أنهى البرلمان العربي، أمس الخميس، أعمال الجلسة الثانية من دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول في عمان بالمملكة الأردنية لأول مرة خارج مقر الجامعة العربية، وعقد جلسته العامة بمجلس النواب الأردني ترأسها أحمد جروان رئيس البرلمان الذي ألقى كلمة تناولت على وجه الخصوص دور البرلمان العربي في تفعيل العمل العربي المشترك والتحديات التي تواجه الأمة العربية كالمنازعات والصراعات والتدخلات الأجنبية، وكذلك الأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار بعض الدول العربية وإدامة الصراع فيها، كما طالب بتوحيد الصف العربي لمواجهة التحديات والأزمات . وقال الجروان، "إنه لا يخفى على عاقل أن التضامن والتعاضد حل جذري لتحدياتنا وأزماتنا الحالية والمستقبلية وبعون الله، بإمكاننا كعرب أن ننفض غبار الخلافات ونتعاون سوياً من أجل تحقيق ما نصبو إليه من أمن واستقرار ونهضة اقتصادية شاملة ومستدامة . ولفت إلى مرور عام حافل بالنشاطات في شتى المجالات على انتقال البرلمان العربي إلى برلمان دائم أملاً في التأسيس لعمل البرلمان على قواعد عمل سليمة تمكنه من أداء المهام المنوطة به كاملة في المجالين التشريعي والرقابي . وجدد البرلمان العربي الذي عقد جلسته بشعار "فلسطين في قلب الأمة العربية والإسلامية" تأكيده على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني ووقوفه معه في أزمته التي تعتبر لب أزمة الأمة العربية . وشدد الجروان على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المحورية وشغل العرب الشاغل وسوف تبقى كذلك إلى حين استرداد الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه، ولاسيما حق العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق ما تقره الشرعية الدولية . وطالب رئيس البرلمان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية كافة بضرورة التدخل لوقف الممارسات "الإسرائيلية" الرامية إلى تهويد مدينة القدس وطمس هويتها العربية وتدمير مقدساتها الإسلامية والمسيحية، إضافة إلى ترحيل سكانها قسرياً . ولدى تطرقه إلى القضايا السياسية وما يتصل بالأمن القومي العربي، أكد البرلمان العربي تضامنه الكامل مع الشعب السوري في أزمته الحالية، وحرصه على أهمية العمل على سرعة استقرار الأوضاع في سوريا . وحث الحكومات العربية والصديقة وجميع المنظمات الخيرية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى تقديم يد العون والمساعدة إلى الشعب السوري في ظل تردي الوضع الإنساني وتفاقم معاناته، خاصة مع حلول فصل الشتاء وما يتولد عنه من ظروف معيشة لا تطاق، ولاسيما في المخيمات . وفي كلمته دعا الجروان، إلى ضرورة الوقف الفوري والعاجل لأعمال العنف والقتل والتدمير وإيقاف نزيف الدم الذي يتعرض له الشعب السوري وهو ما سيمكن، من دون شك، من توفير الظروف لحل سياسي تفاوضي الذي يعد المخرج الوحيد المتاح حالياً للخروج من الأزمة، مشدداً على رفض البرلمان لإثارة النعرات الطائفية ومحاولة تقسيم الشعب السوري . ودان الجروان في كلمته الأعمال الإرهابية التي طالت الشعب العراقي، كما دان بشدة الأعمال الإرهابية التي تستهدف استقرار اليمن ووحدته وتعطيل مسيرة الحوار فيه . ورحب البرلمان العربي بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة (5+1) مع إيران في جنيف باعتباره خطوة أولية نحو اتفاق شامل ودائم بشأن البرنامج النووي الإيراني ينهي القلق الدولي والإقليمي ويعزز أمن المنطقة واستقرارها ويسهم في إخلائها من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية . وأكد البرلمان العربي أهمية اضطلاع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية بمسؤوليتهم تجاه الزام "إسرائيل" بالانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية والبيولوجية وتصديقها على اتفاقية الأسلحة الكيماوية كشرط أساس لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل . ودعا البرلمان العربي الدول المجاورة لاحترام سيادة واستقلال دول الوطن العربي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها وضرورة مراعاة حسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون في تعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بالاتفاقيات الدولية والثنائية التي تحفظ حقوق ومصالح الجميع . وفي هذا السياق، أعرب الجروان عن أمله في أن تعمل إيران على تعزيز بناء الثقة وتعزيز التعاون مع الدول العربية وبخاصة منها دول الخليج العربي لحل كافة القضايا العالقة وفتح آفاق رحبة لما يضمن رفاهية شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني الصديق . وطالبها بإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية العربية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى . وفي ما يتعلق بالوضع في دولة ليبيا أعرب البرلمان العربي عن مساندة جهود دولة ليبيا الرامية للحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرارها وأكد دعم الاستحقاقات الجوهرية والمتعلقة بخيارات الشعب الليبي في صياغة الدستور والاستفتاء عليه وتفعيل العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية . وكانت اللجان الدائمة للبرلمان العربي قد نظرت خلال الاجتماع في العديد من القضايا التي تهم المواطن العربي، وعلى الأخص في عقد ندوة حول قرار إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان ومراجعة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المعتمد في تونس ومشروع اللائحة التنظيمية لجائزة وسام البرلمان العربي التي تمنح للشخصيات والقيادات العربية التي تؤدي خدمات جليلة للعمل العربي المشترك وإقرار الترتيبات الخاصة بملتقى الشباب العربي بقطر وإقرار الترتيبات الخاصة بورشة الحقوق السياسية للمرأة التي ستعقد في القاهرة يومي 18 و 19 يناير/كانون الثاني 2014 وتشكيل لجنة فرعية منبثقة عن اللجنة السياسية والخارجية والأمن القومي برئاسة رئيس البرلمان العربي لبحث دور البرلمان العربي في تفعيل البعد الشعبي لعمل الجامعة العربية وتشكيل لجنة مصغرة للإعداد والتحضير لعقد ندوة حول الأمن المائي والغذائي . (وكالات)