محاصرو المحكمة يطلبون من مرسي الإذن بالقبض على أعضائها.. ووزير الأوقاف يتهم المعارضين بمحاربة الإسلامالقاهرة - 'القدس العربي' كل ما أراه من أحداث أمامي يزيدني يقينا، بأن مصر هي أمي في طريقها إلى حرب الشوارع ووقوفها على أعتاب حرب أهلية، بين الإخوان المسلمين والسلفيين من جهة، وبين باقي كل قوى الشعب، ويزيد يقيني ايضا بأن النتيجة ظاهرة من الآن، وهي أن الإخوان والسلفيين سوف يتلقون ضربة لا نتمناها لهم وأنهم قد فرضوا على باقي الشعب، خيارين، أما الركوع والسجود لهم والقبول بديكتاتوريتهم الدينية، واما استخدام الاسلوب الذي يفهمونه وهو العنف، وقلنا ومازلنا نقول انه لا مخرج حقيقياً للأزمة التي وضع الإخوان أنفسهم فيها إلا بقيام جناح منهم بعزل المرشد العام وكل التيارات المنتمية لسيد قطب وعزلهم من الحزب ايضا، وتولي المعتدلين القيادة، واعتزال الرئيس مرسي العمل السياسي، وفك تحالفاتهم مع الجماعات الإسلامية والسلفية، والعودة الى تحالفاتهم السابقة مع قوى وأحزاب مدنية، وهذا هو المخرج الوحيد في رأيي، وبغيره، لن تشهد مصر هدوءاً حتى لو تم تجميد الأزمة الحالية أو ايجاد مخرج مؤقت لها، لأن الثقة انتهت، وخصومهم وصلوا الى درجة اليقين، بأن الرد عليهم بالأسلوب الذي يفهمونه هو الأفضل لمصر، ولذلك لا قيمة بالمرة بادخال البلاد في دوامة الدستور والاستفتاء عليه، ولا المعركة مع المحكمة الدستورية، والصراخ الذي أطلقه الإخوان والسلفيون المحاصرون لها، وهو يا مرسي ادينا إشارة ونجبهملك في شيكارة، وكأن اعضاءها حبات أرز أو قمح سيتم تعبئتهم في شوال وإرساله هدية الى رئيس الجمهورية. ولن تنفع المحاولات المؤسفة التي يقوم بها نائب الرئيس المستشار محمود مكي، لإشاعة الانقسام بين القضاة بالقول ان الرئيس وعده بعدم المساس بهم، وأن الإعلان الدستوري سيسقط بعد أيام عند إقرار الدستور في الاستفتاء، بدلا من ان يقدم استقالته هو وأخوه وزير العدل أحمد مكي، وجاءه رد عنيف من القضاة بالإعلان عن رفض الإشراف على الاستفتاء وبيان عنيف آخر من المحكمة الدستورية، وإعلان جبهة الانقاذ الاستمرار في اعتصامها بميدان التحرير، وأنها لن تتوقف إلا بإسقاط الإعلان الدستوري ورفض الدستور والاستفتاء، وإعلان شباب الأحزاب انهم يقومون اليوم - الثلاثاء - بأداء صلاة العصر في مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر ثم الاتجاه للتظاهر أمام قصر الاتحادية. كما ان الصحف المستقلة لن تصدر اليوم احتجاجا وغدا ستسود القنوات الخاصة شاشاتها حزنا على ما أصاب أمهم مصر على أيدي الإخوان والسلفيين، ونشرت 'الوطن' وفضائيات صور الاتوبيسات التي نقلت الذين تجمعوا أمام تمثال نهضة مصر يوم السبت من مختلف المحافظات، من سوهاج والمنيا والأقصر وشمال سيناء والإسماعيلية والسويس والبحيرة ودمياط وسيارة مع عدد من نقلتهم وأرقامها، وسقوط شجرة اثناء مليونية الشرعية والشريعة ومقتل إخواني هو المسكين شعبان جمعة جاء من أبو المطامير بمحافظة البحيرة ووصفته صحيفة 'الحرية والعدالة' بأنه شهيد وجرح خمسة عشر، واقترح على أسرهم رفع دعاوى قضائية ضد جماعة الإخوان ومشايخ السلفيين، بتهمة التسبب في قتله وإصابتهم. والله الموفق والمستعان: الخطوة العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الأمامية ونبدأ بما كادت الأحداث والتطورات المتلاحقة أن تنسينا عرضه، وهو كتاب محيي الدين الخطيب، عليه رحمة ربك، الخطوة العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الأمامية الأثني عشرية، وكنا قد عرضنا لمقدمه صديقنا والمفكر الإسلامي الكبير وعضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الأزهر التي وزعت الكتاب مع عددها، وبقي ما كتبه محيي الخطيب وما جاء في الكتاب: 'أما ما كتبه محيي الدين الخطيب - تحت عنوان - الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الأمامية الاثنى عشرية، من ص19- 33، فكان حسبما وقع في دار الفتح بجزيرة الروضة تجاه الفسطاط في يوم الاثنين العاشر من صفر سنة 13730هجرية كتاب - مختصر التحفة الاثني عشرية، لشاه عبدالعزيز غلام حكيم الدهلوي طبعة المكتبة السلفية بالقاهرة ثم قام هو بالكتابة حتى ص 51، ومن 51- 78 كتب تعليقاً عنوانه من التشيع إلى الشيوعية، عام 1962، ومن ص79 إلى 85، ملخص لما جاء في الكتاب بقلم الشيخ محمد نصيف من علماء جده وهو الذي قام بنشر الكتاب عن المكتبة السلفية بالقاهرة. والكتاب بهذا التقسيم والترتيب والمقدمة مربك، لكن الذي يلفت الانتباه أن محيي الدين الخطيب من الذين شاركوا في الثورة العربية الكبرى اثناء الحرب العالمية الأولى ضد دولة الخلافة العثمانية، انطلاقا من إيمان بالعروبة، ولذلك، يتعجب المرء، كيف لمثله ينقلب هذا الانقلاب المذهبي ليفرق بين المسلمين العرب، السنة والشيعة، الذين تجمعهم قومية واحدة وهدف تحقيق الوحدة، خاصة أن فيصل الأول تولى حكم العراق، وأخوه الأمير عبدالله إمارة شرق الأردن، وكان هناك اتجاه لوحده بين البلدين، والعراق أغلبية العرب شيعة، وهم الذين بدأوا ثورة سنة 1920 ضد الاحتلال البريطاني، ثم شاركهم السنة، وما لم يناقشه صديقنا الدكتور عمارة هو سبب انقلاب محيي الدين من قومي عربي إلى طائفي بهذا الشكل يضرب وحدة العرب، وهل لذلك علاقة بالعلماء الوهابيين في السعودية؟ أخطاء بالجملة في كتاب محيي الدين الخطيب وحتى ما كتبه ضد الشيعة الاثني عشرية أو الجعفرية تناقض فيه مع نفسه: إذ قال ص22: 'والمفصل بن عمر الذي وصفه جعفر الصادق بأنه كافر ومشرك وعده قدماء الشيعة من الغلاة، ثم جاء شيعة عصرنا ينافحون عنه ويعتذرون له بأن ما كان يعده قدماؤهم غلوا أصبح اليوم من ضروريات التشيع في شكله الحاضر - انظر كتابهم، تنفيح المقال، للمامقاني - وهذا اعتراف علمي في أهم كتبهم في الجرح والتعديل، بأنهم الآن، كلهم غلاة كما كان المفضل بن عمر الذي وصفه جعفر الصادق بالكفر والإشراك، وإعلان منهم بأن المذهب الشيعي استقر الآن على ذلك الغلو، وكل ما كان يعد في السابق غلوا فهو اليوم من ضروريات المذهب'. ومعنى كلامه أن الشيعة الاثني عشرية أو الجعفرية تركوا أمامهم جعفر الصادق إلى غيره، وهو غير صحيح بالمرة وأراد أن يلصق بهم تهمة الشرك والغلو استنادا إلى بعض المتطرفين، وناسياً أنه مثلما نعاني نحن أهل السنة من أصحاب البدع والتطرف والغلو، فان الشيعة لديهم نفس المشاكل، وهناك صراعات كثيرة، ويحضرني هنا كتاب أبرز أساتذة الاجتماع العراقيين والعرب، وهو المرحوم الدكتور علي الوردي، وهو من الشيعة، وقد أرادوا قتله وتسور بعض المتطرفين، سور منزله، بسبب كتابه - وعاظ السلاطين، وقد أهداني نسخة فريدة منه، وللأسف فقدتها لأن صديقنا وزميلنا والناقد الكبير الراحل رجاء النقاش استعارها مني لقراءته وإعادته، ثم أبلغني أن صاحب دار للنشر المرحوم عبدالوهاب الكيالي - وهو فلسطين بعثي - سيعيد إصداره ويعيد النسخة إليَّ، ولكنه لم يعدها، كما أن للدكتور الوردي كتابا من عدة أجزاء عن التاريخ الاجتماعي للعراق، وهو تحفة علمية لمن يريد معرفة تاريخ العراق وأصحاب مذاهبه، وعن الخرافات المتفشية، كما ان هناك كتابا مهماً آخر صدر عام 1954 عن المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف، عنوانه، محاورة الإمام المصلح كاشف الغطاء الشيخ محمد الحسين مع السفيرين البريطاني والأمريكي في بغداد، بمناسبة زيارتهما له في النجف عام 1953، وهو كتاب ممتع، وفيه الكثير من الانتقادات لبعض الممارسات في الأوساط الشيعية من الشيخ محمد الحسين، واكتفى بذلك، لأن المهم انه بينما نعاني نحن أهل السنة من مثل هذه العناصر المتطرفة والجاهلة، يعاني منها الشيعة وإلا فعلى أي اساس قامت في مصر الملكية وبعد ثورة يوليو 1952 جمعيات التعريب بين المذاهب. وعلى أساس اعترف الأزهر بالمذهب الجعفري وتدريسه وأقر جواز التعبد عليه وعلى المذهبين الشيعيين؟ الزيدي والأباضي؟ مهاجمة تبني الازهر فكرة التغريب وقد هاجم محيي الدين الخطيب دعوة التغريب، بقوله ص34: 'كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن هذه الدعوة ثم تطور التأثر به وبها حتى بلغ الأزهر وهو أشهر وأضخم معهد ديني لأهل السنة المنتسبين إلى المذاهب الفقهية الأربعة، فتبنى الأزهر فكرة التغريب هذه بأوسع من نطاقه الذي التزمه بلا انقطاع من أيام صلاح الدين الأيوبي إلى الآن، فخرج عن ذلك النطاق إلى رغبته في التعرف إلى المذاهب الأخرى وفي طليعتها مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ولا يزال الأزهر حتى هذه الساعة في بداية هذا الطريق، لذلك كان هذا الموضوع الخطير جديرا بالبحث والدراسة والعرض من كل مسلم له إلمام به ووقوف على ما يلابسه وما يؤدي إليه من عوارض ونتائج'. هذا، ولم تكتف مجلة الأزهر بذلك، وإنما في عددها في الشهر التالي - محرم - نوفمبر - كان كتابها الموزع معه - عن الأزهر والشيعة، بأقلام عدد من العلماء ودراسة وتقديم صديقنا والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة، وسنتعرض له ان شاء الله، كلما سمحت مساحة التقرير، ولن نترك هذه القضية التي تعلن الحرب على القومية العربية وسعي شعوبنا لتحقيق وحدتها لتكون فوق المذاهب والأديان، وضرورة إفشال هذا المخطط الذي يقوده منذ سنوات الشيخ يوسف القرضاوي لبناء هلال سني وسلمه العرب الشيعة وتسليمهم لإيران المرحبة بذلك وفرحة أمريكا وإسرائيل بهكذا انجاز. وزير الاوقاف يطالب باعطاء الاخوان فرصة ليقوموا بنهضة مصر على أسس إسلامية وإلى المعارك والردود، ويبدأها اليوم وزير الأوقاف الإخواني الدكتور الشيخ طلعت عفيفي، وعضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر - ونائب رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي وهو عضو مجمع البحوث الإسلامية والذي أخذ الجمعية من حيادها إلى أن تكون احدى منظمات الإخوان، وزير الأوقاف نشرت له 'أخبار اليوم' يوم السبت قبل الماضي، حديثا أجراه معه زميلانا أحمد مراد وعمرو شكر، قال فيه كاشفاً عن توجهه السياسي: 'الإخوان والسلفيون مصريون ووطنيون وقد اختيروا بواسطة الشعب في انتخابات حرة نزيهة شهد لها العالم أجمع سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، فلماذا إذن هذا التخوف؟! ولماذا لا نعطي الفرصة لهؤلاء الناس - ليقودوا البلد ويقوموا بنهضتها على أسس إسلامية تنبثق من شريعة الله سبحانه وتعالى فإن فشلوا فنحن في حل من أن نتواصل معهم وإن نجحوا فهو انجاح لهم ولنا معاً، لقد جربنا العلمانية وجربنا الشيوعية وجربنا الشرق والغرب، فلم نجد إلا الفقر والمرض والجهل، فدعونا نجرب الإسلام ودعونا نتعامل مع شرع الله سبحانه وتعالى ولن نجد في هؤلاء إلا الأيدي النظيفة ولن نجد في هؤلاء من يسرق البلد ومن يبيعها، فلا بد أن نمنحهم الفرصة وأن نهيأ الأجواء لنجاح هذه التجربة مع العلم أن أي محاولة لتعويقها أو تعطيلها تدل على أن من يقوم بذلك لا يريد خيرا لهذا البلد وإنما يحاول التشويه والتشويش لذاته ولأنه لا يريد الإسلام أصلا'. ويظهر تناقضه هنا بقوله عن حكم الإخوان والسلفيين انهم ان فشلوا لا نتواصل معهم، ثم يعود ويصف تجربتهم بأنها تطبيق للإسلام - فجرب الإسلام - وحكم عليهم قبل تجربتهم بأنهم اصحاب الأيدي النظيفة، ومن يعارضهم لا يريد الإسلام، بالإضافة الى انه حكم على ما سبق من الأنظمة بمحاربة الإسلام. وزير الاوقاف بين الجالس بالمقطم ومشايخ الشيخ ونيس أما زميلنا وكاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي فقد سخر منه قائلا يوم الأحد قبل الماضي: 'لأن الرئيس الشيخ - أعانه الله على رذالتنا وقلة أدبنا - مشغول بخطبة الجمعة كل أسبوع وهل ستكون الخطبة في مسجد مشايخ مولانا الجالس في المقطم ولا مسجد مشايخ الشيخ ونيس؟! وهل ستكون الخطبة عن عذاب القبر والثعبان الأقرع؟ وعن الشعب الصايع اللي قاعد على القهاوي متلقح زي العمل الردي وبيطفع شيشة البعيد، اللهي تقف في زوره والسر الإلهي يطلع؟ ولا عن المتظاهرين إخوان الشياطين ربنا يحرقهم بجاز، ولأن مولانا المرشد رضي الله عنه وأرضاه مشغول باستكمال عملية عاصفة العمة للاستيلاء على بقايا الوطن الشارد وتوزيع جتته والفشة والكوارع على أصحاب العمائم والدقون وكل من باس ايد مولانا وخد ختم الخلافة على قفاه ولأن الحاج رئيس الوزراء - اللي ماشي بنور الله - مشغول لعملية أبو عزة بغزة لتحرير إمارة حماس المستقلة ومد الراجل العفش نيتنياهو على رجله عشان يتعلم الأدب كان لابد أن تحدث المذبحة وتتناثر أشلاء المستقبل فوق قضبان السكك الحديدية التي كتبت عليها حكومة المشايخ عربات تكريم الإنسان وأركب يا ابن آدم السكة الحديد، واشتري كفن جديد، تحت رعاية السيد الرئيس الشيخ يطول عمره ويزهزه عصره وينصره على مين يعاديه، هاي هيه، يسقط الشهداء غدرا في سيناء وتضيع الأرض التي يرويها مشايخ المجاهدين الذين أفرج عنهم الرئيس الشيخ بالدم والمهانة، لا يهم، أحسن ما يزرعوا فيها بانجو وحشيش'. عبدالناصر الذي قتل الديمقراطية هو قدوة حمدين صباحي وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها يوم الاثنين مع المعلق الرياضي علاء صادق وقوله في بروازه اليومي بجريدة 'الصباح' أربعون كلمة تكفي: 'الغى جمال عبدالناصر كل جوانب الديمقراطية في عهده، وظل رئيساً سبعة عشر عاما بلا انتخابات، وسجن كل معارضيه، وأعدم عشرات الآلاف، ولكنه ظل قدوة لحمدين صباحي، وأعاد الرئيس المنتخب مرسي الديمقراطية للجميع، للمعارضة والتظاهر، لكن صباحي يتهمه بالديكتاتورية، الغرض مرض'. لا حول ولا قوة إلا بالله، العلي العظيم، إعدام عشرات الآلاف، على طريقة، ما تعدش ورايا، العدد في الليمون، المشكلة انه ليس خفيف ظل بحيث يمكن ابتلاع كلامه واقترح على الجريدة ان تخصص له كلمتين فقط، على طريقة البرنامج الإذاعي الشهير كلمتين وبس الذي كان يقدمه الفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس ويكتبه له زميلنا وصديقنا الراحل والكاتب الكبير وخفيف الظل أيضاً أحمد بهجت، لكن مشكلة علاء أنه لم يعد هناك منصب خالي يجامله به الرئيس مقابل ما يكتبه يومياً. أما إسماعيل يس في نفس الصفحة فقال في بابه ربع كلمة، معوضا ثقل ظل علاء: 'كيف تتهم آخرين، بقلب نظم الحكم والإخوان المسلمون ذات أنفسهم في قلب نظام الحكم'. ويوم الخميس واصل إسماعيل يسن هجومه على الرئيس بقوله: 'تظاهر، د. مرسي يوم تنصيبه رئيساً لمصر باعتناقه الديمقراطية، أما الآن وبعد إعلانه الدستوري اصبح يستحق عقوبة المرتد'. لا داعي للاستفتاء لأنه سيكلف الدولة عشرات الملايين أما في 'أخبار' نفس اليوم، فخاض زميلنا عبدالقادر محمد على معركة أخرى في بروازه - صباح النعناع، بقوله: 'رداً على الأصوات التي دعت إلى إجراءات استفتاء شعبي على الإعلان الدستوري الذي وضع مصر كلها على صفيح ساخن أقول لا داعي للاستفتاء لأنه سيكلف الدولة عشرات الملايين في هذه الظروف الصعبة، الاستفتاء تم على حساب الشعب في ميدان التحرير أمس وقالت الأغلبية الكاسحة 'لا' بأعلى صوتها لا لتحصين قرارات الرئيس لا لسحب اختصاصات المحكمة الدستورية لا لإسقاط هيبة القضاء للانفراد بالسلطة ولا يبقى الآن سوى أن يستجيب الرئيس لصوت الشعب ويصدق على نتائج استفتاء التحرير'. لماذا يقدم الاخوان حسن البنا على الرسول؟ وإلى معارك الإخوان المسلمين، ونبدأ مع القيادي الإخواني السابق والباحث المتعمق والمحامي البارز والكاتب خفيف الظل ثروت الخرباوي، الذي أنبأنا يوم الثلاثاء، مشكورا، مأجورا على حسن صنيعه رغم اننا نعرفه جيدا، بمعلومات عن الإخوان الآن، وتقديمهم حسن البنا على رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، بقوله يوم الثلاثاء في مقال نشرته له 'الدستور' قال فيه: 'هل يحب الإخوان الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ الإجابة لن تكون صادمة بطبيعة الحال، نعم الإخوان يحبون الرسول، كل مسلم علماني أو إسلامي أو ليبرالي أو ناصري أو قومي يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإلا لماذا هو مسلم إذا لم يحب صاحب الرسالة؟! وهنا يأتي دور لشق الثاني من السؤال: هل يجوز لأحد أن يضع بشراً في مكانة عالية تصل الى مكانة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، هل يكتمل إيمان مسلم يحب أحدا قدر حبه للرسول؟ فما بالك إذا ساوينا آخر مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المحبة والاتباع؟!، ورغم ان مسألة تقديس الإخوان لحسن البنا ووضعه في مرتبة الأنبياء ووصفه بالربانية تحتاج الى بحث تفصيلي إلا أن هذا التقديس بات ظاهرا للجميع ويدل على خلل في مشاعر جماعة الإخوان الإيمانية، ولا أظننا سنجد كاتباً إخوانياً يستعرض فكرة إسلامية إلا وقال: قال البنا، قبل أن يقول، قال الرسول! ولن تسمع خاطرة إيمانية من إخواني قديم إلا وجدته يذكر قصة علينا يستدعي من خلالها دموع السامعين وكأن حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نعم لكنها تشرك حسن البنا في محبته وتضعهما على قدم المساواة، تقدس المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولكنها تتحدث عن قصة تأبير النخيل وأنتم أعلم بشئون دنياكم وقصة عيسى وتولى وأسرى بدر للاستدلال بهذه القصص الواردة في السيرة عن بشرية الرسول ثم يوجهون وجوههم للجهة الأخرى جهة تقديسهم لمرشدهم الأول وهم يحدثوننا عن ربانية 'الإمام الشهيد' حسن البنا الذي لم يقع في خطأ في حياته!!'. البنا أخطأ؟ لا، لا، حاشا للهو وكلا، فإذا كانوا هم لا يخطئون لأنهم ملائكة ومنهم أنبياء كما وصفوا أنفسهم عرفنا ان منهم سيدنا موسى وسيدنا يوسف - عليما السلام، ومنهم خلفاء راشدون، مثل أبو بكر وعمر بن الخطاب، كما يصفون أنفسهم، علنا وكتابة، دون أن يستحون، ويوافقون ولا يقولون كلاما، مثل العفو، العفو، مش للدرجة دي، ويغمز للقائل بأن واصل هداك الله. أين حرية الفكر وأين التعددية يا اخوان؟! هؤلاء الإخوان ملائكة لهم أجنحة يحلفون في السماء، ويهبطون في بعض الأوقات على الأرض ليستريحوا في مكتب الإرشاد أو مقرات حزبهم، ليدافعوا عنها وهم مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو التشبيه الذي استخدمه في نفس اليوم عضو مكتب الإرشاد ومؤرخ الجماعة جمعة أمين عبدالعزيز، بقوله في 'الحرية والعدالة؟ عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه من مكة الى المدينة - ودخولهما غار حراء ومطاردة مشركي قريش لهم: 'لما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسيج العنكبوت فقالوا لو دخل هاهنا لم يكن نسيج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاثاً، أليس هذا نفس الفكر الذي يحمله أهل الباطل في زماننا هذا؟ فأين التعامل مع الآخر؟ وأين حرية الفكر وأين التعددية؟! لا فلنعلم من هذه المقدمة من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يفكر أهل الباطل فيما يفعلونه مع مخالفيهم السجن أو القتل أو الإخراج من الأرض والبغي، أليس هذا هو عين ما يفعله ويفكر فيه الكارهون للإسلام ومشروعه ويخططون لتنفيذه هم ومن سار على دربهم؟ وما يحدث بالأمس القريب أكبر دليل على صدق ما نقول وهيهات أن يقفوا أغراضهم لأن مكر أولئك هو يبور وما حدث بفضل الله، الله، وما أشبه الليلة بالبارحة فلن يخلو زمان ولا مكان من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه تتمثل فيهم الفروسية والرجولة والتضحية كعلي بن أبي طالب، ويا حسرة على هؤلاء الذين حرقوا وهدموا مقار الإخوان نقول لهم لا يزيدهم ذلك إلا إيمانا وتسليماً و'الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل' 'آل عمران'. وستنتصر الدعوة وتعلو كلمة الله مهما مكر الماكرون، فالنصر قادم قادم لا محالة في الدنيا قبل الآخرة 'ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم' 'الروم'. 'الحرية والعدالة' تطالب الرئيس أن يتشدد ولا يتراجع وأخيراً، إلى بعض من المعارك الدائرة كرد فعل للإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس وسأخصصه كله لمجاملة الإخوان المسلمين، لعل وعسى ان ينالنا منهم خيرا باعتبارنا من المؤلفة قلوبهم فيكون لنا سهم من خمس الغنائم التي يغنمونها الآن، أو يعتبروننا من المحتاجين، واليتامى خاصة أن أبي وأمي متوفيان فعلا، ففي 'الحرية والعدالة' يوم الأحد صرخ الإخواني والاستاذ بجامعة قناة السويس، الدكتور سعيد سلامة مطمئنا زملائه في الجماعة حتى لا يتسلل الرعب إليهم مما يحدث ضدهم، فقال مطالباً الرئيس أن يتشدد ولا يتراجع: 'الذي يحدث الآن على أرض مصر لا تحسبوه شراً فهو خير وقد كشف النقاب عن مدعي الوطنية ليسقطوا جميعاً من أعين الناس، إن تراجع الدكتور مرسي - لا قدر الله - قراراته فلن يتمكن بعد اليوم من اتخاذ أي قرار وسنعود إلى نقطة الصفر وليستولى اللصوص على مقدرات البلاد. إن تراجع الدكتور مرسي - لا قدر الله - عن قراراته سينفض الناس من حوله وسيفقد جماهيريته ولن يقوم لحزبه قائمة وسيكون تراجعه نكسة سياسية لم يشهد التاريخ مثلها، إن تراجع الدكتور مرسي - لا قدر الله - سينصرف شعب مصر إلى اللا مبالاة وسيعود إلى غيبوبته السياسية، كفاك أيها الرئيس تدليلا لرسل الذل والمهانة فهم لن يرضوا عنك حتى تتبع أهواءهم وكلما علا صراخ المرتزقة فأعلم انك على الحق وحسبك الحق سبحانه وتعالى'. النسب المئوية من المعارضين من أهل الذمة والأقباط أما الإخواني الآخر واستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور عادل فهمي، فقد أمسك بالآلة الحاسبة وأخذ يحسب النسب المئوية من المعارضين من أهل الذمة والأقباط وأصحاب المصالح والاتجاهات السياسية وجمعهم فكانت حصيلة الجمع أربعون في المائة، وهي نسبة لا تخيف، قال: 'لا لهؤلاء الخائفين أقول: اطمئنوا لا تخافوا: لكن هل لا يوجد أي خوف أو قلق على نجاح الرئيس؟ نعم هناك شيء من الخوف والقلق الصحي الدافع للإنجاز، لكن يجب ألا يقيدنا الخوف، أيها الانصار المتحمسون: لو نظرتم الى من يهاجم الرئيس بموضوعية وواقعية فستجدون التالي: أولا - إن الذين يهاجمون الرئيس على ارتفاع أصواتهم هم القلة وليسوا الكثرة، هم القلة النافذة في الإعلام التي يمكنها ان تكتب وتقرأ ولديها فائض الوقت لتمضيه في مواقع التواصل الاجتماعي وقد لا يكون لها صلة بالواقع اليومي للشعب المصري كم نسبتهم تقريبا؟ 'ممكن يكونوا في حدود 10' مثلا مع أنها نسبة كبيرة، ليكن! ثانيا - نسبة أصحاب المصالح والمتهمين أو مترقبي تهم الفساد الكبير والصغير في الوزارات وفي البرلمانات والجيش والشرطة ورجال الأعمال الذين يسوؤهم نجاح الدكتور مرسي، كم نسبتهم على أقصى تقدير خمسة عشرة في المائة ليكون. ثالثا - نسبة مهاجمي الرئيس من الليبراليين واليساريين والقوميين الذين هم خصوم تقليديون ومعارضة على طول التاريخ للرئيس ومرجعيته، كما نسبة هؤلاء ممكن تكون خمسة في المائة ليكن! رابعا - نسبة مهاجمي الرئيس من قطاع مصري لم تهدأ هواجسه بعد متخوف دائما من حكم الإسلاميين وهم إخواننا الأقباط كم نسبتهم لا أدري بالضبط ضعها أنت أيها القارىء لكنها لن تزيد على عشرة في المائة مثلا، ليكن! يكون لدينا معارضة واضحة ومحددة تصل الى نسبة أربعون في المائة من مجموع الشعب المصري وليس فقط من يظهرون في الإعلام وعلى المواقع، إذن لو حصل الرئيس على تأييد ستين في المائة من الناس خلال ثلاثة أشهر من حكمه يكون هذا أمراً واقعياً وموضوعياً؟! لا بل هو تقدير ممتاز في وضع دولة منهارة مثل مصر! أيها الخائفون على الرئيس، رئيسكم - نحسبه كذلك - لا يخشى في الله لومة لائم، مستمسك بالعروة الوثقى، حريص على ألا يخون الله في شعبه، وألا يظلم أحد في عهده، لم يكن راغباً أصلا في الولاية لأنه يعلم خطرها، يتخفف من حراسه ويعيش بين الناس واثقاً منصرا لله، أم تكونون أنتم أخوف منه عليه؟! وأحرص منه على نفسه؟!'. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، استاذ إعلام هذا، أم صاحب محل خردوات وألف صنف وصنف؟ هذا وقد فوجئت بزميلنا وصديقنا الفنان الموهوب حلمي التوني يلقي فجأة برسم له في نهاية التقرير ويجري، وكان أول امس - في 'التحرير'، عن الرئيس في حجم صغير وأمامه مصر هي أمي - وشمسها في سماري رغم أني ابيض البشرة، في حجم ضخم وهي تبكي لأنه يقول عنها: - ممكن حد يصغرها على مقاسي.