GMT 0:03 2013 الخميس 28 نوفمبر GMT 7:23 2013 الخميس 28 نوفمبر :آخر تحديث ياسر الصالح منكر للواقع من يدعي بأن ما حققته ايران نتيجة اتفاقها مع الدول الست الكبار في جنيف لم يكن ربحا باهرا، وقد ظهر بعض من هؤلاء المنكرين لهذا الواقع في اعلامنا الخليجي، كتابا ومحللين وسياسيين، ولكننا لم نر مثلهم على المستوى العالمي، لا الغربي ولا الإسرائيلي، فالكل تحدث إما عن «نصر» متبادل من دون خاسر أو عن «صفقة القرن» وانتصار ايراني كاسح وخسارة للغرب ولإسرائيل حيث كان هذا هو الخطاب الاعلامي والرسمي السائد في اسرائيل وكان على رأس من روجه هو رئيس الوزراء نتنياهو وطاقم حكومته. والوضع في ايران كان ايجابيا من الاتفاق حيث تطابق الخطاب الرسمي بجميع مستوياته مع الخطاب الاعلامي بجميع اطيافه وتوجهاته السياسية مع الخطاب السياسي الذي عبرت فيه التيارات بمختلف اطيافها وتوجهاتها ايضا ليتفقوا على أن ما حققته ايران يعتبر نصرا وربحا كبيرين... وحدها مختلفة عن السياق العالمي ظهرت بعض الأصوات الخليجية، سياسية واعلامية، لترفض الاعتراف بهذا الواقع. لا شك بأن هنالك تباينات بين دول الخليج العربية في رؤيتها لمصالحها في ما يخص الجوانب الاقتصادية والامنية، والجوانب السياسية ومنها العلاقة مع ايران حيث تتنوع العلاقة لتتراوح بين التأزم والصداقة، فلكل دولة رؤية مختلفة لما ينبغي أن تكون عليه علاقتها مع ايران، وقد أثر هذا الاختلاف في بعض الاحيان على العلاقات البينية لهذه الدول. لقد ظهر هذا التباين في الرؤية جليا في نوعية ردود الفعل الخليجية وسرعة ظهورها في تقييم اتفاقية جنيف، فقد سارعت الإمارات والكويت وقطر والبحرين بالترحيب بهذه الاتفاقية وتمت الاشادة بها بدرجات متفاوتة، أما عمان فقد كانت لاعبا وسيطا بين ايران والولايات المتحدة حيث تمت في السلطنة بعض لقاءات الجانبين السرية التي كانت تجري منذ شهر مارس الماضي، وقد قام السلطان قابوس بزيارة لطهران لتجسير بعض القضايا التي كانت عالقة بين الطرفين الايراني والاميركي، أما ردود فعل المملكة العربية السعودية فقد ظهرت سلبيا من خلال شبكة اعلامها المقروء والفضائي ومن خلال تصريحات بعض المسؤولين فيها. ايران من جانبها حاولت تطمين جوارها ومنه جاراتها في الخليج بأن الاتفاق غير موجه ضدها حيث سارع وزير الخارجية ظريف الى نشر مقال في صحيفة الشرق الاوسط ذات الملكية السعودية دعا فيه الى التعاون والتكامل في المنطقة بل وتم الاعلان عن جولة قريبة سيقوم بها لدول الخليج تصب في هذا الهدف. المنطقة مقبلة على تغيرات مهمة، وطبيعة ونوعية التفاعل مع هذه التغيرات سوف تحدد نتائجها، ايجابا ام سلبا، على دول وشعوب المنطقة فهل ستتشارك دول الخليج على الضفتين في مشروع بناء تكاملي يستفيد منه الجميع وينظر من خلاله لاتفاق جنيف على انه الفرصة التي يمكن أن تكون نقطة الانطلاق في رسم مستقبل ايجابي واعد للمنطقة يبدل اجواء الحروب والتأزمات والفتن التي سادت لفترة ثلاثة عقود وليبشر بأجواء اكثر صفاء يسودها التعاون والتكامل؟... فهذا «الربح» الإيراني يمكنه أن يكون ربحا للجميع في المنطقة.