قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، الليلة قبل الماضية، إن «المصلحة العليا» للبلاد تقتضي تشكيل «حكومة كفاءات مصغرة»، وتنظيم انتخابات عامة قبل صيف 2013، وسط احتقان اجتماعي وسياسي في البلاد. وأكد المرزوقي في خطاب توجه به الى التونسيين عبر التلفزيون الرسمي، ان «مصلحة تونس العليا اليوم تقتضي تشكيل حكومة مصغرة مفعلة تجمع الكفاءات». ودعا الى تعيين هذه الكفاءات بالخصوص في «الوزارات ذات الصلة بالتنمية والاقتصاد وبالأمور الاجتماعية». وشدد على ضرورة ان يتم تعيين الوزراء في الحكومة المصغرة التي يقترحها «على اساس الكفاءة، وليس على أي قاعدة أخرى مثل المحاصصة الحزبية او الولاء السياسي». ولا يملك الرئيس التونسي بموجب النظام المؤقت للسلطة (الاعلان الدستوري) صلاحية تعديل الحكومة، الذي هو من اختصاص رئيس الوزراء، حمادي الجبالي، امين عام حزب النهضة الاسلامي، الذي يملك اكبر عدد من النواب في المجلس التأسيسي، ويقوم الائتلاف الحاكم في تونس حالياً على تحالف ثلاثة أحزاب هي النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي)، الذي قدم منه المرزوقي، وحزب التكتل من اجل العمل والحريات (يسار وسط)، تملك مجتمعة الاغلبية في المجلس. كما اكد المرزوقي ان تنظيم انتخابات عامة قبل صيف 2013 «ضرورة حياتية» في تونس التي تشهد احدى ولاياتها (سليانة شمال غرب)، منذ الثلاثاء الماضي، اضطرابات اسفرت عن نحو 300 جريح. ودعا المجلس الوطني التأسيسي المكلف وضع دستور جديد لتونس الى تسريع اعماله حتى يمكن تنظيم انتخابات قبل صيف 2013. وعبر عن خشيته من انتقال اعمال العنف والاحتجاجات الاجتماعية من سليانة الى مناطق أخرى في البلاد. وقال في هذا السياق «المشكلة الكبرى اليوم انه ليس لنا سليانة واحدة، أخشى ما أخشاه أن تقع (أعمال العنف والاحتجاجات) في المستقبل في أكثر من منطقة، بما قد يهدد مستقبل الثورة». وأقر الرئيس التونسي بأن اداء السلطات المنبثقة عن انتخابات 23 أكتوبر 2011، لم يكن في مستوى انتظارات التونسيين. وقال انه بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، بداية 2011، أصبح حجم انتظارات التونسيين «كبيراً جداً، وواضح ان الاداء الحكومي لم يستطع ان يكون في مستوى هذه الانتظارات الكبيرة والضخمة». وانسحب الجيش التونسي، أمس، من سليانة مركز الولاية التي تحمل الاسم نفسه، وتشهد مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين، بينما يتوقع ان تبدأ محادثات في العاصمة التونسية بين الحكومة ونقابيين. وقال شرطي إن «الجيش اقترح القدوم وضمان الامن لأيام عدة، لكن وزارة الداخلية رفضت».