لزوم ما يلزم ثلاثية المائدة المسمومة ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 11/12/2013 بما أن كلام الرؤساء رؤساء الكلام، على من يهمّهم الأمر السياسي، أن يكحّلوا عيونهم بصور الخيال في سحر البيان، الذي جرى على لسان رئيس الإليزيه . والنّاقل "لوموند" الفرنسية قبل يومين . دعا إلى حملة عالمية لدعم مكافحة الإرهاب ماديّاً، انطلاقاً من المبادرة التي بدأ تنفيذها في جمهورية إفريقيا الوسطى . وطمأن العالم إلى أن المسألة ستطول . هذا أوّل الغيث، وستجري السيول جارفة بلداناً أخرى . ليس ثمّة عاقل لا يفنى في عشق مكافحة الإرهاب . لكن، لا أحد يجوز له أن يقارن نفسه بسخاء الأمّة العربية . في سبيل مكافحة "اللي ما يتسمّاش" قدّمت نصف البلدان العربية ذبحاً وسلخاً ثم تقطيعاً على الوضم . على رأي الشاعر: "والجود بالنفس أقصى غاية الجود" . حتى في الإرهاب: "لنا الصدر دون العالمين أو القبر" . أحد النجارين العراقيين صانعي التوابيت قال على التلفزيون: "الحمد لله والشكر لله، تحسّن وضعنا، كنا نبيع تابوتاً في اليوم، الآن فوق الأربعة عشر يومياً" . السياسيون الكبار لا يُرسلون الكلام جزافاً . لكنهم لا يرسلونه كالكشري مخلوطاً مختلطاً . الفرنسيون بالذات أهل ذوق . تقدّم المقبّلات، وبعد استراحة يأتي الطبق الرئيسي، وبعد استراحة يجيء الديسير . كانت المقبّلات بُعيد انتخاب الرئيس الفرنسي الحالي . قال: "يجب دعم الفرانكفونية في إفريقيا، لأن مستقبل الطاقة في العالم هناك" . كلام يفتح الشهية بفيتامينات الثقافة . مرّ على ذلك الكلام عام تقريباً . أقلّ . الطبق الرئيسي محوره مكافحة الإرهاب في إفريقيا . من يجرؤ على القول: لا نريد هذا النوع من المكافحة؟ "وتخافه النّطف التي لم تُخلقِ" . المكوّنات معروفة: ملايين قطع الأسلحة هُرّبت من ليبيا إلى تونس والجزائر والنيجر ومالي، وما خفي أعظم . بعد أن تُخرج المخططات أثقالها، ولا يقول أحد: ما لها؟ ستتصومل بلدان وبلدان، ولا يبقى شيء كما كان، ويأكل الشبّان المأجورون ومرتزقة الخارج الأوطان، ويعود الاستعمار والاستعباد والارتهان، لا يبقى إلا أن تنتظر المائدة الديسير، وهو أن يقال كالعادة: لم نعثر على أسلحة دمار شامل، ألف لم ولم ولم . لزوم ما يلزم: الناس يحبّون التنوّع، حتى في تذوّق السموم . [email protected]