الطرثوث أو «الترثوث» البري هو أحد النباتات البرية العشبية الرملية المعمرة التي تشتهر به صحراء الدهناء وتحديدا بر الأصفر والمنتزه الوطني في الأحساء والربع الخالي، ويتخذ الطرثوث عدة أشكال وألوان ويزداد تكاثره ونموه في فصل الشتاء عقب هطول الأمطار. وللطرثوث أشكال غريبة ويضرب لونه إلى الحمرة والبنفسجي، وهو يشبه الفطر، ويكون منتفخا مليئ بالعصارة المائية، وله رأس يعرف باسم (النكعة)، حتى أن العرب كانت تصف الرجل شديد الحمرة بقولهم (أحمر مثل النكعة)، ويأتي زوار البر لأخذه وقطعه من اجل الغذاء والاستشفاء، والبعض الآخر من أجل المتعة والنظر إليه بألوانه المختلفة، وكان البدو يستخدمونه لاستخلاص الصبغات منه في وسم الإبل، كما عرف عند البعض بفائدته الجنسية والصحية، حيث قيل أنه يرفع مستوى الخصوبة عند الرجال. يقول عبدالله بن علي بن صالح أحد مرتادي البر: إن نبات الطرثوث نبات غني بما يحويه من مواد وفوائد، والقليل الذي يدرك ويعرف ما يحويه من فوائد وأسرار وغرائب، والطرثوث نوعان أحمر وهو حلو، وأبيض وهو مر، وكلاهما مفيد بغض النظر عن لونيهما فلهما قيمتهما الغذائية، فنحن نأخذه إلى منازلنا ونقوم بشويه مثل الذرة، وأحيانا أخرى يطبخ مع الإقط فيكسبه لونا يميل إلى الزهري ومنا من يقوم بأكل سيقانه نيئة، والبعض الآخر يأخذه ويبتاعه في الأسواق الشعبية في الأحساء. أما الشاب عادل بن جاسم فيقول: أنا من مرتادي بر الأصفر كثيرا وخاصة في فصل الشتاء، حيث هطول الأمطار والذي على إثره تنمو بعض النباتات البرية العجيبة ومنها هذا النبات الطرثوث، فهو حقيقة نبات غريب بمحتوياته ومكوناته وفوائده فنستخدمه كعلاج للإسهال نظرا لقوته وإحتوائه على مادة عفصية كما يساعد على إيقاف نزف الدم. أما الحاج محمد كاظم حجاب فيقول: استخدم الأولون الطرثوث كغذاء وعلاج لهم، فكانوا يستخدمونه كعلاج للكبد ويلقون إرتياحا منه وتحسنا في الصحة بإذن الله تعالى، وكنا في البر حينما نكون في رحلة صيد أو قنص ويصاب أحدنا بجروح أو قروح فنأخذ الطرثوث ونفته ونذره على الجروح وسرعان ما تبرأ وتلتئم وتشفى بإذن الله تعالى. ويؤكد يوسف بن عبدالله بأن الطرثوث حلو الطعم ويؤكل نيئا أو مشويا وهو يقطع نزف الدم ومقوي وعلاج ضد إحتباس الصفراء. وعن فوائده الغذائية وقيمته يقول أحمد بن محمد: إن الطرثوث يخلط لبه المكسر مع شيء من العسل ويستعمل كمنشط ومقوٍ، وعلاج ضد الدوسنتاريا، ويضاف المسحوق إلى الطعام كتوابل للحوم أثناء إعداده، في حين يؤكد محمد بن حسين الحمد أن الطرثوث كان يستعمل صبغة وكان يجمع ويباع خاصة عند البدو وكانوا يستخدمونه في وسم المواشي. وذكرت بعض الدراسات في تراث الطب الشعبي بأنه قاطع للنزيف وخاصة نزيف الأنف والارحام، كما له تأثير متميز لتخفيض ضغط الدم المرتفع، ويعمل على زيادة القدرة الإنجابية عند الرجال، حتى أن البعض ذهب إلى تسميته فياجرا الصحراء. والطرثوث يؤكل نيئا أو مشويا وطعمه حلو يتلوه طعم لاذع في الحلق لكن إذا شوي اختفى هذا الطعم، وفي الوقت الحاضر يستخدم الطرثوث لدباغة الجلود ويعتبر مادة مهمة في الدباغة، حيث يجمع النبات ثم يقطع ويجفف ويباع في محلات العطارة لغرض دباغة الجلود ولأغراض علاجية أيضا، كما يستعمل علفا للحيوانات وخاصة عندما يكون طريا. أما المهندس الزراعي جواد بن صالح الحضري فيقول: الطرثوث هو أحد النباتات السعودية المشهورة فهو نبات معمر بجذره الذي يستمر حيا تحت الأرض حتى يأتي موسم الامطار فيظهر ساقه على سطح الأرض، وهو أحد النباتات المتطفلة على بعض النباتات مثل الحمض والأرطة والغضي والموطن الأصلي له في المنطقة الشرقية والربع الخالي، وينمو عادة في المناطق الرملية الخفيفة والتي تحتوي على قدر متوسط من الأملاح، ويحتوي الطرثوث على مادة لحمية ممتلئة بالماء، وعند شم الجزء المزهر من الأعلى عند ذبوله تجدها كأنها رائحة اللحم المتعفن أما اللب الداخلية للطرثوث فهي حلوة الطعم تقريبا. المزيد من الصور :