صرحت مجلة "فورين بوليسي" الاميركية ان مشكلة الدول الغربية مع النووي الايراني ليست حيازة السلاح الذري، بل المشكلة تكمن في ان ايران لديها اكبر طاقة كامنة في المنطقة تجعلها تغير موازنة القوى لصالحها في الشرق الاوسط والخليج الفارسي. واشنطن (فارس) وعلقت المجلة في مقال لها بقلم الكاتب "استفن والت"، على اتفاق جنيف النووي مع ايران وأضافت ان الموضوع الاساسي في الاتفاق، ليس برنامج ايران النووي و"هذا ما لا ينبغي ان يتجاهله الذين يبدون فرحتهم تجاه توقيع الاتفاق" مع طهران. وأضاف والت ان "ثمة موضوع أهم على الطاولة وهو مستقبل علاقات ايران مع العالم وما اذا يفتح الاتفاق النووي، مسار عودة ايران الى الاقتصاد العالمي والمجتمع الدولي؟". وتوصلت ايران ومجموعة 5+1 على اتفاق تاريخي خلال مفاوضات جنيف-3، فجر الأحد، 24 نوفمبر، اعترف خلاله بحق تخصيب اليورانيوم في ايران ورفع الحظر عن التامين والنقل وعدم زيادة الحظر على النفط الايراني. ولفت الكاتب الاميركي الى السبب الرئيس لدى الدول الغربية لاجراء محادثات مع ايران بحجة الموضوع النووي، قائلا: في الحقيقة ان السبب الرئيس في التقارب الغربي الايراني، هو [تغيير] موازنة القوى في الخليج الفارسي والشرق الاوسط على الامد البعيد، وليس القنبلة النووية. ووصف الكاتب، الجمهورية الاسلامية الايرانية بأنها القوة الأكبر في المنطقة مقارنة بدول اخرى، قائلا "ايران تحظى بعدد كبير من السكان، وتعيش فيها شريحة متعلمة ومتقدمة كما تمتلك ايران، ذخائر واحتياطيات من النفط والغاز الطبيعي ما يكفي للنيل على نمو اقتصادي كبير في حال استخدمت بشكل معقول. واعرب الكاتب الاميركي عن اعتقاده ان ايران بامكانها ان تكون قوة لها كلمتها في المنطقة، فور تخلصها من الحظر الغربي وفي حال تسلمت شخصيات اكثر تأهلا ادارة شؤونها الاقتصادية. واعتبر استفن والت هذا الموضوع، العامل الرئيسي لمخاوف "اسرائيل" و"السعودية" بشأن الاتفاق النووي في جنيف، مضيفا: هذا الافق، هو الذي يكمن وراء مخاوف الاسرائيليين والسعوديين، مضيفا: لا [المسألة ليست النووي] ! انهم يخافون من ايران اقوى، لديها نفوذ اكثر في الشرق الاوسط. وختم الكاتب قوله في اشارة الى السياسة الاميركية في الشرق الاوسط حيث صرح ان المصالح الاستراتيجية الاميركية المرتبطة بمشروع الشرق الاوسط الكبير، هي في الحفاظ على موازنة القوى في الشرق الاوسط، بحيث لا تنفرد دولة في السيطرة على المنطقة. /2336/ 2811/