تشهد حركة المسرح في جامعة الإمارات نشاطاً كبيراً وتطوراً ملحوظاً مقارنة بالأعوام الماضية، بفضل تميز الطلبة الذين يمتلكون موهبة الوقوف على خشبة المسرح، وسعيهم لتطوير النشاط المسرحي في الجامعة، الذي من شأنه أن يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويزيد من جرأتهم في الحياة العامة. وتؤمن إدارة جامعة الإمارات بأهمية المسرح كونه يلعب دوراً محورياً في تسليط الضوء على الواقع الاجتماعي ورغبات الإنسانية. وهذا ما تجلى في تقديم فرقتي المسرح الطلابية بنين وبنات عروضاً على مسرح جامعة الإمارات "أحلام سنة رابعة" و"صمت القبور"، اللتين سبق تقديمهما في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي وحضرهما جمهور غفير من الطلبة، الذين دفعهم فضولهم لرؤية نوع من العمل المسرحي يقدم حياً أمامهم للمرة الأولى. منى الحمودي (العين) - شكل العرضان شهادة تؤكد مدى تميز المواهب الشابة في الجامعة بشكل خاص والدولة بشكل عام على تقديم أعمال مسرحية ذات محتوى قيم. ويسعى معظم المشاركين في الفرق المسرحية من طلاب وطالبات لحضور مختلف ورش العمل المتخصصة بتغطية مراحل الإنتاج المسرحي كافة، في محاولة منهم لخلق أساس متين للفن المسرحي من المرحلة الجامعية، الذي سوف يمكنهم فيما بعد من خوض مجال المسرح الخارجي بخبرة وقدرة كافيتين. ويؤمن معظم الطلبة بأهمية الأنشطة اللاصفية في الحياة الجامعية التي تكسر روتين الحياة الجامعية وجو الدراسة، ومدى إسهام النشاط اللاصفي في تعزيز مهاراتهم وقدراتهم، كما تساعد في صقل مواهبهم وتنميتها بمختلف الطرق. مسرحية «أحلام سنة رابعة» قدمت المسرحية مشهداً لثلاث طالبات على أبواب التخرج، اتخذن من السكن الداخلي للجامعة مقراً للحديث عن أحلامهن ومشاكلهن وتطلعاتهن للمستقبل.. ففاطمة التي تم فسخ خطوبتها في ليلة عقد قرانها، تحاول أن تنسى معاناتها مع خطيبها السابق في الدراسة، وفي الوقت نفسه تحمل موقفاً للرجل الذي كسرها وجعل منها فتاة يائسة مصدومة من الواقع المرير مع الرجال الذين لا تزال عندهم عقدة عدم السماح للمرأة بالخروج إلى سوق العمل، وأن دراستها سوف تساعدها على تحقيق أحلامها دون هذا الرجل. أما لطيفة فهي منسجمة مع أحلامها وتعيش حالة من الطمأنينة لمستقبلها مع الرجل الذي سوف ترتبط به مستقبلا، وهو ابن عمها الذي اتفقت معه على جميع الأمور الحياتية، وأعلى طموح لها هو أن تعمل في إحدى الوزارات وتعيش حياتها بشكل هادئ، من دون متطلبات كثيرة حتى تُحال إلى التقاعد. أما عائشة، فهي تترقب التخرج بعدما وجدت فيه مسلكاً لتحقيق أحلامها التي تطمح إلى تحقيقها لقريتها الصغيرة التي تفتقر للكثير من الخدمات، وما إن تنتهي دراستها الجامعية تضطر إلى الإقامة في قريتها وتموت أحلامها. ... المزيد