أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات للنشر، أن «الإمارات تتبنى استراتيجية واضحة الرؤية في مجال التعليم الذكي، من أجل الارتقاء بمستوى المناهج والوسائل التعليمية باللغة العربية»، مشيرة إلى أن مشروع «حروف للنشر التعليمي» الذي أطلقته مجموعة كلمات يهدف إلى ترغيب وتحبيب الأطفال في اللغة العربية، وزرع الهوية العربية في نفوس الجيل الجديد، فضلاً عن مواكبة النهضة الحديثة في قطاع التعليم العام عبر سلسلة من البرامج التعليمية. جاء ذلك خلال لقائها، أخيراً، الشيخة هند بنت حمد بن خليفة آل ثاني، نائب رئيس المجلس الأعلى للتعليم في قطر، على هامش زيارتها إلى قطر الشقيقة، تزامناً مع افتتاح الدورة ال24 من معرض الدوحة الدولي للكتاب، التي تقام خلال الفترة من 4 - 14 ديسمبر الجاري، والتقت خلالها الشيخة بدور عدداً من الشخصيات القطرية الرسمية، في المجالين الثقافي والتعليمي. واستعرضت الشيخة بدور القاسمي والشيخة هند آل ثاني مجالات التعاون المشترك بين مجموعة كلمات للنشر والمجلس الأعلى للتعليم في مجال التعليم الذكي وتطوير المناهج الدراسية، وأشادت الشيخة بدور بالدور الذي تلعبه الشيخة هند في تطوير التعليم في قطر، والارتقاء بإمكانات المعلمين ومهارات الطلبة. وتناولت الشيخة بدور القاسمي جهود مجموعة كلمات للنشر في مجال نشر أدب الأطفال، وتطوير المحتوى العربي لكتاب الطفل من خلال تقديم منتجات مبتكرة، تلهم شغف الأطفال وترسخ عادة القراءة، إلى جانب مشروع «حروف» الرامي إلى توفير برامج تدعم التعلّم باللغة العربية بين الطلاب بطريقة مفيدة وذكية، تساندها التقنيات الحديثة. وأشارت الشيخة بدور إلى أن «حروف» تسعى إلى رفع مستوى المنظومة التعليمية باللغة العربية، والارتقاء بها من خلال برامج تعليمية مبتكرة، صممت بطريقة تحفز الطلاب على التفاعل والتفكير العلمي، وبما يتماشى مع توجه دولة الإمارات نحو دمج التطورات التكنولوجية في المناهج التعليمية بشكل فعال. عناوين يضم معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحالية أحدث الإصدارات العربية والأجنبية، ووصل عدد العناوين المشاركة إلى نحو 21 ألفاً و814 عنواناً باللغة العربية، و5837 باللغات الأجنبية. التعلم بمتعة يشار إلى أن برنامج حروف للنشر التعليمي يعد منظومة تعليمية حديثة ومتكاملة موجهة للأطفال باللغة العربية، وتعد الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، إذ تعمل على توفير برامج تدعم التعلم باللغة العربية بين الطلبة بطريقة مفيدة وذكية تساندها التقنيات الحديثة، إذ تم تصميم البرنامج بما يتناسب مع احتياجات كل طفل، فهو يشجعه على تنمية مهاراته الجسدية والفكرية والحسية، ويعطيه الحرية للتحرك والقيام بالبحث والاستكشاف، كما أنه يرتكز على مبدأ التعلّم «المتعة». كما التقت الشيخة بدور القاسمي وزير التعليم العالي بدولة قطر، الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم، الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي، وأطلعته على نتائج تطبيق مشروع «حروف» في مدارس الشارقة، إذ بات يطبق حالياً في 29 مدرسة، تتضمن 200 فصل لمرحلة رياض الأطفال، ويستفيد منه نحو 5100 طالب وطالبة، إضافة إلى تدريب نحو 222 معلمة على المشروع لضمان تفاعل المعلمات مع التطبيق الذكي للمشروع، الذي يعد الأول من نوعه في الوطن العربي، لتعزيز تعلّم اللغة العربية بطريقة ذكية. وأشارت الشيخة بدور إلى بعض المشروعات الأخرى التي أطلقها برنامج «حروف»، ومنها «الكتاب الكبير»، الذي يتضمن نصوصاً مكتوبة بخط كبير وصوراً ورسومات جميلة، بهدف جذب الأطفال إلى القراءة، وتشجيعهم على حب الكتاب، وتساعد المعلم في الوقت نفسه على القيام بقراءات مشتركة، وتنمية المفردات اللغوية للطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وتحفيزه على العمل الجماعي. وتجولت الشيخة بدور القاسمي في أروقة معرض الدوحة الدولي للكتاب، يرافقها وزير الثقافة والفنون والتراث في قطر، الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وأكدت خلال الزيارة الدور الكبير الذي تلعبه معارض الكتب في تعزيز العلاقات الثقافية العربية، وتطوير صناعة الكتاب وحركة النشر في المنطقة والعالم، مشيدة بالجهود الحكومية في العديد من الدول العربية، التي باتت تضع الكتاب ضمن أجندة اهتماماتها، من خلال تبني وإطلاق مبادرات ونشاطات تثري الحراك الثقافي. وأعربت خلال اللقاء الذي جمعها مع الوزير القطري عن سعادتها بالنجاح الذي تحققه معارض الكتب التي تنظم في الدول العربية، على صعيد مشاركات دور النشر، وكذلك نمو جمهور الزوار لهذه المعارض التي يشكل كل واحد منها تظاهرة ثقافية كبرى، تجمع القراء بالكتاب والمؤلفين والناشرين، ما يشكل منصة حوار تتفاعل فيه مختلف الرؤى والآراء، لتكوّن بمجموعها ثراءً ثقافياً يسهم في التقدم الحضاري والمعرفي، ويعزز تطور الحركة الأدبية والفكرية في الوطن العربي. وفي ختام لقائها مع الوزير القطري، زارت الشيخة بدور القاسمي جناح معرض الشارقة الدولي للكتاب، واستمعت من مسؤولي الجناح إلى شرح مفصل عن الدور الذي يلعبه المعرض من خلال مشاركاته الخارجية في الترويج لدور الشارقة الثقافي، وتعزيز حضورها في صناعة الكتاب، وتشجيع الناشرين على المشاركة في الدورات المقبلة من المعرض.