إرشادات المرور وأنظمته تحدد أماكن السير وعبور الطرق، وأن من الخطر عبور الطريق إلا من خلال مناطق عبور المشاة المحددة. لكن كثيراً من الكبار يحلو لهم أن يكسروا القواعد الثابتة أو يرتكبوا الأخطاء والمخالفات أو لا يروق لهم التقيد بتنفيذ القانون. هنا نجد الابن الصغير يتدخل ويقول «لا». وهنا قد تقوم معركة بين الأب والابن، فالكبير يستكبر أن«يعلمه» الصغير بعض القواعد، وما دمنا نحن الكبار مصدر «الحق والواجب» و «الخير والإثم»، ما دمنا نحن الذين نعلم الصغار كيفية التمييز بين الصحيح وغير الصحيح - فكيف يتأتى لنا أن نقبل توجيه الصغير، ونحن ننصح الكبار بأن يعترفوا بالخطأ إذا ارتكبوه لأن هذا يسعد الطفل كثيراً، إنه يقوي في أعماقه القدرة على الضبط الاجتماعي، ويمده بالسعادة لأنه يعرف أننا نحن الكبار لم نعد المصدر الأساسي الذي يتلقى منه التعليمات، لكنه هو أيضاً يستطيع أن يلقي بالتعليمات. إن ضمير الابن ينمو باعترافنا له بالخطأ عندما نخطئ، لأنه يبدو كالقاضي الذي لا يقبل أي مخالفة لقانون الضمير والعالم عنده إما أبيض أو أسود. بالإمكان تعليم وتشجيع الطفل على أساليب توجيه التساؤلات، وتحفيزه على حب المعرفة، والخيال، ولا يمنع إن ظل سلبياً أحياناً أن نسأله: «لماذا لا تسأل؟»، نسأله كيف يحكم على صحة الأشياء أو خطئها؟ وكيف توصل إلى أن هذا الفعل خطأ، أو أنه صواب؟ ، لنجعله ينتقد بعض الأحداث، ونسأله لماذا حدثت، وكيف؟ وإذا قرأ قصة ما ... نسأله عن أحداث القصة، وماذا ممكن أن تعمل لو كنت مكان البطل ؟، وماذا أحببت في القصة؟ ولماذا؟ وماذا كرهت فيها، ولماذا؟. التفكير الناقد الدكتورة عبلة عثمان- أستاذ سيكولوجية الفن بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، تقول:«علينا أن نعلم الأبناء أن من الأخطاء المتداولة في التفكير الناقد الميل إلى الموافقة أو عدمها دون تأمل أو تفكير كاف، فالواجب أن يتعلم ألا يصدر الأحكام قبل توفر المعلومات والأدلة الكافية لديه. وتوضح الدكتورة عبلة عثمان أن الطفل بطبيعته شخص خيالي، وقادر علي تنمية الصور الخيالية دون تناقض، فالطفل يبني معظم ألعابه الإيهامية في الخيال وقد تكون القدرة الخيالية أحد القدرات التي تتوافر لدي المبدعين أيضاً، ولكن يجب أن نتوقف قليلاً قبل أن نطلق صفة الإبداع التي يتمتع بها الكبار علي خيالات الأطفال، ولكني أسوق المقارنة هنا للاستدلال علي أهمية الخيال لدى كل من الطفل والمبتكر، لأن الخيال في حالة الاحتفاظ به لدى الكبار ينمي من تفكيرهم الإبداعي، وهذا هو المقصود بمواصلة الخيال، فربما يكون المبدع قد احتفظ منذ طفولته بنشاط تخيلي، وربما كان تمسكه بممارسة هذا النشاط الإبداعي هو المسؤول عن احتفاظه به على مستوى يمكنه من تناول المشكلات الإبداعية بقدر تحرره من جمود الواقع وتصلبه». تنمية التفكير ... المزيد الاتحاد الاماراتية