كتب "رؤوبين بدهتسور" المحلل السياسي الإسرائيلي بصحيفة "ها آرتس" اليوم مقالاً كشف فيه عن دوافع اغتيال الكيان الصهيوني لقائد كتائب عز الدين القسام "أحمد الجعبري". وبدأ المحلل الإسرائيلي مقاله مؤكداً على أن الأسباب الحقيقية لعملية عامود السحاب التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة غير واضحة حتى الآن، معربا عن دهشته من قرار اغتيال الجعبري الذي اتخذ في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر قبل تنفيذ العملية. وسرد بدهتسور جزءا من تاريخ علاقات الجعبري بالجانب الإسرائيلي، موضحا أنه شارك في العديد من المحادثات التي تمت من أجل التوصل إلى تهدئة، بالإضافة إلى أنه كان عنصرا فعالا في صفقة جلعاد شاليط، وأوضح المحلل الإسرائيلي أن الجعبري قد تورط في مفاوضات كانت تهدف للتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل المدى، مشيراً إلى أن ملامح هذا الاتفاق كانت على وشك الانتهاء قبل عملية اغتياله بساعات قليلة. وعن هذه المباحاثات التي كانت تتم بين الجانبين الإسرائيلي وحماس، قال "بدهتسور": إن الذي شارك فيها نائب وزير خارجية حركة حماس "غازي حمد"، ومن الجانب الإسرائيلي كان "جرشون باسكين" الذي شارك في صفقة جلعاد شاليط، مضيفاً أن هذه المباحثات كانت تتم بموافقة وعلم وزير الدفاع الإسرائيلي "أيهود باراك". وأشار "بدهتسور" في مقاله إلى أن التقارير التي وردت بشأن هذه المحادثات كانت تشير إلى تقدم ملحوظ في هذه المحادثات، وأضاف أنه نظراً لعلم بنيامين نتنياهو وأيهود باراك بمدى أهمية دور الجعبري في تعزيز هذا الاتفاق وإتمامه بشكل دائم، ربما يكون هذا الأمر هو الذى دفعهم إلى تنفيذ عملية اغتياله. وأكد "بدهتسور" أن رجال المخابرات المصرية كانوا شركاء أساسيين في هذه المحادثات التي تمت بين حماس والكيان الصهيوني قبل عملية "عامود السحاب"، حيث كانت لقاءات ممثل حماس بالممثل الإسرائيلي تعقد في القاهرة برعاية المخابرات المصرية. وبيَّنَ المحلل الإسرائيلي في مقاله أن صناع القرار السياسي الإسرائيلي اتخذوا قرار اغتيال الجعبري نظراً لعدم رغبة "إسرائيل" في هذا الوقت للتوصل إلى إتفاق تهدئة طويل المدى، وأنها كانت تفضل الهجوم على حركة حماس بدلاً من التهدئة معها؛ لإظهار ردعها ضد حركة حماس، موضحاً أن اتفاق تهدئة مع حماس حسب رؤية صناع القرار السياسي الإسرائيلي يضر بصورة "إسرائيل" الحازمة، مما دفع الدوائر الأمنية بمكتب نتنياهو وأيهود باراك بأن تقول إن تعزيز الردع الإسرائيلي لن يكون إلا بمقتل الجعبري الذي يسعى لاتفاق تهدئة طويل المدى. وأوضح بدهتسور أن القرار الإسرائيلي الخاص باغتيال الجعبري قد ضرب عصفورين بحجر واحد طبقاً لرؤية صناع القرار الإسرائيلي، فمن ناحية هي قضت على فكرة التوصل إلى تهدئة طويلة المدى، ومن ناحية أخرى تخلصت من رجل قوي نفذ العديد من العمليات ضد الإسرائيليين.