اعتراضات مجموعة الستة على نشاطات معمل المياه الثقيلة في مدينة أراك الإيرانية إما أن تكون ناشئة عن عدم اعترافها بحقّ الجمهورية الإسلامية الايرانية في تطوير منشآتها النووية أو أنها تسعى لعرقلة أي اتفاق محتمل متذرعة بأسباب واهية. طهران (فارس) الأخبار الخاصة بالمحادثات بين طهران ومجموعة الستة حول الملف النووي والتي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية من جنيف لحظة بلحظة تشير إلى أن الغرب على خلاف مع الفريق الإيراني المفاوض بالنسبة إلى معمل المياه الثقيلة الواقع في مدينة أراك حيث أصبح هذا المعمل ذريعة يتشبث بها الغربيون في جميع جولات المفاوضات مع ايران. والسؤال المطروح هو: ما السبب الذي يدعو الغربيين للشعور بالقلق ازاء مفاعل أراك للمياه الثقيلة إلى هذا الحد وبالتالي ما المشكلة في امتلاك إيران لهكذا مفاعل؟ إن ذريعة الغرب حول مفاعل أراك للمياه الثقيلة تتمثل بالقدرة على إنتاج مادة البلوتونيوم 239 التي يمكن استخدامها في الصناعات العسكرية في حين أن إنتاج هكذا مادة يتطلب تنفيذ مشروع لا يمكن اخفاءه عن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاسيما وان الجمهورية الإسلامية قد سمحت بتفقد المفاعل قبل الموعد المحدد وأثبتت بذلك أنها لا تخشى من رقابة المؤسسات الدولية على برنامجها النووي. يذكر أن هذا المفاعل شيد لأغراض علمية ولإنتاج عقارات نووية وإجراء دراسات حولها حيث ينتظر المصابون بأمراض خاصة توفير العلاجات اللازمة عن هذا الطريق وكذلك فإن البلد بحاجة إلى خدماته في مجالات سلمية اخرى. ومن الجدير بالذكر أن هذا المفاعل خاضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم أنه لم يدشن بالكامل بعد وهذا يعني أن طهران قد قطعت الطريق على كل من يريد عرقلة المحادثات لذا لا يوجد تفسير للذرائع الواهية الغربية إلا إذا قلنا إنهم لا يقرون بأي حق للجمهورية الإسلامية في تطوير برنامجها النووي أو أنهم يرومون عدم تحقيق أي اتفاق حول الملف النووي من خلال حجج لا مبرر لها. ومهما يكن الاحتمال فالجمهورية الإسلامية في غنى عن إذن أي بلد في امتلاك معمل للمياه الثقيلة وهي تقوم بنشاطاتها تحت ظل معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) والوكالة الدولية للطاقة الذرية بدورها قادرة على مراقبة برنامجها النووي وأما مايخرج عن نطاق المعاهدة فانها لا ترضى بأقل من حقوقها المصرحة لأنها تنظر الى مصالح شعبها وباحثيها وحقوقهم المؤكدة في نيل التطور العلمي والنشاطات الخاصة بعلاج المرضى، لذلك يشكل مفاعل أراك ثروة وطنية. وأما الصهاينة فقد اثاروا ضجيجا إعلاميا في هذا الصدد حيث مارسوا التحريض على ايران بشن ضربة عسكرية على مفاعل أراك فوراً بذريعة ان دورته الإنتاجية لو دخلت حيز التنفيذ فسوف يكون قصفها أمراً أكثر خطورة على الإنسان والبيئة بسبب الإشعاعات القاتلة التي ستنبعث آنذاك. لكن الصهاينة عاجزون عن القيام بأية ضربة عسكرية دون مساعدة خارجية ويعلمون أن ارتكاب هكذا حماقة سيكلفهم الكثير بما في ذلك تدمير منشأة ديمونا النووية وحينها لن تجديهم أي درع صاروخية او "قبة حديدية" نفعا لذلك يبذلون المحاولات الرامية الى عرقلة تطوير مفاعل أراك للمياه الثقيلة بشتى السبل. / 2811/