أثار الموقف الألماني في الأممالمتحدة، والتي امتنعت عن التصويت لقرار وضع فلسطين كمراقب غير عضو في الأممالمتحدة، تساؤلات حول علاقة الدولة الأكثر تحالفًا مع "إسرائيل" في أوربا. صحيفة "دوتشه فيلله" أجرت حوارًا مع تسيفن زابو، الخبير بشأن العلاقات الأمريكية الأوربية؛ ليسلط مزيدًا من الضوء حول متغيرات الموقف الألماني مع "إسرائيل" والشرق الأوسط. يقول الخبير إن ألمانيا لا توافق على ما تفعله "إسرائيل" في غزة، وأكد على أن ما يجمع بين "إسرائيل" وألمانيا هو علاقة خاصة؛ لذلك ينبغي أن نكون حذرين في رؤيتنا للعلاقة بين البلدين. ويضيف ستيفن: "أعتقد أن ألمانيا ليست متعاطفة مع الموقف الأمريكي في ذلك، وتريد أن تظهر أن لديها بعض الاستقلالية.. ودون أن تكون حاسمة جدًّا مع "إسرائيل". أثناء الثورة الليبية في مارس 2011 امتنعت ألمانيا عن التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يجيز إنشاء منطقة حظر الطيران، والتي أجبر عليها حلف الناتو في نهاية المطاف. أشار المحلل السياسي للصحيفة الألمانية بشأن هذا الصدد أن سياسة ألمانيا الخارجية غير واضحة حيال الشرق الأوسط لسببين: أن أمريكا تتحول في سياستها الخارجية التي عهدناها منها، والمرتبطة أكثر بسياسة ألمانيا، وثانيًا لأن الأوربيين ليست لديهم سياسة متسقة ومتناغمة؛ لذلك تتحرك ألمانيا في المنطقة "الوسط" وفقا لستيفن". ويعلق المحلل الاستيراتيحي بقوله: "إنهم يتوقعون أنهم يلعبون دورا أكثر استقلالية، ولكنهم لا يفعلون ذلك، وأعتقد أنهم في هذه النقطة ما زالوا يشعرون بطريقهم، ولكنهم يتجهون إلى ما أسميه سياسة خارجية أكثر طبيعية، ذلك النوع من السياسة الموجودة في دول مثل فرنسا وبريطانيا". وفي شرحه لمعنى كلمة "طبيعية" على المستوى العملي في السياسة الخارجية الألمانية الجديدة التي تتجه إليها ألمانيا، يقول ستيفن إنها على استعداد لأخذ مواقف أكثر استقلالية عن الولاياتالمتحدة أو شركائها الأوربيين الرئيسيين، والذي يعتقد أنها تشاركها في مصالح قومية. وأشار ستيفن إلى أن ما يدفع السياسة الخارجية الألمانية الكثير من سياساتها الاقتصادية، مثل صادراتها وعلاقتها بالمنطقة بغض النظر عن وضعها، سواء كانت روسيا أو الصين أو الشرق الأوسط، وألمانيا لها مصالح اقتصادية أكثر اختلافًا وقوة من بعض اللاعبين السياسيين الآخرين، ولديها ما يدعو للقلق. وأشار المحلل السياسي للصحيفة أن لألمانيا أسواقًا كبيرة في الشرق الأوسط، خاصة في منطقة الخليج، وبالضرورة ستكون حذرة حول تنفير الرأي العام العربي والنخب العربية أيضًا، والمسألة ليست بهذا الوضوح عند أمريكا، ولكنها أحد العوامل الرئيسية في التفكير الألماني. وحول انعكاس موقفها من فلسطين لدى الدول الغربية، أشار المحلل السياسي إلى أن هناك تعاطفًا مع الموقف الألماني في أوربا والولاياتالمتحدة، وأن ألمانيا ترسل إشارات إلى أنها يجب أن تتعامل معها كلاعب دولي، ومصالحها يجب أن تؤخذ في الاعتبار.