أحمد الحسني اتصل صديقي مرعوباً يخبرني أن مقالي قُرئ في قناة المسيرة. قلت له: وماذا في ذلك؟ - هذا يعني أنك حوثي. - وماذا في ذلك أيضاً؟ قال: الله أمرك بالحج. - سمعاً وطاعة.. ما استطعت إلى ذلك سبيلا. - ولكن حين تُصنَّف حوثياً فإن هذا سيحول مستقبلاً دون حصولك على تأشيرة الحج؟ - لا مشكلة لي أمام ربي إذا امتنعت من الحج، فقد قال (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها) وسأقول له حينها، وهو أعلم: يارب إنك قلت (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا)، ولا ذنب لي إذا صاحبي أو السعوديون يحرفون كتابك ويقرأونها (إنما الحوثيون....) إذا كان قراءة مقالي في قناة المسيرة جريرة، فما هو حال العاملين فيها، هل سيحرمون من الحج والصوم مثلاً؟ وصاحبها.. هل ستضاف الصلاة إلى قائمة الممنوعات عليه، وإن كنت متأكداً أن الفريضة التي لن يُمنع أحد من أدائها هي إيتاء الزكاة، هذه صورة من الإعداد النفسي للحوار الوطني والتهيئة للتعايش بين أبناء اليمن مستقبلاً. الحكومة السعودية حد علمي لم تصدر مرسوماً يمنع الحوثيين من الحج، ولكن هناك من ينصبها نائباً عن الله وينصب نفسه مخوفاً باسمها ومرغباً بثرائها لصالح مشروعه السياسي الخاص، ولكنه بهذه الطريقة ضد السلم الاجتماعي ووحدة نسيجه. الانتماء إلى الحوثيين شرف لا أدعيه، ولا غضاضة لديَّ بالتوصيف الاعتباطي، وإن كان خطأ، ولكن المهم ألاّ تتحول توصيفاتنا الاعتباطية أو الحقيقية إلى جريرة علينا أن نقلق على أنفسنا بسببها، ويتحول انتماؤك إلى المؤتمر أو الإصلاح أو الحوثي أو الاشتراكي أو الحراك أو أي تيار سياسي جريمة مجتمعية في الوقت الذي هي حق دستوري أصيل لكل مواطن. صدقوني، إن تبني المتارس لن يخدم في النهاية أحداً غير المقابر.