رجّح مسؤولون امنيون عراقيون، في حديثهم لمراسل وكالة انباء فارس، تكرار مسلسل اقتحام المباني الحكومية في العراق، بهدف اعطاء صورة عن ضعف الحكومة العراقية والقوات الامنية. بغداد (فارس) شهد العراق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ثلاث محاولات لاقتحام مراكز أمنية في العاصمة بغداد ومحافظتي صلاح الدين وكركوك، يرجح قادة وخبراء في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب أن يسعى تنظيم القاعدة الإرهابي المتهم الأول بالوقوف وراء هذه المحاولات وأذرعه المختلفة إلى تكرار محاولاته في مناسبات أخرى وفي أماكن متعددة للوصول إلى غاياته المتمثلة بإعطاء صورة عن ضعف الحكومة العراقية وقواتها الأمنية وعدم قدرتها على الوقوف بوجه الإرهاب حسب ما يراه المختصون. حيث أوضح مصدر أمني رفيع رفض الكشف عن هويته أن محاولات اقتحام المراكز الأمنية في الطارمية شمالي بغداد وقبلها مركز أمني في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة وأيضا في كركوك هي جزء من محاولات عدة كررتها وستكررها تنظيمات القاعدة الإرهابية في العراق لأهداف عدة أبرزها إعطاء صورة عن ضعف الحكومة العراقية وقواتها الأمنية في التصدي للإرهاب ومكافحته، مبينا أن إفشال القوات الأمنية لهذه المحاولات في كل مرة على الرغم من الخسائر التي تتكبدها هي دليل على نجاحها إلى حد ما في التصدي للإرهاب وهجماته ومرجحا في الوقت نفسه أن تشهد المحافظات العراقية محاولات أخرى مستقبلا. وقال المصدر في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود بصمات تنظيم القاعدة في العمليتين وأن الانتحاريين الذين يحاولون اقتحام المراكز الأمنية يرتدون الزي العسكري وبرتب مختلفة كما حدث في المرات السابقة وعلى ما يبدو فإن هذا هو نوع من التقسيمات المتبعة في التنظيمات الإرهابية لتمييز درجات العناصر الإرهابية داخل التنظيم"، مبينا أن "بعض الانتحاريين الذين اقتحموا هذه المراكز هم ممن يحملون الجنسيات العربية ومنهم من كان يرتدي رتبة ملازم أو ملازم اول وهذا يشير إلى كونه حديث الانتساب إلى صفوف التنظيم". وأضاف "إن السيناريوهات المتبعة في هذه المحاولات لا تختلف كثيرا عن سيناريو محاولة اقتحام وزارة العدل ببغداد والمهاجمين استخدموا نفس الأسلوب المتمثل بتفجير سيارة مفخخة أو عبوات ناسفة قرب المداخل تمهيدا للاقتحام عن طريق المداخل الرئيسة للمراكز الأمنية". يذكر ان مقر مديرية رعاية شرطة صلاح الدين تعرض، الثلاثاء، الى تفجيرات انتحارية وهجوم مسلح تمكن خلالها المسلحون من السيطرة على مبنى المقر فيما نفذت القوات الامنية بعد ذلك عملية اقتحام لإخلاء المقر، في حين تعرض، الأربعاء مركز أمني في قضاء الطارمية إلى محاولة مشابهة، كما حاول إرهابيون تكرار المشهد في كركوك، الأربعاء أيضا، باستهداف مقر استخباراتها بتفجيرات متزامنة أعقبتها اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن العراقية ومسلحين يشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة أو أحد أذرعه النافذة. بدوره يقول عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، مظهر خضر، في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إننا نراقب وبحذر كل هذه الخروق الأمنية ولكن واقع الحال يشير إلى أن هنالك حقيقة يجب أن تدرس وهي وجود هذه الخروق الأمنية واستهداف المؤسسات الحكومية والبنى التحتية وغيرها فلا بد من وقفة جدية وصريحة وصادقة من أجل أن نتعامل بجدية مع أهلنا وناسنا لحفظ أمننا ومواطننا لأنه بكل الأحوال هذه الاستهدافات لم تأت من فراغ إنما قد تكون ردة فعل لشيء ما أو قد تكون استهدافات مبرمجة من ناس خارجين عن القانون لا يريدون لهذا البلد الأمن والأمان فعلينا أن نتواصل مع الجميع بصدق وأمانة وأن لا نكون متغطرسين في جانب ونترك الجوانب الأخرى بل علينا أن نحاور المجتمع ونتواصل معه ونهتم بالخروق الأمنية لتصحيح الأخطاء بعد تشخيصها لتوخي كل شيء وتلافيها مستقبلا". وأضاف خضر وهو من محافظة صلاح الدين "إن ما حدث في المحافظة هو جزء مما يحدث في العراق لأنها جزء منه ويجب علينا أن نعيد النظر في إستراتيجياتنا لأن الذي قد يقدم على هذا الشيء من المواطنين أو الخارجين عن القانون قد يكون يعتقد أن الحكومة ومؤسساتها تعمل بالضد منه ولا تحترمه فيجب معالجة هذا الخلل". من جانبه يقول الخبير الأمني، إياد الطائي، في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن وقوع مثل هذه الاستهدافات بشكل مستمر يشير إلى إمكانية تكرارها بكل تأكيد لأن الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الخروق الأمنية لا تزال دون معالجة وهي أما إقليمية تؤثر على الوضع العراقي أو هي داخلية بحتة وبكل الأحوال لا تزال معالجاتها بعيدة عن التطبيق في الوقت الحالي". ويتابع الطائي "إن الجماعات المسلحة الإرهابية التي تعمل في المنطقة سواء ولاسيما في سورية تمتد إلى الوسط العراقي لتنفيذ أجندات متشابهة التوجهات سواء في العراق أو سورية أو غيرها إن كان ذلك ممكنا بالنسبة لهذه الجماعات فضلا عن أن لهذه الجماعات أهدافا أخرى على الساحة العراقية تسعى إلى تنفيذها". /2926/