(1) هل لأن هذا المجتمع (متدين) بطبعه فكرًا وسلوكًا، ابتداءً وانتهاءً -كما هو الزعم- بلغ من شأن حالة التواد والعفو والتسامح بين أفراده شأوًا رفيعًا، لدرجة المطالبة بسبعين مليونًا، وأراضٍ، وشوارع، والنفي عن (الأرض) ثمنًا لدم دلق بين متخاصمين على عتبات الطيش والغضب؟! ماذا لو لم نكن ذلك المجتمع المتدين؟ هل ثمة احتمالات أكبر لرفع سقف الطلب المادي.. (عوضًا) عن الإنسانية المهدرة.. داخل العقول (المتطرفة)؟! (2) هل لأن هذا المجتمع (متدين) بطبعه، فكرًا وسلوكًا، صباحًا ومساءً -كما هو الزعم- بلغ من سمو الحالة الروحية بين أفراده، لدرجة جعلتهم ينسون أجسادهم، وهي تمتد خلسة للتحرش في الأجساد الممكنة؟ ماذا لو لم نكن ذلك المجتمع المتدين؟! (3) هل لأن هذا المجتمع (متدين) بطبعه، فكرًا وسلوكًا، ابتداءً وانتهاءً.. بلغ من رغبة شواذه في الفساد مستوى، يتنامى في كل مرة، ليشغل مساحات واسعة من حالات هذا المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؟ ماذا لو لم نكن ذلك المجتمع المتدين؟! إلى أي فضاءات أبعد.. يمكن أن يصل إليها (فسادنا)؟! بهويتنا (المتدينة) تلك؟! (4) ويل لمن قادته لحظته، ليشاهد مباراة في (دورينا) الكروي المحلي، على إحدى قنواتنا الرياضية، كمباراة الهلال والتعاون الجمعة المنصرم، إذ هو سوف يكون مجبرًا على متابعة المباراة بالتقنية الإخراجية الإعلامية الأكثر استغراقًا في زرقة الأرجاء.. نقلاً، وصوتًا، وصورةً، واسترجاعًا! هذا (الإعلام) هو السبب في إعادة إرباك التوازن المجتمعي بشكل عام!! (5) تمتلىء مناهجنا المدرسية في مراحلها الابتدائية والمتقدمة بكم هائل من المعلومات العلمية والتقنية والأدبية والإنسانية، ولكنها تفتقر (للمنهج)، أو (للطريقة العلمية) للاستفادة من ذلك الزخم المعلوماتي المتنوع، واستثمارها في مجالات المعرفة الإنسانية! لا يمكنني أن أقنع نفسي (بعلمية) تلك المقررات تأليفًا وتنفيذًا، إلاّ إذا أقنعت نفسي بأن دليل الهاتف المنزلي قديمًا، يمكن أن يكون بحثًا اجتماعيًّا في أطياف المجتمع!! (6) في مدارسنا قد يتحوّل الهمّ التعليمي التربوي إلى طيف من هاجس بعيد لمصلحة الهم (الأمني)، الذي تختزل فيه الغايات التعليمية الكبرى في مهمة الحفاظ على بقاء الطلاب (والطالبات) في فصولهم الدراسية أكبر وقت ممكن، اتقاءً لشرورهم الصبيانية الطائشة، في البيت والشارع.. والمجتمع! مشكلة تداخل الخطابات في كثير من مؤسسات المجتمع، وتقاطع أهدافها وغاياتها وطرق عملها، هي أكثر المشكلات، التي ينتج عنها العبث وضياع السبل! (7) اتزان الحالة الذهنية في الوعي الجمعي هو الذي يقود المجتمعات إلى الاستقرار العاطفي والاطمئنان السلوكي، اللذين ينتجان الشروط المناسبة لصناعة الحضارة.. بشروط الخلافة الحقة للإنسان.. على هذه الأرض.. وبالتالي فان المجتمعات التي تعاني من الإفراط والغلو والتعصب لأفكار.. نظريات.. نماذج.. رموز.. تظل حبيسة جدران مغلقة، لا تنفتح شرفاتها أبدًا على نداءات الكون الرحيب.. وحاجات الإنسان للمعرفة والحرية والسمو. (8) نبحث عن السعادة.. دائمًا، ونظن أننا نحصل عليها عن طريق تحقيق رغباتنا في الخارج.. فنشقي أنفسنا بالصفقات التجارية والجلسات (الاستراحية)، والرحلات (الترفيهية)، وننسى أنها قريبة منا.. إذ إنها مستقرة في الداخل، في داخل أنفسنا الراعشة بالسعادة الحقيقية، التي تنبع من ثقة الإنسان بذاته، وعالمه، ومقدراته، وإمكاناته. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain