قالت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية ان باراك اوباما يستطيع ، بمساعدة ايران، انهاء حروب واشنطن الطويلة الامد في الشرق الاوسط. واشنطن (فارس) واضافت الصحيفة في مقال لها حول السياسات الاميركية في الشرق الاوسط وايران ، ان مابدأه الرئيس الاسبق جيمي كارتر يضع اوباما نهاية له الآن . واشارت الصحيفة الى عقد الثمانينات والتطورات الحاصلة منذ ذلك الوقت ولحد الآن وقالت ان سقوط النظام الملكي في ايران واحتلال الاتحاد السوفيتي المنحل لافغانستان ادى الى ان يقوم كارتر بخطوة اسفرت عن اتخاذ واشنطن سياسات عسكرية طويلة الامد في المنطقة برمتها. واكدت الواشنطن بوست ان التواجد العسكري الاميركي في المنطقة آخذ بالانخفاض "وقد انفق اوباما مبالغ طائلة وكذلك ضحى بارواح اعداد كبيرة من الاميركيين في الحروب لقاء نتائج ضئيلة نالها الشعب الاميركي وان رساميل الحروب آخذة بالنفاد". وقالت الصحيفة ان اوباما ليست امامه سوى خيارات محدودة كما كان حال كارتر في عام 1980. واضافت، ان السخط والخوف والقلق جعل كارتر يدفع بشعبه الى خوض حروب كبيرة في الشرق الاوسط وانه خلف البنتاغون لوارثيه الذي مارس بدوره تصعيد التدخلات في جميع البلدان بدءً من مصر الى باكستان. وتابعت: ان الاحباط الشديد جراء اشعال نيران الحروب وشبهها اعاقت اوباما عن تاجيج نيران حرب اخرى. واعتبرت ان الاحباطات العسكرية المتتالية لم تكن من تقصير اوباما لوحده الا انها ادت الى الحد من خياراته كقائد عام للقوات المسلحة. واوضحت ، انه بدلا من ان يكون الرئيس الاميركي هو من يصنع القرار بنفسه لكنه اصبح الآن يؤيد القرارات التي تصنع في اماكن اخرى فقط. واردفت الصحيفة ، انه كمثال على ذلك جاء الغاء قرار الهجوم على سوريا الذي هددت به اميركا حيث ان اوباما برر ذلك بالراي العام وموقف الكونغرس الاميركي ، وهكذا فان الشعب الاميركي لاتحدوه الرغبة بخوض حرب اخرى. واشارت الصحيفة الى التنفر الذي يشعر به الشعب الاميركي من الحروب التي خاضتها البلاد وقالت ان وعودا تم تقديمها للانسحاب من افغانستان وكذلك اطلقت تصريحات تفيد بان اميركا لاتحدوها الرغبة في اضاعة وقتها على منطقة ما الا ان جميع ذلك لايبلور فكرة ترى ان اميركا قد انهت حربها في الشرق الاوسط. وقالت ان الهجمات التي تشنها الطائرات الاميركية بدون طيار مستمرة وكذلك الهجمات الصاروخية سواء في باكستان او افغانستان او اليمن او الصومال الا انها لاتتابع تحقيق هدفا استراتيجيا. واشارت الواشنطن بوست الى دور ايران وقالت ان طهران تمتلك احتمالات البحث عن سبل للخروج من الحروب المستعصية. واوضحت ، ان علينا القبول بالجمهورية الاسلامية الايرانية وهي تقبل بدورها الوضع الراهن في المنطقة ولدينا فرصة لوضع علاج للجراحات التي اصبنا بها انفسنا بأيدينا. واعتبرت الصحيفة المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني سبيل لتحقيق هدف اعمق. واكدت الواشنطن بوست ان التوصل الى هذا الاتفاق يثير السخط لدى السعودية و"اسرائيل" بالتأكيد اللتين تعتبران ايران تهديدا على وجودهما وقد يسمح اوباما لهما ابراز علامات الغضب ازاء هذا الامر فقط. واكدت ان اميركا لاينبغي ان تبدي الرضوخ للسعوديين اذ ان احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في اميركا الشمالية ارتفعت للغاية عما كانت عليها قبل اعوام. واعتبرت ان الحفاظ على ائتلاف اميركا والسعودية لايكتسب الاهمية كما كان الحال قبل اعوام وكذلك فان الابقاء على الشعور بالابتهاج لدى اسرة آل سعود لايكتسب اهمية كبيرة ايضا. واضافت الصحيفة ان نفس هذا الواقع يصدق على "اسرائيل" ايضا حيث انها ترجح امنها على كل شيء ومن حقها ذلك الا ان ماينبغي لاميركا الاهتمام به هو ان واشنطن ينبغي لها تجاهل ممارسات "اسرائيل" التي تترك تاثيرات على مصالح اميركا وهذا الامر يماثل تجاهل تل ابيب لاعتراضات اميركا على نشاطات الاستيطان في الضفة الغربية لذلك لاينبغي السماح ل"اسرائيل" صنع قرارات ذات شأن بسياسات واشنطن. وختمت الصحيفة المقال بالقول "ان واشنطن تستطيع الخروج من حظوظها العاثرة في المنطقة عبر طهران". / 2811/