شكل "المسرح في الإمارات" محوراً رئيسيا لفعاليات الندوة الفكرية التي استضافها أمس قصر الثقافة في الشارقة، وشهدت الندوة التي اختتمت فعاليات المؤتمر الفكري الدولي الذي أقيم على هامش فعاليات مهرجان المسرح العربي بالشارقة، طرح العديد من أوراق العمل التي تناولت المسرح في الإمارات من كافة جوانبه، من حيث تاريخه وإنجازاته وأنواعه. ففي الوقت الذي تولى فيه د. عبد الآله عبد القادر تقديم نبذة تاريخية حول المسرح في الإمارات، تمحورت ورقة المغربي د. عبد الرحمن بن زيدان حول تجارب الكتابة المسرحية في الإمارات، فيما تناولت العراقية د. عواطف نعيم في ورقتها مجموعة تجارب لعدد من المخرجين الإماراتيين، وعلى حد سواء قدم السوداني يحيى الحاج ورقة بحثية تحت عنوان "تجارب في التمثيل المسرحي في الإمارات". نقاش غني الندوة الفكرية ، التي رحب خلالها إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح مدير مهرجان المسرح العربي، بالمشاركين فيها ونقل إليهم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأدارها البحريني خليفة العريفي، تضمنت أيضاً نقاشاً غنياً حول تفاصيل المسرح الإماراتي، وأبرز أنواعه، فمن جهته قدم السوداني عز الدين الهلالي مداخلة حول تجربة المسرح المدرسي في الدولة، بينما قدم العراقي محمود أبو العباس ورقة أخرى حول تجربة مسرح الناشئة في الدولة، وفي الوقت نفسه، شكل تاريخ المسرح الجامعي في الدولة وتفاصيله وظروف تطوره وتحولاته محور ورقة العراقي أحمد الماجد، والتي استند فيها على العديد من التجارب الواقعية التي قدمها المسرح الجامعي، من بينها ما قدمته جامعة الإمارات مثل مسرحية "مأساة الدمى" و"سواحل"، وتجربة جامعة الشارقة، والحراك الذي شهده المسرح الجامعي في الفترة ما بين 2002 وحتى 2010، بالإضافة إلى تجارب العديد من رواد المسرح الإماراتي. مسرح الشباب ومن جهته، استعرض ياسر القرقاوي في مداخلته تجربة مسرح الشباب في الإمارات، عبر تجربة مهرجان دبي لمسرح الشباب، حيث عرج فيها على تاريخ المهرجان وتأسيسه وسياساته، والأسباب التي أفضت إلى قيام مهرجان دبي لمسرح الشباب باعتماد مجموعة من الدورات التدريبية والعلمية الخاصة بالمسرح والتي هدفت إلى صقل أداء الشباب المسرحي، وتطرق القرقاوي في حديثه حول انجازات مهرجان دبي للشباب منذ انطلاقته في 2007، ولا تزال مستمرة حتى الآن، حيث عقد دورته السابعة في فبراير الماضي، واستعرض القرقاوي أهم المبادرات الخاصة بهذه الدورة والتي من أهمها إلزام الفرق المسرحية المشاركة لتقديم أعمالها الفنية باللغة العربية الفصحى، والعمل على الارتقاء بالمهرجان من المحلية إلى العالمية، عبر تقديم خدمة الترجمة لرواد المهرجان من العربية إلى الإنجليزية وبالعكس. فعاليات اليوم عرض مسرحية "ريتشارد الثالث" تونس الساعة 8:00 مساءً قصر الثقافة عرض مسرحية "ليلي داخلي" سوريا الساعة 6:00 مساءً معهد الفنون المسرحية 2 عرض مسرحية "الدرس" تونس الساعة 6:15 مساءً جمعية المسرحيين مؤتمر صحافي للكتاب المكرمين في ختام المهرجان الساعة 10 صباحاً فندق سنترو المطار مؤتمر صحافي للفائزين بمسابقة التأليف المسرحي الساعة 12 ظهراً فندق سنترو المطار توصيات تولى الفنان الأردني غنام غنام في ختام المؤتمر تقديم قراءة شاملة للمؤتمر، بالإضافة إلى تلاوة أهم توصياته، ومن بينها ضرورة استفادة التجارب المسرحية المحلية من التنوع الثقافي في الدولة، وضرورة العمل على توثيقها وتعزيز تجارب النقد الخاصة بها، وضرورة التنسيق فيما بينها وعدم اقتصارها على موسم معين، كما أوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة استمرار عقد مثل هذه الندوات على مدار العام وعدم اقتصارها على مناسبات معينة. »80 درجة« .. عزلة المتقاعدين ورتابة حياتهم قدمت فرقة "ثمانية ونص" من لبنان أول من امس عرضها المسرحي "80 درجة"، للمخرجة علية الخالدي، والنص من تأليف الكاتبة رندة الخالدي، وذلك بالقاعة 1 في معهد الشارقة للفنون المسرحية. تتناول المسرحية عالم المتقاعدين، بأسلوب هزلي، من خلال التركيز على قيمة الجسد التي تتضاءل قواه وتشيب مع التقدم في السن، وتبدو الشخصيات الثلاث الكهلة مستلبة في حق الحياة قبيل موتها، وهم (الجنرال المتقاعد احمد)، و(العمة)، و(الزوجة)، حيث تشير المسرحية إلى العزلة التي يعيشها الإنسان المتقدم في السن. الندوة التطبيقية وفي الندوة التطبيقية التي احتضنتها القاعة الكبرى في قصر الثقافة، والتي أدارها عبد الجبار خمران، تحدث الناقد والمخرج المسرحي مهند هادي من العراق عن العرض، حيث قال: "عنوان المسرحية يوحي للمتلقي الى مسائل تتعلق بدرجة الحرارة او المقياس، الا ان المسرحية تكشف عكس ذلك، حيث بدا واضحا ان 80 درجة تعبر عن المراحل العمرية". وذكر بأن العرض يتصدى للرتابة التي تنتج عن التقاعد والحياة الروتينية التي تعيشها الشخصيات، إذ تبدو الشخصيات في مرحلة الكهولة قد استلب منها حق الحياة ولم يبق أمامها سوى حق أخير، الا وهو الموت، وبالمقابل فإن حضور شخصيات أخرى تتمتع بالشباب أسهم في إقصاء المتقاعد من الحياة، ودور (الابنة ليلى) التي رفضت هذيان عمتها التي تستمر في حلمها الأبدي في انتظار العريس، الذي سوف يخطفها على حصان، كما اعتدنا على ذلك في الحكايات، ورغم ذلك فإن العمة لم تزل متمسكة بآخر أحلامها المتمثلة بذلك الحبيب الغائب الذي يأتي في مخيلتها فقط، وباحثة عن جسدها الذي تآكل بمرور السنين. عزلة المكان وقال هادي: "هناك نقطة مهمة جدا استهلتها المخرجة من خلال المكان والمتمثلة في عزلة المكان"، ومن ضمن ما ذكره ايضا: "ان المشهد الأخير عانى من الحيادية، إذ انه لم يركز تماما على الفكرة البصرية، وترك الشخصيات تخرج بعفوية دون إشراك المكان وتأثيرها على الشخصيات، وبالنتيجة تأثير ذلك على العرض، فبقيت الأشياء على ما هي عليه، وبقي العرض رهين الحوار، حيث بدت دون ترقب او صنع للدهشة المسرحية عند المتلقي، وبقيت هناك مشكلة الصمت، الذي غاب عن العرض، وبقي العرض سرا مكشوفا، ومتناسيا الهموم الكبيرة للشخصيات، وركز على جزئية صغيرة، الا وهي الجنس". وفي نهاية الندوة التطبيقية، التي تخللتها أسئلة الجمهور، قامت المخرجة علية الخالدي بالتحدث عن تجربتها الأخيرة والرد على استفسارات الجمهور. طاقم العمل ضم طاقم عمل مسرحية "80 درجة" كلاً من فائق حميصي، رائدة طه، نزهة حرب، لينا ابيض، علي منيمنة، ومن إخراج عليه الخالدي، وتأليف رندة الخالدي. »العربانة« ترصد واقع العراق تضع مسرحية "العربانة"، التي شاركت بها الفرقة الوطنية للتمثيل في مهرجان المسرح العربي في دورته السادسة، المتلقي امام العراق بكل شرائحه المتعددة، حيث تناولت المسرحية واقع العراق عبر مراحل مختلفة من تاريخ العراق الحديث والمتغيرات التي حدثت في ظل ما يعرف ب "ثورات الربيع العربي" وما قبلها من متغيرات وتأثيرات ذلك على واقع المواطن العراقي. طاقم العمل "العربانة" من تأليف احمد المالكي وإخراج عماد محمد، وشارك في أداء الأدوار عزيز خيون، ولمياء بدن ، وبهاء خيون، وضرغام عبدالهادي، وعباس فاضل، واحمد هاشم واحمد ثامر. الندوة التطبيقية وفي الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض وأدارها عبد الجبار خمران، قال الناقد والمخرج المسرحي عصام السيد إن"المخرج استبدل المنزل المتواضع والبسيط الذي كتبه المؤلف في النص ب (العربه)، كونها تكشف أكثر مما تستر، وبالغ في حجمها لتصبح عالم هذا الرجل (حنون)، ليضيف بعدا اعمق بأن يجعله فوق هذه العربة وكأنه بضاعة فبالتالي هو البائع والمباع"، وشبه السيد مسرحية "العربانة" بجدارية الفسيفساء بصورتها النهائية الجميلة وقال: "انك عندما تقترب منها تشاهد الكثير من التقاطعات والتجاورات والاختلافات مع كثير من التوافق والتناقض معاً، واعتقد ان هذا هو القانون الذي يحكم العمل، حيث استطاع جمع كل هذا في صورة واحدة، وكأنك امام العراق بكل ملله ونحله وطوائفه وشرائحه وطبقاته، بكل ما يحمل من اتفاق واختلاف وتناقض وائتلاف". بنية النص اللغوية وتحدث السيد عن انتقال (حنون) الى العالم الآخر والانتقال الى تناقض آخر على مستوى بنية النص اللغوية.منوها إلى شخصية (القائد) التي قدمها ممثل واحد وقال إنها " ليست شخصية، وإنما نمط. أعقبت المداخلة النقدية أسئلة من الجمهور الذي كان اغلبه من المتخصصين والأكاديميين والمسرحيين، وتحدث فيها المخرج عماد محمد، والمؤلف حامد المالكي عن تجربتهما الأخيرة والرد على الاستفسارات. البيان الاماراتية