لزوم ما يلزم الحارس والعربة ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 22/12/2013 أحد العمّال كان يخرج الأخير، ويأخذ معه حمولة عربة من الرمل يومياً . بعد أيّام قال له الحارس: لم أر غبياً مثلك، أراك تسرق في كل يوم كوماً من الرمل . قال: وأنا لم أر أحمق مثلك، فأنا أسرق في كل يوم عربة . هذه الطرفة أثارت الهموم . في كل يوم نعدّد الضحايا في بلدان عربية عدة: الأرامل والأيتام والمشوّهين والمشردين والمهجّرين واللاجئين، وقصص الفواجع في المخيّمات، والأعراض المنتهكة بذرائع شتى لا تقال ويعرفها الجميع . وننسى الأهم . تلك الوقائع مثل الرمل وننسى العربة . العربة هي البلدان العربية، التي تُسرق وتباع في سوق النخاسة الدولية لأقوياء العالم: العراق، سوريا، ليبيا، تونس، مصر، اليمن، لبنان . . . هذه البلدان العزيزة نظرياً تتمزق، تفتت، ويُغيّر نسيجها، تنهار بنيتها وتتداعى . والذين يتوهّمون أن قوامها سيعود إلى ما كان عليه واهمون مجانين . لا توجد قوّة تعيدها إلى ما كانت عليه . فهل ثمّة مراكز بحوث ودراسات تدلّنا على الطريق السويّ إلى إعادتها إلى ما كانت عليه؟ هل ثمّة عاقل يقول لنا: كيف يمكن إعادة العراق إلى ما قبل أي عام مضى؟ كيف سيعيد العلماء والمثقفين وجماهير الشعب، إلى تلك الأوضاع السابقة، رغم ما كانت تعانيه من الاستبداد وخنق الحرّيات؟ كيف يمكن أن ترجع ليبيا وسوريا إلى سابق الأيام؟ دع كل المهاترات، هل كانت سوريا مهدّمة على هذا النحو؟ ما هذا الكرم الحاتمي في التحرير وإحلال الديمقراطية؟ "نضحك على بعض"؟ يقول العراقيون: "قول غيرها" . أن تكون اللعبة مستمرة وعلى بلدان عدّة، فعلى العرب أن يعيدوا النظر في كل شيء . ثمة آفة تستهدف الجميع . وإذا لم يلعب الإعلام دوره، فإنه سيجد نفسه شريكاً في اللعبة . شريك جرم . تماماً مثل بعض القنوات التي نسيت كل الأصول، وأنها تنتمي إلى أمة تقع فوق الميزانيات والرواتب والمراتب . لزوم ما يلزم: الأمة فوق الجميع . الأمة فوق تحالفات الساعة . [email protected]