مرّ 2013م، بغضب سعودي من العالم، فكانت مواقف عدة نتيجة لسياسة مجتمع دولي منحازة حاول الالتفاف على مصير العرب، أما داخليا، فيمكن قراءة ذلك من خلال تبنيها سياسة الهدوء في الاصلاحات والتحديث . الرياض: «أخي الأمير سعود الفيصل: عندما تغضب تربك العالم فشكراً لك فهذه هي المملكة العربية السعودية»... هي جملة قالها وزير الخارجية القطري خالد العطية لتلخص معظم السياسة السعودية خلال العام 2013، حيث جاءت تعليقا على رفض الرياض قبول عضوية مجلس الأمن غير الدائمة. المشهد السعودي عاش ثلاث ملفات رئيسة ارتكزت عليها السياسة السعودية في 2013 هي: الملف المصري والسوري والنووي الإيراني، عوضاً عن ملفات أخرى تعتبرها الرياض من ثوابتها التي تتبناها في مراحلها كافة، وهي القضية الفلسطينية وأمن واستقرار البحرين. الانحياز السعودي في تلك الملفات إلى رغبات الشعوب وليس الحكومات قاد ضمناً إلى صدام مع قوى أوروبية وروسية والولايات المتحدة مما وضع الرياض أمام رهان حقيقي أمام موقعها العالمي كدولة عربية إسلامية لها وزنها وثقلها السياسي الدولي. الأميركيون عضوا الأصابع ندما عندما ظنوا ان تجاهل عاصمة مثل الرياض قد يكون غير مؤثر في حل كثير من ملفات المنطقة، لكن واقع الأمر كشف أن الرؤية السعودية تجاه ملفات المنطقة عامل رئيس ومؤثر في الوصول إلى حل حقيقي على أرض الواقع، وهو ما أقرت به واشنطن على لسان وزير خارجيتها جون كيري الذي قال إن «السعودية دولة مهمة في المنطقة» وعاد وأكده وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل في مؤتمر المنامة للحوار في بداية كانون أول (ديسمبر) الماضي إذ قال إن «العلاقات مع السعودية استراتيجية وعميقة»، مؤكداً التزام واشنطن تجاه شركائها في المنطقة» واعترافه أن الأحداث بها خطرة «نظراً لكونها مضطربة وغير مستقرة». القناعات الأميركية المتغيرة في 2013 أسفرت عن تقارب ملحوظ بين واشنطنوطهران، ما أوجد نوعاً من التخوف لدى بعض المحللين من أن يكون ذلك على حساب أمن الخليج واستقراره، إلا أنه هيغل أكد خلال مشاركته في المنامة على أن بلاده « ستساعد حلفاءها وتطمئنهم»، موضحاً أن التقارب بين واشنطنوطهران «يهدف إلى قياس مدى جدية طهران بخصوص التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن عدم استغلالها أنشطة التخصيب لتصنيع أسلحة نووية». داخليا، تعرضت السعودية خلال 2013 إلى محاولات عدة لاختراق مجتمعها وتنفيذ عدد من العمليات الانتحارية فوق أراضيها كان أبرزها خلية وظفت أسماء مثل « أبو الفداء، حسبوي، معاوية المدني، رصاصة في قصاصه، أبو الفدا الدوقلي» وضبطت لدى تبادلها «المعلومات حول عمليات انتحارية وشيكة في المنطقة ضمت مقيمان أحدهما تشادي والآخر يمني، حاولا بحسب تصريح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي نشر رسائل التحريض والكراهية عبر شبكات التواصل الاجتماعي». وأوضح التركي أن أجهزة الأمن «تمكنت في بداية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك الماضي من القبض على اثنين من المقيمين، أحدهما تشادي سبق إبعاده وعاد بجواز دولة أخرى، والآخر يمني ممن جندوا أنفسهم لخدمة الفكر الضال، إذ «اتضح من مضبوطاتهم التي شملت أجهزة حواسيب ووسائط إلكترونية وهواتف محمولة تواصلهم مع الفئة الضالة في الخارج إما من طريق أبردة إلكترونية مشفرة، أو من خلال معرفات عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل «أبو الفداء، حسبوي، معاوية المدني، رصاصة في قصاصه، أبو الفدا الدوقلي»، وذلك لتبادل المعلومات حول عمليات انتحارية وشيكة في المنطقة، كما ظهر في إفاداتهما الأولية ما يؤيد ذلك». المحاولات الخارجية لاستهداف الداخل السعودي لم تقتصر على نشر الفكر الضال أو تنفيذ عمليات انتحارية فقط، بل تجاوزته نحو نوع جديد من الهجوم أخذ هذه المرة شكلاً إلكترونياً، إذ تعرضت العديد من المواقع الحكومية الإلكترونية في المملكة خلال 2013، إلى هجمة الكترونية طاولت عدداً من مواقعها المهمة من بينها موقع بوابة وزارة الداخلية الإلكترونية، في شكل منسق ومتزامن. وحفل عام 2013 عاما مفصليا للكثير من التطورات الداخلية في السعودية، فقد افتتح هذا العام بتعيين 30 سيدة سعودية من صاحبات الكفاءات والتخصصات المرموقة كأعضاء في مجلس الشورى، بنسبة تبلغ 20 في المائة من إجمالي عدد أعضاء المجلس. ويمثل هذا التعيين تطورا جوهريا في طريق مشاركة المرأة في الحياة العامة، ودخولها في مؤسسات الدولة. كذلك حفل العام بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز نائبا ثانيا، وتعيين عدد من القيادات الشابة في إمارات مهمة ورئيسة، بدءا (من حيث التسلسل الزمني) بتعيين الأمير سعود بن نايف أميرا للمنطقة الشرقية، والأمير فيصل بن سلمان أميرا لمنطقة المدينةالمنورة، وكذلك تعيين الأمير خالد بن بندر أميرا للرياض، وكذلك تعيين الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نائبا لأمير منطقة الرياض، وانتهاء بتعيين الأمير خالد الفيصل وزيرا للتربية والتعليم، وتعيين الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أميرا لمنطقة مكةالمكرمة. وكذلك أهم ما جاء فيه: مساعدة النازحين السوريين 11 يناير 2013 العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، يوجه وزارة المالية السعودية بتقديم مساعدات إغاثية طارئة بمبلغ عشرة ملايين دولار، وبشكل عاجل، للنازحين السوريين في الأردن. وبتاريخ ال29 من يوليو (تموز) 2013، سلمت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري ألف وحدة سكنية جاهزة للاجئين السوريين في الأردن بتكلفة تسعة ملايين ريال سعودي. الأمير مقرن بن عبد العزيز نائبا ثانيا 1 فبراير (شباط) 2013 أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرا ملكيا بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز نائبا لرئيس مجلس الوزراء. أكبر محطة تحلية للمياه في العالم 11 فبراير 2013 أعلنت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية عن إنشاء أكبر محطة تحلية للمياه في العالم، تعمل بالتناضح العكسي، بسعة تصل إلى 600 ألف متر مكعب يوميا. وفاة الأمير سطام بن عبد العزيز والأمير خالد بن بندر أميرا للرياض في 12 فبراير 2013، علن الديوان الملكي السعودي وفاة الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض. الإجازة: الجمعة والسبت 23 يونيو (حزيران) 2013 جرت الموافقة على تعديل أيام العمل الرسمية لتبدأ من يوم الأحد وتنتهي يوم الخميس، على أن يكون يوما الجمعة والسبت عطلة أسبوعية. المساعدات لمصر والدول العربية 9 من يوليو 2013 وجه العاهل السعودي في بتقديم حزمة من المساعدات لدعم الاقتصاد المصري لمواجهة التحديات التي يواجهها، بلغت قيمتها الإجمالية خمسة مليارات دولار. وفي ال17 من أغسطس 2013، أمر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بإرسال ثلاثة مستشفيات ميدانية بكامل أطقمها إلى مصر. وفي ال20 من أغسطس 2013، أرسلت السعودية مساعدات عاجلة بقيمة عشرة ملايين دولار إلى السودان لإغاثة متضرري الفيضانات والسيول التي ضربت عددا من المناطق السودانية. ووافق العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في الأول من سبتمبر (أيلول) 2013، على إطلاق برنامج لدعم صمود المدن الفلسطينية، واعتماد ميزانية تقديرية قيمتها 200 مليون دولار للبرنامج الذي يحمل اسم «برنامج خادم الحرمين الشريفين لدعم صمود المدن الفلسطينية». المملكة تعتذر عن مقعدها في مجلس الأمن 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2013 انتخاب السعودية لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى لعامي 2014 - 2015، وفي اليوم التالي أعلنت المملكة اعتذارها عن قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن حتى يجري إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. انتهاء أكبر حملة لتصحيح أوضاع العمالة في السعودية 2 نوفمبر 2013 أعلن اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية أن مهلة تصحيح أوضاع العاملين المخالفين لنظام العمل والإقامة، التي حددت لأكثر من سبعة أشهر انتهت في 2 نوفمبر 2013، أعقبتها حملة أمنية ميدانية شاملة في أنحاء المملكة كافة، في إطار استراتيجية شاملة، تهدف إلى تصحيح الوضع الراهن لمخالفات نظامي الإقامة والعمل والقضاء عليها.