لعبة المصالح الحزبية الإسرائيلية.. تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحكومي الاسرائيلي بشأن محادثات التسوية يحتدم الخلاف والتراشق الإعلامي بين أقطاب الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بشأن مفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية، في ظل الحديث المتنامي عن اقتراب اللحظة الحاسمة للعملية السياسية، الأمر الذي يتهدد استمراره. القدسالمحتلة (فارس) ونفى وزير الرفاه الاجتماعي الإسرائيلي مائير كوهين، يوم الاثنين، أن يكون استقرار الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو مهددًا. جاء هذا الموقف في مقابلة إذاعية على وقع تصريحات وزير المالية ورئيس حزب "يش عتيد" يائير لابيد – الذي ينتمي إليه الوزير كوهين -، التي لوّح فيها بالانسحاب من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، إذا لم يحرز تقدم فعلي في المفاوضات. وأوضح كوهين أن حزبه يسعى لجعل المفاوضات مع الجانب الفلسطيني أكثر جدية، كي يتسنى إنهاؤها والتوصل لاتفاق تسوية، لافتا إلى أن تصريحات لابيد "لا تأتي على خلفية تدني شعبية "يش عتيد" في استطلاعات الرأي العام". ورغم ادعاء نتنياهو بأنه يعتبر "التوصُل إلى سلامٍ مع الفلسطينيين هدفًا استراتيجيًا لحكومته، وإعرابه عن استعدادِه للمُضي قُدماً في المفاوضات وتقديمِ تنازلاتٍ مؤلمة بغية التوصُلِ إلى تسويةٍ تاريخية"، إلا أن الجمهور الإسرائيلي لا يُصدقه في ذلك. ويعزو الكثير من المحللين بأن نتنياهو أراد بهذه التصريحات - التي جاءت في كلمةٍ ألقاها عبر نظامِ الفيديو كونغرنس أمام المشاركين في منتدى سابان المُنعقد في واشنطن - إرضاء الإدارة الأميركية من جانب، وأطراف داخلية عدة أبرزها حلفاؤه يائير لابيد، ووزيرة القضاء تسيبي ليفني، وأحزاب العمل، وميرتس، وآخرين من جانبٍ آخر. واقعيًا، يتماهى نتنياهو في سياسته مع الأحزاب والقوى اليمينية في ائتلافه الحكومي، وأبرزهم حزب "البيت اليهودي" برئاسة وزير التجارة والاقتصاد نفتالي بينيت، الذي يعارض بشكل قاطع تقدم المفاوضات. ويحاول بينيت تحويل اهتمام الإسرائيليين من العملية السياسية إلى قضايا مدنية واقتصادية، حيث صرّح قائلًا: "بدلًا من معالجة أسعار السكن المرتفعة، وغلاء المعيشة، يتجول الأشخاص في مختلف المنتديات، وينشغلون بالحديث"، رد ساخرًا على لابيد بشأن تصريحاته الأخيرة. ويرجح مراقبون للشأن الإسرائيلي بأن عهد الشراكة بين بينيت ولابيد، التي ساعدتهما في المفاوضات الائتلافية أمام نتنياهو يقترب من نهايته. ويتضح مما سبق أن لابيد بدأ يعبّر عن مواقف يسارية مقارنة بالماضي، على ضوء استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن جمهور حزبه يبتعدون عنه شيئًا فشيئًا لصالح أحزاب يسارية مثل حزب العمل وميرتس. /2336/ 2811/