لزوم ما يلزم البحث عن النومة الثامنة ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 28/12/2013 أغلب الظن أن الأجيال العربية المتعاقبة طوال أكثر من ألف سنة، قد فتنها معن بن زائدة بجميل حلمه، فظلت تستزيد حتى لم يبقَ في الأمّة شخص غير حليم . إنّما حدث تطوّر ظريف . عند القدامى كان الحِلم هو العفو عند المقدرة . في زماننا صار العفو عند عدم المقدرة . عاش التطوّر . كل المصائب التي تنزل على دماغ الأمة يستقبلها وفد أو فريق متميز من الطراز الأول: ممثل صبر أيّوب، نائب معن بن زائدة، حاتم الطائي شخصياً ومعه السموأل، حتى يكون في المشهد شيء من التطبيع ونفي تهمة العداء للسامية، وآخرون يضيق بذكرهم المجال . وفي الخلفية صفوف كومبارس هاتفة: "يا ضيفنا"، والنوائب دامغة والرؤوس بلا خوذات . ثمّة أشياء تعلق وتلصق بالذاكرة، تظل المرجعية . هي إن شئت كمقاييس الحرارة والريح والمطر، معايير ومكاييل، وفي الوقت نفسه هي ما يسمّى السقف، الذي لا تتجاوزه إلا الطامة الكبرى . آراء الصهاينة في العرب، هي في جلّ الأحيان شتائم بعبارات نابية، وهذه يتجاوزها أيّ سوقيّ بذيء اللسان . كحديث حاخاماتهم عن الحشرات وما شاكلها . هذه لا تؤلم إلا من يسكر من زبيبة ويغرق في شبر ماء . أما ما يحرق الضمائر الحية، فذلك الهجاء الذي يأتي ومعه حمولة مئة سفينة عملاقة من البراهين . هنا يُعرّي الواقع الكلام الفارغ، والادعاءات ذات النمور الورقية، لدى سبع وخمسين دولة إسلامية من بينها كذا وعشرون دولة عربية . وهنا نرى السخاء الحاتمي، حيّن تدق ساعة العمل ويتطلب الأمر الحزم والحسم، يصبح كل طرف يقول للآخر: تفضل أنت، لا والله أنت أولى . ولا أحد يتحرك . لم يتغير أي شيء، لم يحدث أيّ تغيير في النفوس . والكسالى يريدون أن يغير الله ما بهم أوّلاً، رغم الشرط الواضح: "حتى يغيروا" . التطور يحدث دائماً إلى الأسوأ: قبل عقود قالت غولدا مائير: "عندما أحرقنا القدس، لم أنم طيلة الليل . وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب . وعندما بزغ الصباح، علمت وأيقنت أننا أمام أمّة نائمة" . هل ثمة هجاء يهشم العظام والنفوس أكثر من هذا؟ اليوم أحرقوا عالماً من البلدان، ومازالت الأمّة غارقة في عسل النومة السابعة . لزوم ما يلزم: قيل لغاندي: لماذا تركب الدرجة الثالثة في القطار؟ قال لأنه لا وجود للرابعة . النومة السابعة لعدم وجود الثامنة . [email protected]