الخرطوم - عماد حسن: تواصل الجدل حول التشكيل الوزاري الجديد في السودان، وكشفت مصادر عن خلاف حول رئيس البرلمان الجديد، ومرشح الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة، في حين أعلن مسؤول أمريكي أن الأزمات السودانية، لا يمكن حلها "بالتجزئة" التي أثبت فشلها . وأكد رئيس القطاع السياسي في الحزب الحاكم الحاج آدم يوسف أن الرئيس عمر البشير لن يكون هو المرشح في الانتخابات المقبلة، وقال إن الضرورة فقط هي التي أبقت على الرئيس في موقعه لحين انتهاء الدورة الحالية . وأشار إلى أن المؤتمر الوطني قادر على اختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة . وحث آدم الأحزاب السياسية على تبديل قيادتها لإفساح المجال للشباب أسوة به وحذرها من ثورة قواعدها حال عدم التقاطها مبادرة التغيير، وقال إن التغيير الذي أجراه حزبه من شأنه تحريك ثورة في الأحزاب لتغيير قيادتها . في الاثناء، قالت تقارير إن خلافات نشبت بين النواب بشأن اختيار د . الفاتح عز الدين رئيساً للبرلمان من قبل المكتب القيادي للحزب، ملمحين لضرورة أن تتم مشاورتهم في الاختيار، في حين أعلن زعيم المعارضة بالبرلمان د . إسماعيل حسين عن اتجاه للدفع بمرشح لرئاسة البرلمان اليوم ممثلاً للمعارضة، وفق اللائحة والدستور . إلى ذلك، كشفت مصادر رفيعة بالمؤتمر الوطني عن تقديم جميع ولاة الولايات لاستقالاتهم ومطالبة رئيس مجلس الولايات بحذو حذوهم عقب تهديد رئاسة الجمهورية لهم بتقديم استقالاتهم أو سحب الثقة منهم عبر مجالسهم التشريعية . وقالت تقارير أمس ببقاء وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة ووزيرة التنمية والتوجيه أمل البيلي في منصبيهما وأبانت أن حكومة الولاية دفعت بترشيحاتها للرئاسة واستبعدت حدوث تغيرات جوهرية فيها ووصفتها بالطفيفة، وأكدت بقاء أربعة معتمدين فيها، وأشارت إلى أن رئيس مجلس الولايات رفض تقديم استقالته، وأضافت أنه تم ترشيح أمبيلي من ولاية سنار للمنصب، وأشارت إلى أن الرئاسة ستقبل استقالات الولاة الذين اتسم أداؤهم بالضعف خلال الفترة الماضية، وألمحت إلى أن الرئيس البشير تجاهل إعادة تعيين الولاة ليعطي الحكومة الجديدة ذلك الحق . في السياق، أكد المبعوث الأمريكي السابق للسودان، برينستون ليمان، أن هنالك إجماعاً دولياً على أن الأزمات السودانية، لا يمكن حلها من خلال النهج التجزيئي، الذي أثبت فشله في السابق، وشدد ليمان على أن الوقت قد حان للشروع في حوار داخلي حقيقي، وعملية إصلاح تؤدي إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ديمقراطية، لها استعداد لتحقيق مصالحة مثمرة بين السودانيين . وأضاف ليمان الذي يعمل حالياً مستشاراً لرئيس معهد السلام الأمريكي خلال تنوير في واشنطن أن انفصال جنوب السودان، لم يكن كافياً لإخماد العديد من الصراعات الجارية في السودان، ونبه ليمان الخرطوم إلى أن هذا هو الوقت المناسب لإقامة حوار داخلي حقيقي وعملية إصلاحية تؤدي إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وديمقراطية لتحقيق المصالحة بين السودانيين، تشمل عناصر النظام الحالي والإسلاميين التابعين لهم والمجموعات السياسية المعارضة إلى جانب المعارضة المسلحة تحت مظلة الجبهة الثورية، وقال ليمان إن الانقسامات داخل الأحزاب السياسية سيكون لها تأثير سلبي على عقد الحوار الوطني .