قتل مسلحون مدرساً أمريكياً في مدينة بنغازي أمس الخميس بعد تسجيل اغتيال ثلاثة عسكريين، ما يعزز الفوضى المسلحة المتصاعدة في البلاد، في وقت تحاول فيه الحكومة الضعيفة إعادة بناء الجيش بمساعدة غربية . وذكر مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر أن "المركز تلقى جثة أمريكي يبلغ من العمر 33 عاماً صباح الخميس"، مؤكداً أن "سبب الوفاة ناجم عن إصابات مباشرة بأعيرة نارية" . وأوضح عادل المنصوري مدير المدرسة الدولية في بنغازي ان الأمريكي روني سميث الذي كان يعلم مادة الكيمياء وصل أواخر 2012 إلى بنغازي للتعليم في المدرسة الدولية، وهي مدرسة ليبية خاصة تدرس المنهاج الأمريكي للتلاميذ من مختلف الجاليات إضافة لبعض الليبيين . وأضاف المنصوري أن أمريكياً آخر يعلم أيضاً في المدرسة قد نقل إلى مكان آمن في انتظار ترحيله بعد مقتل زميله . ومقتل هذا المعلم الأمريكي الذي لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنه، هو ثاني هجوم يستهدف أمريكيين في بنغازي بعد الاعتداء على القنصلية الأمريكية في 11 سبتمبر/أيلول 2012 الذي أودى بحياة السفير كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين آخرين . وقد وجهت إلى اسلاميين متطرفين منهم مجموعة أنصار الشريعة الجهادية التهمة بشن الهجوم، لكن لم يمثل أي شخص حتى الآن أمام القضاء . وشملت اغتيالات أمس في بنغازي ضابط صف في الاستخبارات العسكرية وعسكرياً في المدرسة الفنية وأحد أفراد فرقة الصاعقة . وذكرت مصادر طبية أن عمليات الاغتيال جرت بإصابات في الرأس . وتأتي هذه التطورات في ظل صعوبات تواجه السلطات لإعادة بناء الجيش الذي تأمل القوى الغربية أن يتمكن من كبح جماح المسلحين الذين يهددون بإغراق البلاد في خضم الفوضى . وبعد عامين من إطاحة الزعيم الليبي معمر القذافي على ايدي معارضين مسلحين دعمتهم ضربات جوية لحلف شمال الأطلسي تعيش ليبيا أسيرة للمقاتلين المتمردين الذين يستعرضون عضلاتهم العسكرية الآن لإجبار الدولة على الخضوع لمطالبهم ويحاصرون حقول النفط ويتنازعون على غنائم ما بعد إطاحة القذافي . ومازال الجيش الليبي في مرحلة إعادة البناء وتحرص القوى الغربية على وقف الفوضى في ليبيا المورد الرئيسي للنفط إلى أوروبا ومنع انتشار الأسلحة غير المشروعة في أنحاء شمال إفريقيا . وتقود تركيا وإيطاليا وبريطانيا جهود تدريب نحو 8000 جندي وشرطي على مهارات من أساسيات المشاة إلى الطب الشرعي . ويتخرج مجندون آخرون في برامج بالأردن . لكن الدعم العسكري الغربي لايزال في مهده . ويكافح الجيش ليحدد عدد أفراده ومن بينهم المجندون الجدد والجنود الذين ينتمون لحقبة القذافي ورجال الميليشيات الذين دخلوا في صفوفه . وكما هو الحال في بلدان أخرى حيث أطاحت ثورات الربيع العربي زعماء الحكم الشمولي يعقد المسار الفوضوي الذي تسلكه ليبيا بعد القذافي جهود الغرب . فقد وصل المؤتمر الوطني العام إلى طريق مسدود بسبب الصراع بين تحالف القوى الوطنية المرتبط في الأغلب بأفراد ميليشيات من الزنتان وحزب العدالة والبناء وهو جناح جماعة الإخوان المسلمين الذي تربطه صلات بمقاتلين من مصراتة وطرابلس . (وكالات)