لزوم ما يلزم الوجه في مرآة التاريخ أولاً ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 15/12/2013 شيء من الذكاء في الظروف الراهنة، يفيد كثيراً في مستقبل الشرق الأوسط ومصير الأمة العربية . بالمناسبة لن يتخلى القلم عن مصطلح الأمة العربية، حتى ولو لم يبق منها غير الاسم، ولا عن الوطن العربي الكبير، حتى ولو لم يدعوا لنا منه غير حبة رمل . سنرسم عليها أحلامنا مثلما يكتبون نصوصاً على حبة أرز . حسناً، من يهمهم الأمر بالدرجة الأولى، لا يريدون خوض غمار الحروب . يستهويهم خَضْمُ خيار السلام الاستراتيجي، طازجاً أو مخللاً . "صحتين ع قلبهم" . والعقول الباردة ذات البيات على طول الفصول الأربعة معهم . على رأي همنغواي "وداعاً للسلاح" . ضعوا "والله زمان يا سلاحي" وتلك الأخرى "الآن صار عندي بندقية"، والأنشودة الثالثة الأخرى "لن ينام الثأر في صدري وإن طال مداه"، في مجمّد الثلاجة . هل من مانع إذا نحن أردنا تفعيل بطارية السلام وإعادة شحنها بجد لا بهزل المفاوضات العبثية؟ لنكن صرحاء، الصراحة ليست دائماً وقاحة . بينما الصفقة يمكن أن تنطوي على ألف صفاقة . لا نذهب إلى الخيال، فليس في الإخوة المعنيين ولا حتى واحد به شيء من غاندي أو مانديلا . فلا مجال للحديث عن سياسة اللاعنف عند الأول، ولا عن التحرير بسياسة الحرير عند الأخير . لست أدري من هو الخبيث الذي وصف الكتابة الساخرة بأنها الذبح بالحرير . ماذا يبقى إذاً من أساليب السعي إلى الخلاص من عقود الاحتلال المدمرة؟ يبقى الكثير . على أهل القضية الأقربين أن يعيدوا النظر بعمق . فالكيان الغاصب الآن في حالة اختناق . والمطلوب هو ألا تكون أنابيب الأوكسجين عربية: التنسيق الأمني، المفاوضات التي تشكل ستاراً سميكاً يمر خلفه الاستيطان، وإغلاق سوق المصالح الشخصية، التي تباع فيها القضية خردة وقطع غيار مستعملة . الآن، يجب إحياء المقاطعة ونسيان فخ التطبيع، فهذه الأحابيل لا تنطلي إلا على عقل ساذج أو نية سيئة . رجال الدين عادة هم من يفترض فيهم النقاء . حاخاماتهم يرون العرب حشرات، فما بالك بمن هم الجلادون السفاحون . يا ناس، الله عرفوه بالعقل . لزوم ما يلزم: على كل من يريد أن يمدّ يده إلى العدو لإنقاذه في المآزق المتعمقة، أن ينظر أولاً إلى صورته في مرآة التاريخ . [email protected]