من الشعر ما يخرجك من زمانك ومكانك وبتصويره الحدث يعيشك أحداثه فكأنك في ذاك الزمان وفوق تراب مكانه تعيش ومن أجمل الشعر بل من بديع الشعر ما يكون في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويصور السيرة النبوية بما مرت من أحداث جسام وبما تمتع به الحبيب صلى الله عليه وسلم من كريم خلق وحسن صفات والحق يقال من الشعر لا أقول يشهد له التاريخ فقط بل من الشعر ما يستشهد به التاريخ لأنه استمد معانيه من كتاب الله عز وجل وسنة الحبيب صلوات ربي عليه ومن هؤلاء الشعراء الذين اقصد الشاعر الدكتور عباس الجنابي الذي لم اقرأ له إلا أربع قصائد وتكفي تلك الأربع للشهادة له بأمر الله ولا نزكي على الله أحداً بإيمان صادق ومحبة لله عز في علاه ومحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين ولو أن الشاعر محسوب على المذهب الشيعي وفي هذا دلالة على أن ليس كل الشيعة من التيار الصفوي المعادي لله جل جلاله و لرسوله صلى الله عليه وسلم و لصحابته الكرام رضي الله عنهم، وقد اعترف مجمع الفقه الإسلامي بالمذهب الشيعي المعتدل . وليس حديثي عن المذاهب وتصنيفها ولكن الأقوال تدلل على قائليها وتوجههم الديني والمذهبي ومن أروع ما قرأت لشاعرنا الجنابي قوله في الحبيب صلى الله عليه وسلم في قصيدته الناضرة الناظرة " لماذا نحبه ؟ " . عجيبٌ هو الحبُ الذي جئتنا به وأعجبُ ما فيه سماحتُهُ حصْرا فأيُ نبي ٍ في الديانات كلِّها مُقابل حرْف واحدٍ أطلق الأسرى نحبُّك،، أيْ والله نبضُ قلوبِنا يُرددُ طه والعليمُ بها أدرى فحُبك في الاولى ينيرُ طريقنا وحُبُّك في الاُخرى يُجنّبُنا سقْرا وحُبك في الدارين خيرٌ ونعمة ٌ ونحنُ به اولى ونحْنُ بها أحْرى اليكَ أبا الزهراء هاجرَ خافقي فحُبُّك في الاحشاء أوْقدها جمْرا يُحاصرُني أنّى اتجهْتُ يحوطُني ويعْصرُني عصْرا فأنظُمُهُ شعْرا وأسكُبُهُ شهْداً وفي الشهد حكْمة ٌ متى ذاقَهُ المعلول من دائه يبرا أما والذي أعْطى فأرضى نبيّه وعنْد اشتداد الخطْبِ ألْهمَهُ الصبْرا جرى حُبّ طه في القلوب تدفقاً وما زال فيّاضا وما انقطعَ المجرى ولا يفوتني الإشادة بقصيدته في الصدّيق والأخرى التي في الفاروق رضي الله عنهما وهي قصائد مضيئة منيرة . ومن أبيات مدح سيدنا الصديق رضي الله عنه . الثاني اثنين تبجيلا لهُ نَقفُ تعْظيمُهُ شَرَفٌ ما بعْدَهُ شََرفُ هُوَ الذي نَصَرَ المُختارَ أيّدَهُ مُصَِدقا حَيْثُ ظنّوا فيه واختلفوا يُزلزلُ الأرضَ إنْ خَطْبٌ ألمّ به ويبذلُ الروحَ إنْ ديستْ لهُ طرفُ وَيشْهَدُ الغارُ والخيْط ُالذي نَسَجَتْ منْه العناكِبُ سِتْراً ليس يَنْكَشِفُ بأنّهُ الصاحبُ المأمونُ جانِبُهُ مهْما وَصَفْتُ سَيَبْدو فوقَ ما أصِفُ سلِ الصحابة َعنْ بّدْرٍ وإخوتها سلِ الذين على أضْلاعِهِمْ زَحَفوا مَنْ شاهر سيفَهُ فوْقَ العريشِ وَمَن يَحُفّه النصرُ بلْ بالنصر يَلتحِفُ هُوَ الذي خَصَّهُ الرحمنُ مَنْزلَة ً هيَ المَعية ُإذْ نصَّت بها الصُحُفُ هذا العتيقُ الذي لا النارُ تلْمَسُهُ ولا تلبَّسَ يوما قلبَه الوَجَفُ كُلُّ الصحابةِ آخوهُ وأوَّلُهُمْ هذا الذي شُرِّفَتْ في قبره النَّجَفُ ومن قصيدته في مدح الفاروق رضي الله عنه أسوق للقارئ أبياتاً جمل بها قصيدته الجميلة بكل بيت فيها . في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ ال كُبرى بها الدهرُ والأزمانُ تنغمرُ ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفّهْتَ في علن ٍ أصنامَها وبدا يعْتامُها الخطرُ أقبلْت إذ أدبروا،،أقدمت إذ ذُعروا وفّيْتَ إذ غدروا،، آمنْت إذ كفَروا لك السوابقُ لا يحظى بها أحدٌ ولمْ يَحُز ْ مثلَها جنُّ ولا بشرُ فحينَ جفّتْ ضروعُ الغيم قُلتَ لهُمْ: صلّوا سيَنْزلُ منْ عليائه المَطَرُ سَنَنْتَها سُنّة ً بالخير عامرة ففي الصلاة ِ ضلال الشّر ِ ينْحسرُ عام الرمادة ِ أشبعتَ الجياع َ ولمْ تُسْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهروا وَقَفْتَ تدْرأ ُ نَهاّزا ً ومُنْتفعاً فما تطاولَ طمّاعٌ ومُحْتكرُ تجسدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضتَ به ولم يزل عطرُهُ في الناس ينتشرُ لك الكراماتُ بحْرٌ لا قرار لهُ وأنت كلُ عظيم فيك يُختصرُ كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لهُ ووافقتْكَ به الآياتُ والسُوَرُ واختم بالقول سيّل قلمك أيها الجنابي وأطلق اللسان في مدح سيدنا علي كرم الله وجهه وأرضاه وسيدتنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها وسيدتنا أم آل البيت رضوان الله عليهم فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها والسبطين سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين أقر الله بهما عين جدهما نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم وعطر أنفاسك عسى الله أن يديم عطرها بأبيات ترسم لنا بها لوحة جمال الإسلام وجميل الإيمان الذي ملأ أرواح وأنفس أزكى الأنام واكارم بني الإنسان جيل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أل بيت وصحابة كرام عظام . وعسى الله أن يحقق في شعرك ما تصبو إليه ويتحقق لك رضوان الله تعالى واسمح لي بان أحرف بيت شعر من أشعارك وأقول . أكتبُ الشعرَ في الأرحام ِأزْرَعُهُ حتى تُحَدِّثَ عَنْ أشعاركَ النُطَفُ وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :