د. عبد العزيز حسين الصويغ نبّه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية اختيار الصديق عندما قال: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، فبهذه الكلمات وضع صلى الله عليه وسلم قاعدة لكيفية إقامة الصداقات واستمرارها. ويقول أمير المؤمنين علي بن طالب رضي الله عنه: «قل لي من تجالس أقل لك من أنت». هذه قاعدة تصف حال البشر، وقاعدة عظيمة تقرّها فطرة الإنسان وطبيعته، فالنفس تُؤثِّر وتتأثر سلبًا أو إيجابًا، وكلما كثرت الخلطة وطالت.. كثر ذلك التأثر وزاد.. ومن أقوال سيدنا علي بن أبي طالب أيضاً: * من أبصر عيبَ نفسه شُغل عن عيب غيره. * ومَنْ سل سيف البغي قُتل به. * ومَن حفر لأخيه بئراً وقع فيه. * ومن هتك حجاب أخيه انتهكت عورات بيته. * ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره. * ومن خالط العلماء وُقّر. * ومن خالط الأنذال حُقّر. *** وقد قيل قديماً في الأمثال الشعبية: «من جاور السعيد يسعد، ومن جاور الحداد ينكوى بناره». وقد اهتم الإسلام بالصحبة اهتماماً بالغاً فأمر بالتزام صحبة الصادقين، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، التوبة: 119، وحض على صحبة العابدين بقوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) الكهف:28، ونهى عن صحبة الظالمين: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا) الفرقان:27 28، ولا عجب فالصاحب ما هو إلا معلم لصاحبه من حيث لا يشعر تنطبع صفاته في نفس صاحبه، وتنتقل أخلاقه إلى أخلاقه. *** ويفضل البعض العُزلة خير من أصدقاء السوء، أو من الإضرار للعيش في مجتمع تغيّرت أولوياته، فأصبحت المادة وما يتبعها من أخلاقيات أهم عند المجتمع وأهله من أي شئ آخر. فأصعب معركة يمكن أن يخوضها إنسان في حياته عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً آخر..! عندها تكون العزلة عن هؤلاء حرية. يقول الشاعر محمود درويش: أن تكون وحيداً... أن تكون قادراً على أن تكون وحيداً هو تربية ذاتيَّة. العزلة هي انتقاء نوع الأَلم. والتدرّب على تصريف أفعال القلب بحريّة العصاميّ . أَو ما يشبه خلوَّك من خارجك وهبوطك الاضطراري. في نفسك بلا مظلَّة نجاة. .... وماذا لو كنتُ وحدي؟ العزلة هي اختيار المُتْرَف بالممكنات.. هي اختيار الحرّ.. * نافذة صغيرة: (إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة). حديث نبوي. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain