استبعدت لجنة الرقابة التابعة لمعرض الكويت الدولي للكتاب الذي أقيم مؤخرا في العاصمة الكويت رواية «الشبورة» للروائي السعودي أحمد الشدوي الصادرة حديثًا عن «دار المناهل»، كما رفضت «الرقابة» إعطاء أي تبرير لهذا الاستبعاد، بحسب ما أوضحه صاحب دار المناهل الناشر أحمد عاصم الذي أكد أن الرقابة لم تعطِ سببًا واضحًا للمنع، وإنما اكتفت باستبعادها عن العرض فقط. وحول هذا الاستبعاد تحدث ل»الأربعاء» الروائي الشدوي بقوله: لم أقدم روايتي «الشبورة» للمسؤولين عن معرض الكويت الدولي للكتاب لعرضها، وإنما قامت بذلك دار المناهل بوصفها الجهة الناشرة للرواية، وأبلغوني باستبعادها من قبل «الرقابة» في المعرض، وأنهم طلبوا استيضاحًا لذلك من الرقابة، فقوبل ذلك بالرفض، واقترحوا عليَّ توجيه رسالة لإدارة المعرض تبين فحوى الرواية ومقاصدها، على اعتبار أنه ربما كان هناك فهم خاطئ لها، ولم استحسن هذا المقترح، فهذه الرواية مجازة في المملكة، ولا أجد فيها ما يستوجب منعها عن الوصول إلى القراء، ولست معنيًا بما يفهمه الآخرون، فهذا شأنهم، ولن يضر روايتي إن منعت من معرض الكويت، فإن في ذلك فرصة مجانية للذيوع والانتشار بصورة أوسع. يشار إلى أن «الشبورة» لم يتم عرضها مسبقا في أي معرض للكتاب، وقد دار حولها -على حداثة عرضها في المكتبات السعودية- جدل كبير بين مؤيد ومعارض لإحداثها، التي رأى البعض أن فيها تجاوزات اجتماعية وجرأة في الطرح والتعاطي مع المسكوت عنه، ففي فصولها ال(30) المنبسطة في بياض 256 صفحة من القطع المتوسط تسرد الرواية قصة شاب يدعى «غالب» قرّر القيام برحلة منفردة للهدوء والخلوة بالنفس إلى القاهرة التي سبق له الدراسة فيها قبل أكثر من عشرين عاما، وانقطع عنها. ويلتقي صدفة في الطائرة بحامد الرباعي، الذي يقول له أنه سيريه بالقاهرة ما لم يخطر له على بال، فيقرّر مرافقته. وهنا يكتشف غالب أن حامدا هذا أصبح ثريا لقيامه بالتبادل مع أحد الأثرياء المواقع في السجن، لقضية تورط بها شيخ ثري قبل ثلاثين عاما، وأصبح ساعده الأيمن في تمرير ما يريد. ووفقا للرواية، يقوم حامد بإدارة ما يشبه تجارة الرقيق الأبيض لصالح المتنفذين الذين يكافئونه بتمرير عمليات الشيخ دون مساءلة. يحاول غالب معرفة تفاصيل ما يجري داخل هذا الوكر، وتتلاحق الأحداث ليكشف العلاقة بين آمال زميلته في الدراسة قبل عقدين من الزمن بحامد الرباعي وتجارته، وليعرف كم كانت آمال تحبه ولا تزال. ثم يكشف تباعا علاقة حامد بعلياء المرأة التي أعجب غالب بقوتها وتعايش مع قصصها، وأخيرا تقع ابنة حامد الرباعي من زيجة نسيها في يد غالب دون تخطيط، فيقرر غالب تحت ضغوط تتنامى في السرد أن ينتقم من حامد، ولذلك يعمل على أن يقوم حامد بالزواج من ابنته دون أن يعلم، وهكذا تتوالى الفصول. الشدوي من مواليد العام 1957 حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال. عمل مشرفًا للإدارة المدرسة، ورئيسًا للتوجيه التربوي، ومساعدًا لمدير التعليم، وعضوًا للمجلس الاستشاري التعليمي بجدة، وعضوًا للجمعية العمومية لنادي جدة الأدبي الثقافي، وعضوًا لجماعة حوار بجدة، ومالك ومشرف عام مدارس صلاح الدين الأهلية بجدة ومدارس الأحلام العالمية وفق النظام البريطاني، وهو عضو غير متفرغ في نادي الباحة الأدبي. من مؤلفاته: «رواية صراع الليل والنهار» (1996)، «رواية الصراع الثاني» (2001)، «كهف أفلاطون» (2008) والكثير من القصص القصيرة والقراءات النقدية في الصحف السعودية.