أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي هو أول قائد عربي وظّف صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال المباشر مع المواطنين والرأي العام، وهو أكبر دليل على إدراك دولتنا للتغيرات التي يمرُّ بها القطاع التقني والقطاع الإعلامي ومواكبتها إياها، منوّها بمبادرة سموه الأخيرة بدعوة المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في العصف الذهني الأخير حول سبل تطوير التعليم والخدمات الصحية في الدولة، كخير نموذج لاستخدام مواقع التواصل بإيجابية، حيث وسعت المبادرة من دائرة مشاركة المواطنين في طرح الأفكار لتكون المبادرة إحدى تجليات المشاركة الشعبية في صنع القرار. وقال معاليه في كلمته الافتتاحية خلال افتتاح الدورة الأولى لمنتدى الإعلام الإماراتي: يسرني أن أتحدث أمامكم اليوم حول موضوع أدرك بأن اطلاعكم عليه أكبر بكثير من اطلاعي عليه، ومع هذا فسأحاول أن اطرح بعض الملاحظات التي أرجو أن تكون مساهمة في أعمال لقائكم ومؤتمركم، لا يمكن أن اتحدث عن الاعلام في يومنا هذا دون أن اتحدث عن التقنية والتطورات الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع ويؤثر على كافة مناحي حياتنا، وما الإعلام إلا أحد الجوانب التي تتأثر سلباً وايجاباً في تقنية المعلومات". وأضاف: "وفي هذا السياق نرى أن دولة الإمارات، في صلب هذه التغيرات التي يمرُّ بها القطاع التقني والقطاع الاعلامي، وشهدت تغيراتٍ أثّرت حتى في تعريفنا ما هو القطاع الإعلامي، وأخرجت هذا التعريف عن المألوف ليضم وسائل اتصال حديثة وشخصية انضمت إلى المؤسسات الاعلامية العريقة لتكون جزءاً منها وتعتبر طرفاً في الفُسيفساء الإعلامية والتي تعبّر عن المشهد الإعلامي كاملاً، فلا يقتصر القطاع الإعلامي اليوم على المؤسسات والإمبراطوريات الكبيرة التي تملك الجرائد والمجلات ومحطات التلفزة، بل انضمت إلى المشهد الوسائط الحديثة ومنها جيش من الافراد المستقلين يعبّرون عن آرائهم ويعلّقون على ما حدث وينقلون الأخبار والتعليقات والمعلومات، ومع "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"ماي سبيس" وغيرها من المواقع التي توالَى ظهورها وانتشارها منذ العام 2005، انتهى المفهوم التقليدي القديم للإعلام ووسائل الإعلام، وتزداد هذه الدوائر اتساعاً يوماً بعد يوم، فالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي باتا جزءاً أصيلاً في نمط حياة الأجيال الجديدة. تفاعل إيجابي وقال معاليه: "ونحن في دولة الإمارات مدركون لهذا التغير، ونتفاعل معه بإيجابية، وأكبر دليل على ذلك، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي هو أول قائد عربي أنشأ صفحات على المواقع الاجتماعية، ويمارس عبرها الاتصال مع المواطنين والرأي العام، وقدم عبر مبادرة العصف الذهني الأخيرة حول تطوير التعليم والخدمات الصحية أوضح نموذج لكيفية استخدام مواقع التواصل بإيجابية وفاعلية. فقد وسّعت المبادرة من دائرة مشاركة المواطنين في الأفكار والاقتراحات الخاصة بتطوير التعليم والخدمات الطبية، وانطوت المشاركات على أفكار واقتراحات مهمة أثْرت خطط التطوير. إنها أحدى تجليات المشاركة الشعبية في صنع القرار". وأضاف: "ونحن في وزارة الخارجية، ندرك أهمية وسائل الاتصال الحديثة في العمل الدبلوماسي شأنها شأن وسائل الاتصال التقليدية، ومع هذه التغيرات التي أشرتُ إليها، وأدرك أنكم مُطّلعون عليها، أرى أن الاعلام ما زالت قوتهُ تتجلى في موضوعيته ومحتواه وهي قيم تقليدية لا يمكن للتقنية الحديثة أن تقوّضها، فما زلنا جميعاً نبحث عن المعلومة الدقيقة والتحليل المحايد ووجهة النظر التي تحترم عقولنا، وأرى شخصياً أن هذا الجانب مهم ويجب ان يكون في صلب الاعلام الاماراتي. مخاطبة التنوع وقال قرقاش: "والملاحظة الاخرى المهمة في حديثنا عن الإعلام الإماراتي هو مخاطبته للتنوع الذي يمثّل تجربة الإمارات، ولا غريب في ذلك؛ فهناك شريحةٌ واسعة من القراء والمتابعين الذين يتحدثون لغةً دون أخرى، وهذا التنوع نلمسه جميعاً في صحفنا وفضائياتنا وإذاعاتنا، بل التقنية الحديثة أضافت إلى الإعلام أصواتاً جديدة ومع أن هناك بعض الجسور التي تربط هذه الجزر، إلا أن المشهد الاعلامي في الإمارات يبقى مُعبِّراً عن هذا التنوع بكل إيجابياته وسلبياته، وأرى شخصياً أننا إلى الآن ما زلنا في بداية الخطوات نحو خلق منهجيةٍ أفضل نحو الموضوعيةِ والاهتمام بالمحتوى والاستثمار الأفضل للتنوع في المشهد الاماراتي، وأضيف إننا أمام فرصةٍ سانحة تنتجها لنا التقنية حين نرى في المواقع الالكترونية لبعض الصحف تتخطى أرقام متابعيها بمراحل متابعي النسخ الورقية. وأقول إنها فرصة سانحة لأن بالإمكان البناء على نجاح الإمارات والتعبير عن قيم هذا النجاح واستثمار ذلك كله في القدرة على التأثير والانتشار. جيل يحترم التقنية وأضاف معاليه: "إخواني وأخواتي، لا أخفي عليكم أنني من جيل يحترم التقنية ويدرك قدراتها الكبيرة على توسيع التغيير والتحول، إلا إنني في الآن ذاته من جيل يرى أن القيم الاساسية لأي عمل هي الأرضية الصلبة للنجاح والاستمرار، ومن هذا المنطلق، فإن عقلانية وثقافة الاعلام إضافةً إلى تدريبه المهني والخبرة تمثل في رأيي المتواضع القيم الاساسية للنجاح. فكم من مشروع اعلامي ناجح تأسس على يد إنسان عصامي استثنائي وكم صحفي تميز بقدرةٍ على المتابعة من خلال اطلاعه الواسع وتواصله مع ما يجري حوله، و كم محاورٍ ناجح بانت ثقافته في حواراته وتحليلاته. وأرى أن هذه الجوانب والتي ترتبط بالتجربة والاطلاع والمتابعة والتدريب أساسيةً في خلق إعلام إماراتي ناجح، وأرى ان هذه القيم البانية مع التطورات التقنية الكبيرة التي تغير مشهدنا من صباحٍ لآخر تمثل ثنائياً مهماً في هذا الذي يجري من حولنا ولا أدّعي هنا أن ما ملأ خطابي كاملاً معبراً عن المشهد الاعلامي... فأنا لست من ذوي الاختصاص ولكنني متابعٌ شغوفٌ وهذه بعض ملاحظاتي التي أردت أن أطرحها عليكم".