هناك احتمال بأن توجه الدعوة للجمهورية الإسلامية الايرانية إلى مؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد حول الأزمة السورية في اللحظات الأخيرة، ولكن الأوضاع قد لاتتغير كثيراً في هذه الحالة لأن ذلك يعني عدم إذعان الغرب بدور طهران الهام على الساحة السورية كون القرار قد اتخذ قبل دعوتها. طهران (فارس) بدأنا نقترب من يوم الثاني والعشرين من كانون الثاني / يناير موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية ولكن لا أحد يتحدث اليوم عن دعوة الجمهورية الإسلامية الايرانية إلى هذا المؤتمر ويبدو أن هذه القضية ما زالت في طور المداولات ومع ذلك فإن بعض الخبراء لا يستبعدون ذلك في الأيام المقبلة. وكما هو ظاهر فإن الأميركيين يبذلون جهوداً حثيثة لبسط سيطرتهم على هذا المؤتمر المزمع عقده بعد أيام وتثبيت التوليفة الدولية التي تروق لهم رغم أنهم يعلمون بأن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل دون مشاركة الجمهورية الإسلامية حتى وإن اتفقت جميع الأطراف على صيغة موحدة. وبكل تأكيد لو كان الهدف الحقيقي من وراء إقامة مؤتمر جنيف 2 هو حل الأزمة السورية فإن مجرد السكوت عن دور الجمهورية الإسلامية في هذه الأزمة وعدم الحديث عن دعوتها أشبه ما يكون بالمزاح نظراً للدور الفاعل الذي تلعبه طهران على الساحة السورية لذلك قد يلجأ الغربيون في الوقت الضائع إلى طهران كي يتم حل الأزمة ولكن هذه الحالة لا تختلف كثيراً عن عدم دعوتها إلى هذا المؤتمر. ومن البديهي أن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل في هذا المؤتمر حلاً جذرياًولكن إن حدث تغيير في الأوضاع الراهنة فإن ذلك ليس سوى نتيجة الوساطات التي جرت من قبل الأطراف المشاركة خلف الكواليس قبل أن يجلسوا على طاولة المفاوضات، وبالفعل فإن هذه الوساطات قد بدأت قبل فترة وسوف تلقي بظلالها على هذا المؤتمر. وإذا ما تجاهل هؤلاء إيران في محادثاتهم التي تجري خلف الكواليس بسبب عدم تأكد مشاركتها في المؤتمر فنتيجة ذلك بالطبع هي عدم وجود اختلاف بين حضورها وعدم حضورها في المؤتمر إذ لو كان من المقرر أن تتفق الأطراف المتناحرة على صيغة خاصة مسبقاً ومن ثم تطرحها في المؤتمر للمصادقة عليهافما الفائدة من حضور إيران فيه؟!فحضورها في هذه الحالة لا يكون سوى أمر رمزي يسعى من خلاله الآخرون إضفاء شرعية على قراراتهم من خلال تأييد طهران وبالتالي فإن عدم حضورها أفضل من حضورها. فلو كان من المقرر أن تلعب طهران دوراً فاعلاً في مؤتمر جنيف 2 لا بد من أن يكون لها دور قبل حضورها فيه ولا ريب في أن عدم حضورها في هذا المؤتمر بسبب عدم دعوتها بمثابة السعي لتضييق نطاق نفوذها في سوريا. وهذه الأحداث تجري اليوم على قدم وساق في حين أن العالم بأجمعه يعلم علم اليقين بأن السعودية هي أكثر بلد في العالم يدعم الإرهاب ويزيد من رقعته يوماً بعد يوم ولا سيما في سوريا ومن سخرية السياسة الدولية أن هذا البلد قد دعي إلى هذا المؤتمر! وكما هو مصرح به بشكل علني أن آل سعود وعملاءهم في سوريا لهم هدف واحد يدعون له وسوف يطرحونه بكل قوة في المؤتمر ألا وهو "سوريا بدون بشار الأسد". ويؤكد الخبير العربي الكبير حسنين هيكل بكل صراحة أن السعودية والمعارضة السورية الخاضعة تحت إمرتها يعملون على تحقيق حكومة سورية في عام 2014م لا وجود لأية سلطة تنفيذية لبشار الأسد فيها. وليس من المستبعد أن واشنطن لم تدع طهران في هذا المؤتمر خضوعاً لإرادة حكام الرياض الذين شعروا بالامتعاض الشديد بعد الاتفاق الذي حصل بين الجمهورية الإسلامية الايرانية والجانب الغربي حول الملف النووي. وعلى الرغم من أن التحالف الصهيوني - السعودي الذي يدور في دوامة أميركية على ثقة بأن مؤتمر جنيف حول سوريا سوف يحقق رغباتهم لكن هؤلاء لحد الآن ليسوا مقتنعين بانعقاد هذا المؤتمر بشكل تام ويبذلون قصارى جهودهم لقطع الطريق على طهران بغية تحقيق أي اتفاق مع البلدان الغربية ويخشون من تزايد نفوذها في المنطقة والعالم. ومن الجدير بالذكر أن الأحداث الإرهابية التي تعصف بسوريا تحت إمرة سعودية - صهيونية لم تثمر في الأسبوع المنصرم سوى عن احتلال إحدى المستشفيات في مدينة حلب بعد تخريبها وحرمان الشعب السوري من خدماتها! نعم هذا ما يقدمه آل سعود والصهاينة للشعب السوري، وعلى أي حال فإن كيان الاحتلال والرياض يعملان على حرمان طهران من حضور مؤتمر جنيف 2 وهذا الأمر بالطبع يسعد واشنطن التي أذعنت لذلك. / 2811/