الخميس 26 ديسمبر 2013 - 11:39 بتوقيت غرينتش بيروت 2013.12.26 شهد لبنان عام 2013 ظروفاً أمنية صعبة. وعلى وقع فراغ في مؤسسات الدولة وفشل في تشكيل الحكومة واقتراب الاستحقاق الرئاسي بعد أشهر، تستقبل بيروت العام الجديد وعينها على تهديدات إرهابية زادت وتيرتها مؤخراً، وبدأت فصولها بالتنقل بين مناطق البلاد. وأعاد لبنان في العام 2013 إنتاج كل عناوين الانزلاق السياسي والأمني متخذاً من ارتباطه التاريخي بسوريا السبب لكل شيء. فعلي مدي عام كامل قدمت السياسة أعمق أزماتها بأطول حكومة تصريف أعمال عكس بقاءها أزمة تشكيل لم تكفي أشهراً عشرة لحل معضلتها فاتحة الظن علي أن من في لبنان يوجهون أنظارهم إلي الميدان السوري لتركيبة تلائم القادم من هناك. وضرب الفراغ الحكومي أعمق من ذلك فالمجلس النيابي الذي عجز عن صياغة القانون الانتخابي وإقراره وجد في التمديد لنفسه الحل؛ وشكلت هذه الهشاشة السياسية أول أذرع الأمن المهشم الذي تقدم بفعل اختلاف علي النظرة إلي الحرب الدائرة في سوريا. ومن هذا الباب أطلقت شرارات الفتنة المذهبية. التي أطلت أول إرهاصاتها من طرابلس. فهناك قاتل الإخوة بعضهم في جولات حرب جنونية؛ لتحلق بها صيدا؛ التي قدمت ب"أسير"ها نموذجاً آخر. وقضي علي الرجل الذي فر إلي جهات مجهولة لكن اسمه عاد إلي الظهور أواخر العام مع انتحاريين دشنوا اهتزازاً أمنياً غيرمسبوق. خلط الأوراق شرعت ابوابه مع إعلان حزب الله مشاركته بالحرب علي سوريا لحماية حدود لبنان بعد استهداف ممنهج للصواريخ لمناطق الهرمل وبعلبك وصولاً إلي الضاحية الجنوبية. حينها بدأت تنقل الرسائل النارية له بسيارات مفخخة ضربت الضاحية قبل أن ترتفع الأيدي نفسها لتضرب في طرابلس فاتحة الباب لتمدد الفتنة الطائفية. ولم تبق الأمور عند هذا الحد فالفلتان الأمني كشف المزيد من الأرض اللبنانية.. واستغل تنظيم القاعدة ذلك ودخل من باب الانتحاريين فاتحاً عهداً لم يسبق للبنان ولوجه: استهداف مزدوج للسفارة الإيرانية قبل أن تعاد الكرة مع الجيش اللبناني في صيدا. والتوقيع ببصمات القاعدة فتح النقاش علي ساحة لبنانية تعج بالتكفيريين.. يمولون ويدعمون ضرباً لخط الاستقرار الوهمي القائم فيه. ولم تقف حدود التفجير علي متن ذلك فاللاجئون السوريون كانوا كرة النار التي تكبر يوماً بعد يوم بعد أن تخطت أرقامهم ال20% من سكانه. وخرق وحيد لهذا المشهد السوداوي سجلته نهاية سعيدة لقضية مختطفي أعزاز الذين تحرروا من أيدي خاطفيهم. هذا ويحمل لبنان إرثاً أمنياً صعباً من العام المنصرم يتقاطع مع اصطفاف حاد لسياسيه وأبناءه كلاهما يجعل من الحمل ثقيلاً جداً علي بلد تحكم السياسة الأمن فيه. وربما لم تنفلت الارض بقرار أو من دونه لكن المسار ذاهب باتجاه التفجير أكثر من أي وقت مضي. 26/12 FA