(1)تسخين تكمن أهمية القنوات الرياضية في منظومتنا الاعلامية من خلال هيمنة الخطاب الرياضي على الذهنية العامة،لأكثر فئات المجتمع عدداً.. فمتى كان ذلك الخطاب متزناً متماسكاً مهتماً بنشر القيم الإنسانية والجمالية(الرفيعة)،أفضى ذلك إلى إنتاج ذهنيات(صحيحة)،يعود أثرها بالنفع في إنتاج خطابات أخرى(صحيحة)..دينية أو تعليمية أو ثقافية.. ولكن الواقع المؤلم يفصح عن خطاب رياضي مخلخل..متشنج..عاطفي..ينعكس(سلبياً)على ذهنيات كثيرة،فتزداد(بلادة)و(ابتذالاً)! (2)ضياع هدف أول:المقدمون تسجل قنواتنا الرياضية غياباً حاداً،لتلك النوعية(الإبداعية)من مقدمي البرامج،الذين يتوافرون على قدر عال من القبول والفصاحة والثقافة والذكاء والموضوعية..إذ نجدهم في قطيعة مؤلمة مع بيانات(سيبويه)الأثيرة!كما نجدهم يتحدثون ويحاورون بطريقة آلية(نمطية)تتكرر في كل مناسبة،خطابهم يظل مختزلاً لاينفتح على خطابات ثقافية وجمالية تكسب الخطاب(الأصلي)ثراء وألقاً،، أما عن(مادة)خطاب هؤلاء المقدمين،فهي أسئلة تقليدية ساكنة،لاتشي بالتماس وعي خالص أو قيمة فنية مبدعة..على غرار(كيف ترى الفرق بين اللباس الرياضي والافرنجي للمدرب سامي الجابر،ومادلالة ارتداء أحدهما؟)و(حدثني عن رأيك في ابتسامة الحكم خليل جلال بعد نهاية المباراة)..(مارأيك في سلم الترتيب للفرق في دوري جميل؟)..وهكذا..! الأسئلة ثقافة..ولذلك كلما كانت أسئلتنا صحيحة،كانت إجاباتنا مفعمة بالوعي والإقناع والتأثير! (3)ضياع هدف ثانٍ:المحللون « أكثر من الهم على القلب»..هم!كل من اعتزل كرة القدم في بلادنا،صار محللاً للمسابقات الكروية،لأن المسألة(كلام في كلام)!بل والأدهى من ذلك أنني قرأت يوماً بأن مدير القناة سيجعلهم أكثر من(200)محلل!(هي..ناقصة)!.هؤلاء المحللون في ملاعبنا يفتقدون لأمرين رئيسين،أولهما الموضوعية والحياد،مما يجعل(تحليلهم)منحازاً لألوان الفريق الذي يعرف القاصي والداني انتماءهم العاطفي له! وثانيهما الوعي الكروي بمناهج اللعب وخططه،فجل مايبلغ به علم بعضهم،أن يعرف أن الفريق(..)يلعب بطريقة(4-2-2)،من خلال التشكيلة التي تصل إليه قبل المباراة..لكن المنهج الخططي للعب الهجومي والدفاعي غائب تماماً في تلك الحالة البائسة(ربما تستثني من ذلك الغياب ثلاثة أسماء هي ماجد عبدالله والشنيف والسويد محمد)! (4)ضياع هدف ثالث:المتداخلون ولايختلف الحال كثيراً خارج الأستديو مع مجموعة من المتحاورين،الذين يكون معيار اختيارهم قدرتهم على الإثارة ورفع الضغط..بل أن بعضهم لايتورع من القيام بحركات مسرحية(مقززة)بيديه،كتحريك السبابتين للأمام والخلف،بلا أي معنى على الاطلاق..لدرجة أنك تشك أحيانا في السلامة العقلية لبعضهم! (5)ضياع هدف رابع:المعلقون المعلقون لدينا هم أضعف حلقات السلسلة الرياضية(الآن)،،بعد ان كانوا معلما مفعما بالإبداع في مرحلة تاريخية سابقة،جمعت بين(علي داؤد،وزاهد قدسي،ومحمد رمضان،والفايز)،ولكنهم الآن يفتقدون لكل شيء..الإمكانات الصوتية..الفصاحة.. الثقافة الكروية..الذكاء واللباقة..الاتزان العقلي الذي يجعلهم يعرفون متى يتحمسون؟ومتى يهدأوون؟ومتى يعلقون؟ومتى يقولون رأيهم فيما يجري أمامهم؟.. التعليق الرياضي -لدينا-بشهادة كل الاعلاميين الآخرين،لايتناسب على الاطلاق مع إثارة الدوري السعودي وقوته(أحيانا)! (6)ضياع هدف خامس:الموضوعية جميع هذه المفردات السابقة تغيب عنها الموضوعية المطلوبة في أي عمل إعلامي يحترم مهنته وأمانته! فالسبب في تأجيج نعرات التعصب الرياضي لدينا هو ممن ابتلي بهم الوسط الرياضي معلقين ومحللين ومقدمين..(خاصين)لبعض الفرق دون غيرها! حتى صار لكل نادٍ لدينا إعلامي برتبة(محامٍ) مهمته الإشادة المطلقة بذلك النادي وانتقاص حق منافسيه الآخرين..حتى أصبحت القنوات الخليجية والعربية تتسابق على استقطاب هؤلاء المتعصبين، من أجل خلق أجواء تنافسية مثيرة في البرامج الحوارية المتنوعة!!وقد كان هؤلاء عند حسن الظن بقدرتهم على إثارة الحماس والتعصب. لست متأكدا من وجود برنامج اسمه(ضد التعصب)في قنواتنا الرياضية،ولكن ماسوف يقدم في ذلك البرنامج،أقل من قدرته على إزاحة حجرة واحدة من جبل(التعصب)المنتصب(هولا)على أرضنا! (7)انتهاء المباراة:الهزيمة إعلامنا الرياضي في القناة الرياضية،هو إعلام(النموذج)الذي لايتسع في الغالب إلا لصوت سردي واحد،لاينتظر منه إلا الاضطلاع برؤية نمطية ثابتة،،وليس الإعلام(الحواري)الذي يتسع لكل الأصوات والآراء،مقدما إياها جميعها على قدر المساواة والحياد،،ليكون تلك الرواية العظيمة التي لا يهيمن فيها صوت واحد،تغيب مع حدته جميع الأصوات(الأخرى)! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain