قال رياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودانامس إن القوات الموالية له استولت على ولاية الوحدة المنتجة للنفط وتسيطر الآن على معظم أنحاء البلاد. ولم تؤكد أي جهة مستقلة ما جاء في تصريحات مشار. وقال مشار إنه يوافق على إجراء مفاوضات مع الحكومة إذا أفرجت عن السياسيين الذين اعتقلوا مؤخرًا. وفي وقت سابق، كان المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير قد قال: إن قائد الجيش في ولاية الوحدة الغنية بالنفط شمال البلاد قد انشق وانضم إلى المتمردين التابعين لمشار، لكن أغوير أكد أن القوات الحكومية ما تزال تسيطرعلى بعض الأجزاء في المنطقة. ويقول جيمس كوبنال المتخصص في الشأن السوداني إن تلك العملية ذات مغزى لأنها تؤكد ما ادعته الحكومة السودانية سابقًا بأن مشار يقود عملية التمرد تلك. وأضاف بالطبع يعتبر مشار الخصم اللدود القوي لحكومة رئيس جنوب السودان سلفا كير لكن ما هو الحجم الحقيقي لإمبراطورية ونفوذ مشار؟ ويشير كوبنال إلى أن التقارير المحلية وشهادات السكان الواردة من ولاية الوحدة الغنية بالنفط تفيد بأن قائد وحدة الجيش في بنتيو عاصمة الولاية أعلن انشقاقه عن الجيش وبالتالي يكون المتمردون قد سيطروا بالفعل على بنتيو كما استولت على بور بولاية جونقلي. لكن كوبنال قال إنه من السابق لأوانه بشكل كبير أن نقول إن مشار وضع يده على ولايتي الوحدة وجونقلي. وأضاف نقلًا عن مصدر بالولاية أن رجال نائب الرئيس المنشق وضعوا أيديهم على أحد حقول النفط بولاية الوحدة وهو ما يعد ضربة اقتصادية قاصمة لحكومة سالفا كير .وأشار إلى أن محاولات قوات الجيش الشعبي الحثيثة لاستعادة السيطرة على بور تشير إلى أن القتال سيحتدم. ويسعى جيش دولة جنوب السودان لاستعادة بلدة بور، عاصمة ولاية جونقلي، من قبضة القوات الموالية لمشار. واطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما أمس على تطورات الوضع في جنوب السودان بعد إصابة العسكريين الأمريكيين. وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي ومساعدين كبار آخرين «أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي.»ووجه أوباما الذي يقضي عطلة في هاواي فريقه لضمان سلامة العسكريين الأمريكيين ومواصلة العمل مع الأممالمتحدة لإجلاء الرعايا الأمريكيين من بور. وقال البيت الأبيض إنه بعد المكالمة «أكد (اوباما) أن زعماء جنوب السودان عليهم مسؤولية دعم جهودنا لتأمين الشخصيات والمواطنين الأمريكيين في جوبا وبور.»وحذر أوباما أيضًا أنه في حالة محاولة السيطرة على السلطة بالقوة في جنوب السودان فإن دعم الولاياتالمتحدة سوف يتوقف لهذه الدولة الفتية التي ولدت في يوليو/ تموز 2011 بعد تقسيم السودان. وذكر قادة جنوب السودان بأن «مواصلة العنف يشكل خطرًا على شعب جنوب السودان ويجهض التقدم الذي تحقق بفعل الاستقلال». وأشار أوباما إلى أن «هذا النزاع لا يمكن أن يحل إلا سلميًا وبالمفاوضات». من ناحيته، حذر وزير الخارجية جون كيري رئيس جنوب السودان سيلفا كير خلال اتصال بينهما من أن استمرار المعارك سوف يطيح باستقلال بلاده، حسب ما أعلنت الخارجية الأمريكية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي في بيان إن «وزير الخارجية قال بوضوح إن استمرار العنف سيقضي على ما تحقق خلال استقلال جنوب السودان». وأضافت أن الرجلين «بحثا ضرورة منع حصول أي نزاع إثني وأعربا عن قلقهما حيال مصير آلاف الاشخاص الذين فروا من النزاع وكذلك عن أمن الرعايا الأمريكيين في جنوب السودان». وختم البيان أن كيري وكير «اتفقا على الاتصال مجددًا قريبًا». إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها ستنظم رحلة «ثالثة وأخيرة» لإجلاء الرعايا البريطانيين من جنوب السودان في الوقت الذي تتكثف فيه المعارك في هذا البلد. وجاء في بيان «نظرًا إلى استمرار أعمال العنف في جنوب السودان، تنوي وزارة الخارجية إرسال طائرة ثالثة وأخيرة لمساعدة المواطنين البريطانيين الباقين للذهاب». وستقلع هذه الرحلة من عاصمة جنوب السودان جوبا إلى دبي بعد ظهر اليوم الاثنين واجلت الطائرة الثانية التي أرسلتها لندن الجمعة 93 شخصًا. والخميس أجلت الطائرة الأولى التابعة لسلاح الجو أيضًا 182 شخصًا بينهم 53 مواطنًا بريطانيًا وقد حطت الطائرتان في أوغندا. المزيد من الصور :