بقلم/ علي منصور أحمد بعد 23عاما من القطيعة السياسية والدبلوماسية وتصدع العلاقات بين البلدين اليمنوالكويت بسبب موقف رئيسها السابق المخلوع "علي عبدالله صالح" المؤيد لنظام الديكتاتور العراقي"المنحل" صدام حسين ومباركته غزوه للكويت الشقيق وتحيزه إلى جانبه في التصويت في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات المجلس التي أدانت الغزو وجرمته واتخذت سلسلة من العقوبات ضد نظام "صدام" لإجباره على الخروج فورا من الكويت والإفراج عن كافة الأسرى والمخفيين الكويتيين . بينما وقف مندوب "صالح" في الأممالمتحدة وممثل المجموعة العربية حينها العضو غير الدائم في مجلس الأمن المدعو "عبدالله الاشطل" التي كانت بلاده ترأس الدورة الشهرية لمجلس الأمن خلال شهر "أغسطس 1990′′ الذي جرى فيه العدوان العراقي لغزو واحتلال الكويت , وقف "الاشطل" متصديا لكل قرارات مجلس الأمن الدولي التي اتخذها المجلس ضد نظام "صدام" تارة بالرفض وأخرى بالضد وأحيانا بالامتناع مما خلق توترا غير مسبوقا في العلاقات الحميمة بين نظامي البلدين والشعبين الشقيقين أدت إلى رد فعل كويتي بطرد أكثر من (400,000) مغترب وأقدمت صنعاء على إغلاق مكاتب بعثتها الدبلوماسية بالكويت بينما أبقاء الجانب الكويتي على بعثته الدبلوماسية قائمة في صنعاء .. لكن العلاقات ظلت مشلولة مع نظام "صالح" مع رفضه الاعتذار للشعب الكويتي على هذه المواقف العدائية غير المبررة.. جراء هذه المغامرات الصبيانية التي عرف بها نظام الرئيس "المخلوع" . بعد 23عاما من فضيحة "غزو الكويت" التي اقترفها ديكتاتور بغداد بحق شعب الكويت الشقيق , المدني المسالم وبعد عامين من ثورة الربيع العربي وثورة "شباب اليمن" والمبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن الدولي (2014-2051) التي أطاحت بنظيره ديكتاتور صنعاء الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" يصل اليوم الرئيس اليمني القادم من جنوباليمن "عبد ربه منصور هادي" إلى الكويت للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية الأفريقية الثالثة كأول رئيس يمني تطأ قدميه ارض الكويت الشقيق منذ الغزو العراقي عام 1990م وسط استقبال رسمي وشعبي عبرت عنه الجماهير الكويتية "حكومة وشعبا" الذي حظي به الرئيس "عبدربه منصور هادي" والوفد المرافق له , باعتباره الحدث المميز في نتائج هذه القمة الرفيعة , والبارز في تاريخ العلاقات "الكويتية – اليمنية" الحميمة.. الذي عكسه مدى الاستقبال الرسمي والشعبي المهيب الذي حظي به الرئيس هادي ومرافقيه. هذا وكان على رأس مستقبليه أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، وولي العهد سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ، ووزير الخارجية خالد الحمد ، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في دولة الكويت وكبار رجال الدولة والمجتمع الكويتي الشقيق. وعلى الرغم من أن الأجندة البروتوكولية لهذه الزيارة ترتبط حصريا بمحددات المشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية الأفريقية الثالثة .. لكنه بات من الواضح من مؤشرات مراسم الاستقبال المهيب والحضور الإعلامي البارز للقاءات الرئيس هادي التي أفسحت له السلطات الكويتية قدرا مهما من المساحة الواسعة في التحرك الدبلوماسي والحضور المميز , ونظمت له العديد من اللقاءات الثنائية مع نظراءه القادة من الأفارقة والعرب وغيرهم من ضيوف الكويت , وبما يوحي عن رغبة جامحة لدى حكومة وشعب الكويت الشقيق في استئناف مسيرة التعاون والعلاقات الأخوية والتاريخية المتينة بين شعبي البلدين الشقيقين , بإرسال رسائل أكثر طمأنة وترحيب من القيادة الكويتية ممثلة بأميرها سمو الشيخ " صباح الأحمد" وولي عهده وحكومته التي وقفت لمساندة التغيير السلمي في اليمن وشاركت بفعالية في صياغة ودعم وإنجاح مبادرة "الخليج" لنقل السلطة وتأييدها المطلق لقيادة الرئيس هادي , بما يوحي من أن هناك لدى الجانب الكويتي الكثير من بواعث التطلع نحو مستقبل جديد ما بعد رحيل "صالح" ما يجعلها زيارة خير .. وفرصة مواتية للبدء بفتح صفحة جديدة في العلاقات الكويتيةاليمنية العريقة . حيث يؤمل اليمنيين من أن تسهم هذه الزيارة في تحسين مستوى أواصر العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين وعودة المياه إلى مجاريها في ظل دبلوماسية الرئيس هادي "الهادئة" الذي يحظى بدعم وتأييد إقليمي"خليجي ودولي" لم يسبق له نظير .