مصطفى الديب (أبوظبي) - عندما تدب قدمك داخل موقع استضافة مسابقات أبوظبي للصيد بالصقور بمنطقة صبخة الصرامي بالوثبة داخل صحراء العاصمة أبوظبي، فإنك تشعر بالحيرة الشديدة، بين رغبتك الجامحة في متابعة فعاليات المنافسات في قلب مشهد صحراوي قلما ما تراه في حياتك، والرغبة في الاستمتاع بالفعاليات المصاحبة داخل قرية «اتصالات» التراثية. فمن يشاهد القرية التراثية، يجد حرص اللجنة المنظمة على أن تشمل القرية عدداً كبيراً من الفعاليات التي تخص جميع أفراد الأسرة، ليكون ذلك يوماً للعائلة بأكملها، ولا يخص فرداً واحداً، فقد امتلأت القرية ب30 محلاً تجارياً على الطراز القديم، مصنوعة جميعها من «الخوص» في مشهد رائع ينم عن القدم والعراقة والأصالة، وقبل الدخول لقلب القرية تشعر من بنيان مدخلها كونها قلعة حربية تم تصميم مدخلها بشكل رائع، حيث برجاه الخشبيان على جانبيه، تزينهما إضاءة نارية تنير القرية بأكملها بعد غروب شمس كل يوم. وضمت القرية التراثية العديد من الفعاليات الخاصة بالطفل، من بينها فرصة ركوب الخيل والجمال، فضلاً عن وجود محال خاصة بالرسم بالحناء على أيدي البنات الصغار. ولم يكتف القائمون على القرية بوجود ما يخص الطفل فقط، فقد امتلأت بالعديد من المحال التي تعرض كل متعلقات الصقور، ما بين أدوات تربية الصقور، فضلاً على وجود محال تعرض صقوراً للبيع أمام الراغبين، وهناك محال خاصة بأدوات التخييم في الصحراء، وأخرى خاصة بالرحلات البرية والقنص. ولم يغب عن المشهد الحداثة في عرض جميع أدوات الصيد الإلكترونية الخاصة بصيد الصقور والقنص داخل الصحراء بشكل عام لتختلط الحداثة بالقدم والأصالة. ويزين القرية سارٍ يحمل علم الدولة موجود في مركز القرية، بجوار المقهى الشعبي الذي تم تخصيصه لضيافة الزائرين، وتم بناء المقهى بشكل تراثي رائع، سواء من حيث الجلسات الشعبية المعروفة أو حتى من خلال المشروبات الشعبية التي تقدم للضيوف، ما بين شاي «الكرك» والقهوة العربي. ... المزيد