنيين إلى نبذ أي ثقافة أو ممارسة تمييزية، وامتثال التسامح في حياتهم، بما يحقق العيش الكريم والحرية للجميع، ويعلي من القيم الإنسانية والأخلاقية، بما يحقق التعايش السلمي، ويعيد السكينة والطمأنينة والامن المجتمعي.. كما يدعو كافة الهيئات والمنظمات الدولية إلى الاهتمام بالتعليم على مستوى العالم، وإدماج ثقافة التسامح ومبادئ حقوق الإنسان في مناهج التعليم في المدارس والجامعات، والعمل على تمكين كل شعوب العالم من حق التعليم بما يبني شخصية مجتمعية سوية لكل فرد، ويحميه من أي انتهاكات قد يمارسها أو يتعرض لها. ويأتي هذا اليوم على اليمن وهي تعيش حالة خطيرة من التعبئة المذهبية التي أنتجت حتى الآن نزاعاً مسلحاً في محافظة صعدة شمال البلاد، وهو النزاع الذي تعمل العديد من القوى المحلية والإقليمية على تغذيته والدفع به لتوسيع مساحته، وتجنيد الشباب اليمني للمشاركة فيه، باستغلال الحالة الاقتصادية المتردية للبلاد، وإثارة العواطف الدينية، كما تعمل على نقله من البؤرة التي بدأ فيها ليشمل مناطق ومحافظات أخرى، مع خطاب إعلامي وسياسي يعمل على مفاقمة الخطورة، وتعزيز نزعة الكراهية والإحساس بالتميز، وغياب خطاب التسامح ولغته الإنسانية الوطنية. ويأمل مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان في احتكام كافة القوى المتصارعة في كل مناطق العالم إلى صوت العقل وروح التسامح، وتبني مفاهيم التعايش المشترك، وحل كافة الخلافات حلولاً سلمية ومدنية ووفقاً لمبادئ التسامح.