الامتنان هو أفضل هدية يمكن أن تقدميها لنفسك، أو لأسرتك، أو لأصدقائك. وبالتأكيد، الحب، والتسامح والدعم كلها صفات يمكنها أن تعمل على تحسين حياتك، لكن أن يكون لديكِ شعور بالامتنان يمكن أن يغير كل شيء. فبسهولة شديدة، من خلال النظر حولك، والعثور على النِعم، الهبات والهدايا التي حصلت عليها خلال اليوم، يمكن أن تتغير طريقة تفكيرك وحياتك من السلبية والاكتئاب إلى التفاؤل والأمل. وبالتالي، يمكن أن يؤثر الامتنان تأثيراً إيجابياً على صحتك وجمالك الطبيعي. فكم مرة في اليوم الواحد، يقوم شخص ما بفعل شيء من أجلك، يستحق أن تشكريه عليه ببعض الكلمات اليسيرة؟ ابدئي اليوم وانتبهي لما يدور حولك، وستشعرين بالدهشة والسعادة حيال عدد المرات التي ستشعرين خلالها بالامتنان. ليس بالضرورة أن تكون الأشياء التي ستشعرين حيالها بالامتنان أشياء أو أفعال كبيرة، ربما تكون أفعال صغيرة و يسيرة، من تلك الأفعال العادية التي تتخلل حياتنا اليومية. كل ما عليكِ هو الابتسام في وجه من حولك، تبادل الضحكات معهم، إلقاء نظرة فاحصة على الأشياء الصغيرة الموجودة في حياتك والتي تجعلك سعيدة، واقتربي من الآخرين وبداخلك شعور بالامتنان، فهذا قد يضفي عليكِ شعوراً بالسعادة. أو على أقل تقدير، لن تضرك المحاولة. حاولي اليوم ولفترة قصيرة، أن تضعي شعورك بالامتنان قيد التنفيذ. انظري إلى عين الشخص الذي تشعرين حياله بالامتنان مباشرة، ربما تكون مصففة شعر في أحد المشاغل النسائية، أو زميلتك في العمل أو معلمتك بالمدرسة أو حتى الخادمة في المنزل، وبسهولة قولي لهذا الشخص: شكراً لك. ليس بالضرورة أن يكون هناك سبب لذلك. ولكن، شكراً لأنك أنت، أو شكراً لأنك في حياتي. مجرد كلمات شكر يسيرة وعادية. شكر الله قال الحسن البصري: "أكثروا من ذكر النعم، فإن ذكرها شكر، وقد أمر الله نبيه أن يحدث بنعمة ربه فقال: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)[الضحى:11]، والله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، فإن ذلك شكرها بلسان الحال. يقول مايستر إيكهارت (أحد أحبار أو قساوسة النصارى) في حديثه عن الامتنان: "إذا اقتصرت صلواتك طوال حياتك على الشكر، فإنها كافية". وقد أمضى الأخ ديفيد شتايندل – راست ومؤسسته Gratefulness.org حياتهم في تعليم الناس فوائد الامتنان، وكيف يمكننا أن نتعافى ونصبح أشخاصاً أفضل عن طريق تقديم الامتنان والشكر لأنفسنا ولمن حولنا. ويقول تيكومسيه رئيس وزعيم قبائل الشاوني الهندية: "عندما تستيقظ كل صباح، عبر عن امتنانك وشكرك، إذا لم يكن لديك أي أسباب لتقديم الشكر، فالخطأ يرجع لك". ومن أسهل الطرق لكسب عادة الشعور بالامتنان والشكر، أن تقومي بعمل مذكرة للشكر والامتنان. قبل أن تنامي كل ليلة، اكتبي فيها خمسة أشياء شعرتِ بالامتنان حيالها خلال اليوم. قومي بذلك كل يوم، على الأقل لمدة 21 يوماً (الفترة الزمنية اللازمة للتعود على شيء ما ليصبح عادة لك). ابدئي اليوم، واكتبي في دفتر الامتنان، لماذا تشعرين بالامتنان. وكرري هذا الأمر كل يوم. وسرعان ما ستلاحظين كل الأشياء الجيدة والرائعة التي تحيط بكِ. وكلما زادت قدرتك على الملاحظة، كلما اكتشفت أشياء أكثر. تقول سارة بان في كتابها الجميل Simple Abundance " : بسهولة لن تكون نفس الشخص بعد شهرين من الآن، بعد أن تُقدم كل يوم الشكر، وتعرب عن الامتنان للكثير من الأشياء الموجودة في حياتك". وأولاً وأخيراً لا تنسي أن تشكري الله على نعمه لكِ. فهو صاحب الفضل الأول في كل من وما حولك من أشخاص ونعم تجعل حياتك أفضل.