طرابلس - تحيي ليبيا الأحد العيد الثاني لانطلاق الثورة الشعبية التي اسقطت نظام معمر القذافي بينما تثير الدعوات الى التظاهر ضد السلطات الجديدة مخاوف من حصول تجاوزات في بلد يعاني من انعدام الاستقرار. واطلق عدد من الجماعات الليبية دعوات الى التظاهر من بنغازي مهد الثورة في الشرق الليبي منذ 15 شباط/فبراير، ومن بينهم مؤيدو الفديرالية ومنظمات المجتمع المدني. ومن المطالب "نفي مسؤولي النظام السابق" و"إسقاط النظام" الجديد وحل الميليشيات المسلحة المسيطرة في البلاد منذ سقوط حكم القذافي. ويعتبر الثوار السابقون ابطال الثورة الليبية الذين شكلوا ميليشيات لمواجهة لقوات القذافي حتى مقتله في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2011 مسؤولين عن غياب الأمن السائد وعقبة امام اعادة بناء الدولة. وانفجرت الخميس سيارة احد القادة السابقين للثوار الليبيين قرب مركز شرطة في بنغازي ثاني مدن ليبيا دون سقوط ضحايا على ما افاد مصدر امني فرانس برس. واضاف المصدر ان مجهولين القوا عبوة يدوية الصنع على سيارة القيادي السابق ايمن العراك التي كانت متوقفة امام منزله على بعضة امتار من مركز شرطة بحي البركة وسط بنغازي (شرق). واكد ان الانفجار لم يخلف ضحايا "لكن السيارة دمرت". وقد شهدت بنغازي مهد ثورة 2011، سلسلة من الهجمات على مصالح غربية ومراكز شرطة واغتيالات مسؤولين امنيين او ثوار سابقين، وتحولت الى معقل المقاتلين الاسلاميين. وقتل اربعة اميركيون بمن فيهم السفير كريس ستيفنس في هجوم على القنصلية الاميركية شنته جماعات مسلحة في 11 ايلول/سبتمبر 2012. وعكس مقتل السفير الاميركي كريس ستيفنز في الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر 2012 التاثير المتزايد لهذه الجماعات المسلحة ولا سيما المجموعات الإسلامية المتشددة. وصرح المحلل السياسي سليمان ازقيم ان "الملف الامني هو احد التحديات التي تواجهها البلاد ولا سيما انتشار الاسلحة وفرار الاف السجناء" في اثناء ثورة 2011. واضاف ان "السلطات الجديدة وجدت نفسها على الفور امام مطالب اجتماعية تحول دون تطبيق استراتيجيات اقتصادية او امنية على المدى المتوسط او الطويل". وبالرغم من تنظيم الانتخابات الحرة الاولى في تاريخ البلاد في تموز/يوليو 2012 اعتبر ازقيم ان البلاد "ما زالت غير ناضجة" على المستوى السياسي بعد ديكتاتورية القذافي التي استمرت اكثر من اربعين عاما وحظر فيها تعدد الاحزاب. ويعاني البرلمان المختلط الذي انبثق عن تلك الانتخابات من صعوبات في احراز تقدم في ملفات على غرار المصالحة الوطنية وتاسيس عدالة انتقالية وصياغة دستور لتحديد صورة المستقبل السياسي للبلاد. ولتبرير بطء الإصلاحات تتحدث السلطات عن "ارث ثقيل" للقذافي يتمثل في بلاد بلا مؤسسات وتهميش الجيش والشرطة فيما يتهم انصار النظام السابق بعرقلة العملية الديمقراطية في ليبيا. واتهمت الحكومة والثوار السابقون انصار القذافي بالسعي الى "نشر الفوضى" في احتفالات العيد الثاني للثورة وهددوا باستخدام القوة ضد كل من "يحاول التشويش على الاحتفالات" واعلنوا عن اجراءات صارمة لضمان امن البلاد. بالتالي اعلنت الحكومة الثلاثاء عن اغلاق الحدد البرية مع تونس ومصر بين 14 و18 شباط/فبراير وتعليق الرحلات الدولية في مطارات البلاد باستثناء مطاري بنغازي وطرابلس. وقررت ليبيا في اواخر كانون الاول/ديسمبر اغلاق الحدود مع جيرانها الأربعة في الجنوب. منذ ايام اقيمت نقاط تفتيش على محاور ومداخل طرابلس الرئيسية. كما نفذت الاجراءات نفسها في بنغازي حيث شكل سكان مجموعات للدفاع الذاتي في احيائهم. لكن نظرا لحجم الدعوات الى التظاهر ضد السلطات والخشية التي اثارتها بين السكان قرر عدد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها انصار الفديرالية في شرق البلاد ارجاء تحركاتها الاحتجاجية.