فؤاد أبوبكر حيمد يذكرنا التاريخ الحديث، أن الصراعات والحروب الأهلية التي نشبت في الدول العربية والإسلامية على ألأخص، كانت كلها نتيجة غياب العدالة الاجتماعية – ولا نقول غياب الديمقراطية تفاديا لتحسس البعض من هذا المصطلح. تلك الصراعات أكلت الأخضر واليابس في دولنا، وراح ضحيتها ملايين من الأبرياء، منهم النساء والأطفال والشباب والشيوخ الكُهل. كما أن معظم أمراء حروب تلك الصراعات إن لم يكن جميعهم، قد قتلوا فيها أيضا، ولازالوا يقتلون. فيما يلي أسرد تاريخ تلك الصراعات المهلكة في عالمنا العربي والإسلامي، خلال فترة النصف الثاني من القرن العشرين، وبداية القرن الحادي والعشرين:- 1- 1975 حتى 1991م نشبت الحرب الأهلية اللبنانية و دامت 16 عاما. لم يخرج منها أحدا منتصرا. وقد قتل خلالها أكثر من 60 ألف شخص، ومائتي وخمسين الف جريح. وتم خلال تلك الحرب تدمير كل البنى التحتية في هذه الدولة التي كانت تعد من أكثر الدول العربية تقدما ورخاءً في كافة مجالات الحياة. كما أن نسبة الأمية فيها كانت من أدنى النسب في عالمنا العربي. وكان سبب تلك الحرب، النعرة الطائفية والمذهبية، والتعصب الديني المسيحي والإسلامي. 2- 1983 حتى 2005م نشبت الحرب الأهلية السودانية و دامت لأكثر من 22 عاما انفصل على إثرها الجنوب عن الشمال، بعد أن خسر الجانبان أكثر من 200 ألف قتيل و800 ألف جريح وملايين المشردين والأيتام، وتدهور اقتصاد شمال السودان، وصارت عملتها تساوي فتاتا أمام سعر الدولار، ولازالت السودان تعاني من ضعف اٌقتصادها حتى الآن. وسبب تلك الحرب هو تعنت الممسكين بزمام الأمور في الشمال وعدم اعترافهم بحقوق الجنوبيين الذين كانوا يعتبرونهم درجة ثانية في المجتمع. بكلمة أخرى كان سبب الحرب غياب العدالة الاجتماعية. 3- 1991 حتى 2002م نشبت الحرب الأهلية الجزائرية ودامت 11 عاما راح ضحيتها أكثر من 60 ألف قتيل و350 ألف جريح ومئات الآلاف من المشردين والأيتام، وأدت إلى تدهور اقتصاد هذه الدولة البترولية الكبيرة، وصارت الجزائر مديونة لفرنسا ودول أوروبا الأخرى حتى الآن. وكان سببها القبلية، والتعصب الديني، والتكفير. 4- 1991م حتى الآن، تدور رحى حرب أهلية في الصومال، مر عليها أكثر من 22 عاما أكلت الأخضر واليابس في هذه الدولة الفقيرة، وقتل من جرائها 380 ألف صومالي حتى الآن، وأكثر من مليون ونصف جريح، وشرد بسببها أكثر 3 ملايين إنسان. وأحد أهم أسباب تلك الحرب، تفشي الأمية، والقبلية وغياب العدالة الاجتماعية. 5- 1992م حتى الآن، أي لأكثر من 22 عاما، تدور رحى حرب أهلية ضروس في أفغانستان فتكت بأكثر من 680 ألف قتيل، و3 ملايين جريح، وشردت أكثر من 4 ملايين إنسان. أما الدمار والمآسي فلا حصر لها. أهم أسباب تلك الحرب هو تفشي الأمية، والقبلية، والتعصب الدين، والتكفير. 6- 2003م حتى الآن، أي لأكثر من 10 أعوام تدور رحى حرب أهلية مهلكة في العراق راح ضحيتها ما يقرب 900 ألف قتيل، و3 مليون ونصف مليون جريح، ومايقرب من 5 ملايين مشرد في الداخل والخارج. وأهم أسبابها، النعرة الطائفية، والقبلية، والتكفير. 7- 2011م حتى الآن، تدور رحى حرب أهلية مدمرة في سوريا راح ضحيتها أكثر من 120 ألف قتيل ومليون ومائتي ألف جريح، و5 ملايين مشرد في الداخل والخارج. وقد جعلت هذه الحرب الأهلية من هذا الشعب الأبي شحات، يشحت حتى في أكثر الدول فقرا، كالأردن، والسودان واليمن. ومن أهم أسباب هذه الحرب، النعرة الطائفية، والدكتاتورية المقيتة. أخيرا، هناك مؤشرات قوية (ونرجو أن لا تكون مؤشرات واقعية)، على إمكانية قيام حروب أهلية مماثلة في اليمن، وليبيا، ومصر. فهل تعتبرون يا أولي الألباب، أم أن مصالحكم الذاتية (الزائلة)، أعمت بصائركم؟؟.