شاركت فرقة مسرح جامعة الإمارات في مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي في المملكة المغربية، ويعتبر هذا المهرجان ملتقى الفرق المسرحية الجامعية، التي بلغ عددها 14 فرقة من 10 دول عربية وعالمية، وحصل وفد جامعة الإمارات على جائزة "استحقاق" المهرجان، عن مشاركته بمسرحية "صمت القبور"، التي تكشف حقيقة المشعوذين، والعرافين والإيمان بالسحرة وغيرها من الاعتقادات الخاطئة، والسائدة بين الناس . يتحدث زكريا الشطرات، رئيس وفد جامعة الإمارات ومسؤول النشاط المسرحي بالجامعة عن مشاركتهم في المهرجان، قائلاً: جاءت المشاركة من خلال دعوة وجهتها جامعة عبد الملك السعدي في المملكة المغربية إلى جامعتنا، وتقدمت فرقة مسرح جامعة الإمارات إلى مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي، بمسرحية "صمت القبور" للكاتب الإماراتي الراحل سالم الحتاوي وإخراج حسن يوسف، وكان عدد الفرق المشاركة في المهرجان 14 فرقة من 10 دول عربية وعالمية، منها أمريكا وفرنسا وإسبانيا، ومن الدول العربية تونس والسعودية والجزائر ومصر وليبيا، وكانت جائزة "الاستحقاق" من نصيب فرقة مسرح جامعة الإمارات، وتمنح هذه الجائزة لأفضل عمل فني من بين العروض المسرحية المشاركة . ويضيف: يعد هذا المهرجان فرصة لاختبار المواهب الطلابية في مجال فن التمثيل المسرحي، ومشاركتنا ب "صمت القبور" وهي مسرحية تراجيدية ذات مغزى وهدف، وهي تحد كبير لإبراز إمكانات وقدرات طلابنا المسرحية . وتعالج المسرحية مجموعة من القضايا المجتمعية مثل كشف حقيقة المشعوذين والعرافين والإيمان بالسحرة والاستعانة بالموتى والقبور، حيث تكشف فصول المسرحية حقيقة أحد المشعوذين، الذي كان يخدع الناس ويوهمهم بأنه مسكين، وهو الذي كان يسلب إرادتهم ويذبح أطفالهم ويستولي على أموالهم، شارك في تجسيد أدوار هذه المسرحية ثلاثة طلاب هم ياسر النيادي وإسماعيل الحوسني وعبد الله المناعي، وقام الطالب رامي الرومي بمهمة فني إضاءة والطالب أحمد شاهين مسؤول فني صوت . يوضح مخرج مسرحية صمت القبور حسن يوسف، رؤيته الإخراجية للعمل، قائلاً: هو عمل إنساني، يعبر عن أحد همومنا في المجتمع العربي، وفي رأيي كان يجب أن تتناول المسرحية قضية عربية، لأنها ستعرض في مهرجان عربي، وهذا ما لم يتوقعه جمهور المهرجان، الذي اعتقد أن مشاركتنا ستكون حول إحدى قضايانا المحلية التي تلامس الواقع الإماراتي، وكنت حريصاً على ألا أكون مباشراً في طرحي، علما بأنني استخدمت أسلوباً واقعياً يعبر عن بيئتنا العربية، وكان هدفي الأول أن يفكر الجمهور بما أقدمه على خشبة المسرح، وأن تكون النهاية مفتوحة لكي أتيح للمشاهد مساحة أكبر للتعمق والتفكير . ويضيف: إخراج هذا العمل كان يتطلب جهداً وتدريباً مكثفاً على مدار شهرين، وقبل عرضه في مهرجان طنجة الدولي، شاركنا العمل نفسه في مهرجان المسرج الجامعي في دولة الإمارات، وحصلنا على جائزة أفضل ممثل أول، وجائزة أفضل جهد متميز للمحترفين عن إخراج المسرحية، وكانت هذه الجائزة من نصيبي، وبعدها جاءت مشاركتنا في مهرجان طنجة الدولي، وأتمنى من جميع الجامعات تكثيف مشاركاتها في المهرجانات المحلية والدولية، والاهتمام أكثر بالمسرح الجامعي، كما أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام زيادة دعمها ومساندتها لمشاركات الجامعات في المهرجانات المحلية والدولية، لأن هذه المشاركات تصقل المواهب المسرحية وتمثل الدولة في الخارج . يقول ياسر النيادي، طالب اتصال جماهيري، سعدت كثيراً بمشاركتي في مهرجان طنجة الدولي، ومن قبلها انضمامي للفرقة المسرحية لجامعة الإمارات، وبالنسبة لي كانت هذه التجربة مهمة جداً، لأنني التقيت بفرق مسرحية من دول مختلفة، مما أتاح لي المجال للتعرف إلى أفكار مسرحية جديدة، والاستمتاع بإبداعات الفرق المشاركة، فما أجمل أن يكون هناك شيء مشترك بين جميع الشعوب بغض النظر عن جنسها ولونها وعرقها وهو الفن، الذي جمع الفرق المسرحية الجامعية من 10 دول عربية وعالمية . ويضيف: دوري هو حارس المقبرة الذي يسلب عقول زوار المقبرة بشعوذته، التي لا يكشفها الناس بسهولة بسبب قدرة الحارس على التأثير فيهم، وأجواء الشعوذة التي تسيطر على المكان، وكانت أجواء المسرحية معبرة عن حالة السحر، والشعوذة الموجودة في سياق النص المسرحي، لدرجة أننا كنا نرى تفاعل الجمهور الأجنبي مع أحداث المسرحية، بالرغم من أنها كانت باللغة العربية الفصحى، مما يؤكد أننا استطعنا توصيل رسالة العمل إلى جمهور المهرجان . من جهته يعد إسماعيل الحوسني، طالب في كلية العلوم الإنسانية مشاركته في مهرجان طنجة شرفاً كبيراً له، ويقول: لي الشرف أن أمثل دولة الإمارات وشعبها في هذا المهرجان، وأن يكون هذا التمثيل من خلال فن المسرح الذي أحبه وأعشقه، وأعتقد أن مشاركتنا لاقت إعجاب جمهور المهرجان ولجنة تحكيمه، التي منحتنا جائزة "الاستحقاق"، تقديراً لأدائنا التمثيلي، والجدير بالذكر أننا تلقينا عدة دعوات لإعادة عرض مسرحيتنا في دول مختلفة مشاركة في المهرجان . ويضيف: في رأيي أن أهم ما يميز هذا العمل أن فكرته تتضمن إسقاطات مختلفة تحاكي وقتنا الحاضر، ولهذا اختلف الجمهور في نظرتهم للعمل وتفسيرهم لأحداثه كل حسب منظوره الشخصي وثقافته، وأود هنا أن أتوجه بالشكر لإدارة جامعة الإمارات التي منحتنا هذه الفرصة للمشاركة في مهرجان طنجة الدولي، وإدارة المهرجان وجامعة عبد الملك السعدي الراعي الرئيسي له، والى الشعب المغربي الشقيق للحفاوة التي أحاطونا بها . ويقول الطالب عبد الله المانعي، طالب اتصال جماهيري، كانت نهاية المسرحية مفتوحة، ليجيب المشاهد عن الأسئلة التي أثارها العمل من خلال مشاهده المتنوعة، وتدور أسئلتنا حول حقيقة عالم الشعوذة، ومتناقضات النفس البشرية، وما يخبئه التاريخ من معلومات وحقائق تساعدنا على تفسير ما يدور حولنا من أحداث، والتعامل مع قضايانا من دون الوقوع في شرك الشعوذة والسحر . ويضيف: كانت انطباعات الجمهور إيجابية، مما شجعنا على مواصلة العرض بحماس أكبر لتحقق هدفنا في توصيل فكرتنا إلى جمهور ولجنة تحكيم المهرجان، الذين أشادوا بأدائنا التمثيلي وجو العمل والتأثيرات الضوئية والصوتية التي تميزت بها مشاهد المسرحية، وكان لها فضل كبير في تفاعل المشاهد معنا، وأستطيع أن أقول إن تجربتنا المسرحية تستحق التقدير والدعم المادي والمعنوي، لأنها تصب في مصلحة المشهد الثقافي في دولة الإمارات، ولاشك أنه كلما زاد الاهتمام بالمواهب المسرحية، انعكس ذلك على الحركة الفنية في الدولة .