خصصت مجلة المسرح التي تصدرها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ملف عددها الجديد لموضوع «المسرح العربي وسياق ما بعد الاستعمار»، وكتب رئيس تحرير المجلة أحمد بورحيمة في الافتتاحية أن الملف يمثل «محاولة لقراءة وفحص واستذكار لحظة ثقافية واجتماعية وسياسيّة في غاية الأهمية عرفها تاريخ المسرح العربي ولكن وقائعها وظروفها وتحولاتها ربما لم تقارب بالكفاية اللازمة من قبل النقاد والباحثين المهتمين بالتجربة المسرحية العربية». وتوقفت ميسون علي في مستهل الملف عبر مقالتها المعنونة «المسرح، ما بعد الكولونيالية، وأوهام الهوية..» عند الحراك المسرحي الذي طبع النصف الثاني من القرن العشرين في مصر وسوريا والجزائر وسواها، فيما قدم حسن المنيعي صورة المسرح العربي بين زمنين «الاستعمار وما بعده»، اما هشام الهاشمي فكتب في مقالته «المسرح وسياق ما بعد الاستعمار: حدود ومحددات» عن الجهود النظرية المتعلقة بدارسات ما بعد الاستعمار، وتحت عنوان «المسرح العراقي وردود الفعل ازاء الكولونيالية..» تناول عواد علي عدداً من العروض المسرحية العراقية الجديدة، ومن جانبه كتب عبد الرحمن بن زيدان تحت عنوان «المسرح العربي وما بعد الكولونيالية.. الغرابة المقلقة» عن التأثيرات التي أحدثها الحراك النقدي لمرحلة ما بعد الاستعمار في المشهد المسرحي العربي، وفي «المسرح وما بعد الاستعمار: أشغال وأشكال» قرأ صبري حافظ جملة من عروض الدورة الأخيرة لمهرجان افينيون الفرنسي، بينما كتبت الزهرة إبراهيم عن «المسرح الاحتفالي»، ورصد محمد سمير الخطيب تمثلات الهجنة في نص مسرحي بعنوان «دوديتللو» للكاتب المصري سامح مهران، وتتبع خالد أمين في مقالته الموسومة «المنعطف الفرجوي لمغرب مرحلة ما بعد الاستعمار: تحديات الحداثة وأفق التناسج الثقافي». وفي باب «دراسات»، كتب عبد اللطيف علي الفكي تحت عنوان «الفواسيس.. قراءة في فن الشعر لأرسطو»، فيما توقف سعيد الناجي في مقالته «بدايات المسرح العربي: عِرق ودين» عند الاعتبارات الهوياتية والدينية التي حكمت بدايات وتاريخ المسرح العربي، وكتبت سمر ديوب عن قراءة النص المسرحي من منظور سيميائي. «حوار العدد» أجراه إبراهيم حاج عبدي مع المخرج السوري أسامة غنم، وخصصت عائشة العاجل زاويتها للحديث عن مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة. في باب «تجارب وشهادات» يحكي المخرج العراقي كريم رشيد عن أيامه الأولى في السويد، وفي الباب ذاته نقرأ لفاضل الجاف مقالة حول تجربة المخرج الروسي ليف ديدون، فيما تناول محمود أبو العباس تجربة مهرجان المسرح الكشفي الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة منذ ثلاث سنوات. وشمل باب «متابعات» العديد من التغطيات والقراءات والترجمات حول النشاط المسرحي في الإمارات والوطن العربي والعالم. في باب «كتب» شارك محمود كحيلة بقراءة مسرحية «طورغوت» لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وكتب هيثم حسين عن كتاب «المسرح والتغيير» فيما كتب الطاهر الطويل عن كتاب «تاريخ الممثل في المسرح العربي»، واختارت المجلة نصاً مسرحياً قصيراً بعنوان «قربان» للكاتب السوري أحمد إسماعيل إسماعيل.