انتقدت صحيفة الديلي بيست الاميركية معارضي الاتفاق بين ايران و 5+1 وقالت ان ايران لن تتخلى مطلقا عن حقها في تخصيب اليورانيوم واعتبرت معارضي الاتفاق يرمون ارضاء "اسرائيل" والسعودية وابراز صورة تعكس ضعف اوباما. واشنطن (ديلي بيست) واوردت الصحيفة الاميركية في مقال لها يوم الاثنين انه "خلال جولة التفاوض الجديدة هذا الاسبوع بين ايران و 5+1 ستبرز فرصة اخرى لوقوع حدث تاريخي كبير". ودعت الى عدم السماح لطلاب الحرب اضاعة هذه الفرصة الثمينة دون اي دليل مناسب وعقلاني. واعتبرت ان اي شخص يتحلى بالصدق يدرك تماما ان المفاوضات النووية مع ايران لن تؤدي الى التوصل الى اتفاق خال من السلبيات وحتى في حال تشديد الغرب للحظر على ايران في المسقبل وفي المقابل قد تنفذ ايران خطوات تنطوي على التهديد بحيث يتم تبرير شن هجوم عسكري غربي عليها الا ان محاولة تبرير الاحتفاظ بالخيار العسكري لمناهضة عملية متكاملة وجادة تتمثل بالاتفاق بين الغرب وايران ماهو الا هراء يحمل المخاطر. واوضحت ، ان هناك حالة تتسم بالتفاؤل في التوصل الى اتفاق قصير الامد مع ايران بحيث يمكنه خفض اكبر تهديد للسلام في الشرق الاوسط اي القنبلة النووية الايرانية وفتح الطريق للحد من النزاعات الخطيرة في سوريا والعراق وافغانستان. ولفتت الصحيفة الى انه وفق المقترح المدرج للبحث فان التكلفة التي ينبغي دفعها لقاء التوصل الى الاتفاق تتمثل باعادة عدة مليارات من الدولارات الى طهران والتي تعتبر من اموالها الا انه لايتم رفع اي حظر عليها مالايمكن فرضه مرة اخرى. واعتبرت ان الحظر الاميركي يبقى دون اي تغيير حيث ان هذه الامور تشكل واقعا يغض معارضو الاتفاق مع ايران النظر عنه او يطلقون الاكاذيب حوله. واضافت ، انه في الحالة السيئة او الفشل فان ايران و"اسرائيل" واميركا ستواصل السير في اشعال نيران حرب مدمرة في الشرق الاوسط وبروز آفاق وقوع هجمات ارهابية في العالم. وشددت الصحيفة انه لاينبغي تصور ان تشديد الحظر سيؤدي الى سقوط النظام الديني في ايران. واعتبرت ، ان تشديد الحظر لن يثمر عن تحقيق شئ وقد مارست اميركا ضغوطا اقتصادية على كوبا وكوريا الشمالية الا ان حكومتي البلدين ماتزالان قائمتين. وتساءلت الصحيفة ، هل ان معارضي الاتفاق مع ايران يريدون خيار الحرب ؟ واضافت ، انه لو اثير هذا التساؤل لاصدقاء وحلفاء اميركا عما اذا كانوا يرغبون بوقوع مثل هذه المجازفة سنرى انهم لايريدون اختبار ذلك الامر وحتى ان مسؤولي الجيش والاستخبارات الاسرائيلية لايعتقدون ان هذا التوجه يحمل العقلانية. وسألت الصحيفة عن ماذا يتصور المعارضون في تحقيقه من وراء تصعيد الحظر او التهديد العسكري ضد ايران؟ واجابت : انهم بالتاكيد يصرون على فكرة اخضاع النظام الايراني او اسقاطه بمواصلة الضغوط الغربية الا ان هؤلاء لاياخذون بنظر الاعتبار التاريخ والواقع الراهن ، حيث لاتعاني ايران من مشاكل اقتصادية ككوبا وكوريا الشمالية وليست قريبة من حالة الاستسلام مطلقا. واوضحت ، ان معارضي الاتفاق لايمكنهم تصور مثل هذه الاوهام بل يريدون نيل رضا اليمين المتطرف في "اسرائيل" والنظام الديكتاتوري في السعودية وعكس صورة ضعيفة عن اوباما. وحول دوافع فرنسا من وراء موقفها المتصلب في جولة المفاوضات النووية الاخيرة تساءلت الصحيفة عما اذا كانت فرنسا تستطيع مواجهة تبعات الحرب مع ايران؟ واجابت ، ان الحقيقة تكمن في ان باريس سعت الى نيل رضا الحكام المستبدين في السعودية حيث تريد الحصول على مكافأة تتمثل ببيع اسلحتها اي ان الاموال ستكون ثمن موقفها المتصلب. واوضحت ، ان بنود الاتفاق مع طهران المدرج على المفاوضات حاليا لايحل جميع المشاكل النووية كما يرتضيها الجانب الغربي وتساءلت عما اذا كانت ايران ستتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم؟ واجابت بالنفي وقالت ، ان الجميع يدرك مدى شعور ايران بالتهديد من جانب الغرب و"اسرائيل". وتابعت الديلي بيست قائلة، انه فيما لايعتبر الاتفاق مع ايران كاملا اويخلو من النقائص الا ان امرين مهمين يحققهما الاول محاولة وقف عجلة النشاطات النووية الايرانية وابعاد ايران عن نيل الاسلحة النووية والثاني يتمثل برفع مستوى ردود افعال اميركا وحلفائها ازاء المشكلة وكل ذلك لقاء خفض الحظر بصورة محدودة. ووفق ماتراه الصحيفة فان معظم النشاطات النووية الايرانية المرتبطة بالجانب التسليحي ستدفع الى الوراء وسيتمكن المفتشون الدوليون من جمع المعلومات التي تحتاجها اميركا بصورة اوسع وافضل ، وفي غضون 6 اشهر من وقف النشاطات النووية الايرانية يستطيع الغرب التوصل الى اتفاق شامل ودائم مع ايران. ودعت الصحيفة الى ابداء الدعم لاوباما وكيري على خلفية جهودهما الحثيثة في مفاوضات جنيف وحثت روحاني وظريف واوباما وكيري للتوصل الى اتفاق وخلق التحديات امام طلاب الحرب الذين لايريدون التوصل الى اتفاق معها. / 2811/